في قرار تاريخي أصدرته المفوضية الأسترالية للمعلومات (OAIC)، تم التأكيد على أن Bunnings قامت بجمع معلومات حساسة حول العملاء، مثل بيانات الوجوه، في 63 فرعاً لها في ولايتي نيو ساوث ويلز وفيكتوريا بين عامي 2018 و2021، دون الحصول على موافقة من الأشخاص المعنيين.
سبب استخدام التكنولوجيا
قال المدير العام لشركة Bunnings ، مايك شنايدر، إن الشركة قررت استخدام تكنولوجيا التعرف على الوجوه لمكافحة السرقة والعنف في متاجرها، وأكد أن الشركة ستستأنف القرار. وأضاف شنايدر أن "هذه التقنية كانت تستخدم في عدد محدود من متاجر Bunnings في فيكتوريا ونيو ساوث ويلز بين عامي 2018 و2021، مع وجود ضوابط صارمة، وكان الهدف منها الوحيد هو الحفاظ على سلامة الموظفين والعملاء ومنع الأنشطة غير القانونية".
وفقًا للتقرير، أظهرت الشركة أن حوالي 70% من الحوادث كانت تتسبب بها مجموعة من الأشخاص الذين تكررت أفعالهم غير القانونية، وأن تكنولوجيا التعرف على الوجوه كانت الوسيلة الأسرع والأدق لتحديد هؤلاء الأفراد وإخراجهم من المتاجر بسرعة.
LISTEN TO
من القاهرة إلى أستراليا: مروة ريدة تكتب قصة التحدي والتحول في كتابها الجديد
SBS Arabic
19/11/202410:33
مخاطر على الخصوصية
أقرّت المفوضة كارلي كاين بإمكانية الاستفادة من التكنولوجيا في حماية المتاجر من الجرائم والسلوك العنيف. إلا أن كاين شددت على أن هذه الفوائد المحتملة يجب أن تُوازن مع التأثيرات السلبية على حقوق الخصوصية، وكذلك مع القيم الاجتماعية التي تجمع أفراد المجتمع.
وأكدت كاين أن التكنولوجيا تعد تدخلاً غير مبرر في خصوصية العملاء، مشيرة إلى أن الأفراد الذين دخلوا إلى المتاجر المعنية لم يكونوا على علم باستخدام تكنولوجيا التعرف على الوجوه أو أن معلوماتهم كانت تُجمع، حتى لو لفترة قصيرة. وأضافت: "لا يمكننا تغيير وجوهنا. وبموجب قانون الخصوصية، يُصنف الوجه ومعلوماته البيومترية الأخرى على أنها معلومات حساسة، وبالتالي فهي تتمتع بحماية خصوصية عالية، بما في ذلك ضرورة الحصول على موافقة الأفراد لجمع هذه البيانات".
Bunnings has used facial recognition technology in its stores. Source: AAP / /
طالبت المفوضية شركة Bunnings بالتوقف عن استخدام تكنولوجيا التعرف على الوجوه وعدم تكرار هذه الممارسات مستقبلاً. كما تم فرض على الشركة إتلاف جميع البيانات الشخصية والحساسة التي تم جمعها بواسطة هذه التقنية خلال عام من تاريخ القرار.
ويأتي هذا القرار في وقت تشهد فيه التكنولوجيا تطوراً سريعاً، ليشكل سابقة هامة في قوانين الخصوصية الأسترالية، حيث تسلط الضوء على التحديات الأخلاقية الكبيرة التي تطرأ نتيجة استخدام تقنيات المراقبة الحديثة مثل تكنولوجيا التعرف على الوجوه.
وقالت المفوضية الأسترالية للمعلومات إن هذا القرار يجب أن يكون تذكيراً للشركات حول التزاماتها المتعلقة بالخصوصية. وأصدرت المفوضية دليلاً للخصوصية للشركات التي تفكر في استخدام تكنولوجيا التعرف على الوجوه. من جانبه، أشار المتحدث باسم منظمة (CHOICE) المدافعة عن حقوق المستهلكين، رافي علم، إلى أن استخدام هذه التكنولوجيا قد زاد منذ أن أثارت المنظمة القلق بشأن ممارسات Bunnings قبل أكثر من عامين، مؤكدًا أن هناك حاجة لقوانين خاصة لمحاسبة الشركات على أي انتهاك لخصوصية العملاء.