لماذا أنشئت منظمة الأمم المتحدة ولماذا لا تستطيع أحيانا وقف الصراعات العالمية؟

UN Security Council Votes On U.S. Resolution For Israel-Hamas Ceasefire

Members of the United Nations Security Council listen as Representative of the United States to the UN, Ambassador Linda Thomas-Greenfield speaks during a meeting on the situation in the Middle East, including the Palestinian question at the United Nations headquarters on June 10, 2024 in New York City. Credit: Michael M. Santiago/Getty Images

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

تعود أصول الأمم المتحدة إلى رماد الحرب. لقد تسببت الحرب العالمية الثانية في دمار هائل، وأدرك زعماء العالم أن هناك حاجة إلى جهد أكثر تنظيماً لمنع حدوث مثل هذه الكارثة مرة أخرى.


في الرابع والعشرين من أكتوبر من كل عام، تحتفل دول العالم بيوم الأمم المتحدة لإحياء ذكرى تأسيس إحدى أهم المنظمات الدولية في التاريخ. فما الذي يعنيه هذا اليوم؟ وما هو الذي لعبته الأمم المتحدة تاريخيا؟ وما الدور الذي تلعبه اليوم؟

دعونا في البداية نطرح سؤالا هاما: لما تم إنشاء منظمة الأمم المتحدة؟

يصادف يوم الأمم المتحدة الذكرى السنوية لتأسيس الأمم المتحدة، وقد تأسست المنظمة في أعقاب الحرب العالمية الثانية لتعزيز السلام والتعاون على مستوى العالم.

تم الاحتفال بهذا اليوم رسميًا لأول مرة في عام 1948، بعد ثلاث سنوات من إنشاء الأمم المتحدة في الرابع والعشرين من أكتوبر عام 1945، عندما تم التصديق على ميثاق الأمم المتحدة من قبل أغلبية الدول الأعضاء المؤسسة.

تأسيس الأمم المتحدة

تعود أصول الأمم المتحدة إلى رماد الحرب. لقد تسببت الحرب العالمية الثانية في دمار هائل، وأدرك زعماء العالم أن هناك حاجة إلى جهد أكثر تنظيماً لمنع حدوث مثل هذه الكارثة مرة أخرى. لقد فشلت عصبة الأمم، التي تأسست بعد الحرب العالمية الأولى، في مهمتها لمنع نشوب صراع عالمي آخر، وكانت هناك حاجة إلى مؤسسة دولية أكثر قوة.

تم تأسيس الأمم المتحدة من قبل 51 عضوًا مؤسسًا في عام 1945، بقيادة القوى العالمية الكبرى مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد السوفييتي (روسيا الآن) والصين.

يقول أستاذ القانون الدولي في جامعة ويستيرن سيدني كريس مايكيلسين أن الأمم المتحدة من ستة هيئات رئيسية ولكن لا تحظى جميعها بنفس الاهتمام الإعلامي.

"هناك الجمعية العامة ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية والأمانة العامة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي ومجلس الوصاية."

"هناك اهتمام كبير هذه الأيام بمجلس الأمن لأنه هو المعني بحفظ الأمن والسلم الدوليين."

أنشأت منظمة الأمم المتحدة بالأساس لمنع نشوب حرب عالمية جديدة، ولكن مع تجدد الحروب في مناطق مختلفة في العالم يتساءل الكثيرون: ما هي أهمية الأمم المتحدة في عالمنا اليوم؟

من بعثات حفظ السلام إلى المساعدات الإنسانية، تلعب الأمم المتحدة دورًا محوريًا في إدارة التحديات العالمية. فهي تساعد في حل النزاعات، وتقدم الدعم للدول المحتاجة، وتعمل كمنصة للدبلوماسية.

كما تعالج الأمم المتحدة أيضًا قضايا عالمية مثل تغير المناخ والفقر والأزمات الصحية.

الانتقادات الموجهة للأمم المتحدة

على الرغم من إنجازاتها، فإن دور منظمة الأمم المتحدة يتعرض لانتقادات لاذعة أحيانا. يرى البعض أن المنظمة تكون غير فعالة في الأوقات التي تتطلب اتخاذ إجراءات سريعة. كما أن حق الفيتو في مجلس الأمن مثير للجدل بشكل خاص، حيث يمكن لأي من الأعضاء الخمسة الدائمين منع القرارات، حتى عندما يكون هناك إجماع دولي واضح.

لكن مايكلسين يرى أن المنظمة ليست لاعبا يتحرك في الفراغ وإنها محكومة بصراعات القوى الدولية.

"منظمة الأمم المتحدة لا تتحرك في الفراغ إنها مكونة من دول والدول الأعضاء في مجلس الأمن قد تكون مصالحها على المحك في بعض الصراعات وفي تلك الحالة يتم استخدام حق الفيتو أو التلويح باستخدامه لمنع تدخل مجلس الأمن."

"رأينا هذا في حرب روسيا على أوكرانيا ورأينا هذا في الشرق الأوسط حيث تقوم الولايات المتحدة بحماية إسرائيل من التدخل الدولي باستخدام حق الفيتو."

ومن الانتقادات الأخرى أن الأمم المتحدة تكافح غالبًا لفرض قراراتها. في حين يمكنها إصدار القرارات والتوصيات، فإن قدرتها على إجبار الدول على الامتثال محدودة. وقد دفع هذا البعض إلى التشكيك في أهميتها، وخاصة في مواجهة الصراعات العسكرية الأخيرة، مثل الحرب في أوكرانيا أو العنف المستمر في الشرق الأوسط.

تدفعنا حقائق السياسة الدولية للتساؤل الآن: هل لازال للأم المتحدة دور مهم في عالمنا اليوم؟

يرى مايكلسين إن هذا التساؤل قديم قدم عمر المنظمة.

يقول مايكلسين: "هذا السؤال قديم للغاية ويعود إلى عقود منذ إنشاء الأمم المتحدة."

"كلما تنشب حرب يبدأ الجميع في التساؤل عن دور الأمم المتحدة وأهميته وهناك المنتقدون وهناك المدافعون ولكن الحقيقة كما تكون دائما في مكان ما في المنتصف."

يرى الكثيرون أنه على الرغم من عدم فعاليتها في بعض الأحيان، تظل الأمم المتحدة المنظمة الدولية الوحيدة التي تتمتع بتأثير حقيقي واسع النطاق وتفويض عالمي.

وفي عالم مترابط بشكل متزايد، تتطلب التحديات العالمية مثل الأوبئة وتغير المناخ وانتهاكات حقوق الإنسان استجابات دولية منسقة. وتوفر الأمم المتحدة منصة لمثل هذا التعاون، حتى لو لم تسفر دائمًا عن نتائج فورية.

وعلاوة على ذلك، لا تزال جهود المنظمة في المساعدات الإنسانية وبناء السلام والتنمية لها تأثير إيجابي كبير على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم.

يرى مايكلسين أن الأمم المتحدة كان لها دور إيجابي في الصراعات التي يشهدها العالم اليوم على الرغم من الانتقادات التي تتعرض لها.

"في الحروب الحالية سواء في غزة أو لبنان أو أوكرانيا أرى أن الإيجابيات أكثر من السلبيات فيما تقوم به الأمم المتحدة. فرغم عدم قدرة مجلس الأمن على التدخل، تقوم الهيئات الأخرى بلعب أدوارها وفقا لميثاق الأمم المتحدة."

"تقوم الجمعية العامة بإصدار القرارات وتقوم لجنة حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية بالتحقيق وجمع الأدلة وهذه أمور هامة حتى لو لم يكن لها نتائج سريعة الآن. على المدى الطويلة ستكون تلك أدلة يمكن أن تستخدم في محاسبة المسؤولين. على الأقل هذا يضمن ألا يحدث ما يحدث من فظائع في الظلام."

يرى مايكلسين أيضا أن وجود المنظمة مهم خاصة في غياب بدائل.

"دائما ما ننتقد الأمم المتحدة ولكننا لا نتحدث أبدا عن البدائل. ما هو البديل؟ كيف يمكن لدول العالم أن تجلس معا ويكون لدها مكان تمارس فيه المحادثات الدبلوماسية؟"

"رغم قصور دور الأمم المتحدة إلا أنها توفر منصة عالمية دبلوماسية لكافة الدول."

يوم الأمم المتحدة هو تذكير بأهمية التعاون الدولي في عصر عدم اليقين العالمي. ورغم أن الأمم المتحدة قد لا تكون مثالية، فإن مهمتها في تعزيز السلام وحقوق الإنسان والتنمية تظل بالغة الأهمية. وبينما نتأمل هذا اليوم، فهو فرصة للنظر في كيفية استمرارنا، كمجتمع عالمي، في دعم وتحسين عمل الأمم المتحدة.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك