امرأة تقتل كل 10 دقائق: هل يغير اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة واقع النساء في العالم؟

Child Abuse

وفقا للأرقام الصادرة عن UN Women، على مستوى العالم، تعرضت ما يقدر بنحو 736 مليون امرأة للعنف الجسدي و/أو الجنسي. Credit: princessdlaf/Getty Images

احصل على تطبيق SBS Audio

طرق أخرى للاستماع

يصادف الخامس والعشرون من نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وهو جزء من جهد عالمي لرفع الوعي ومكافحة العنف الموجه ضد النساء.


في عالم يكثر فيه الحديث عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، يعتقد البعض أن العنف ضد النساء أصبح مشكلة تعود إلى الماضي. ولكن واقع الكثير من السيدات حول العالم وفي أستراليا يبرهن أن هذا ليس حقيقيا وأن العنف ضذ المرأة لا يزال كما يسميه البعض "وباءا" عالميا.

يصادف الخامس والعشرون من نوفمبر اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وهو جزء من جهد عالمي لرفع الوعي ومكافحة العنف الموجه ضد النساء.

ويشكل هذا اليوم تذكيرًا بالإساءة المستمرة التي تواجهها الملايين من النساء في جميع أنحاء العالم. ولكن كيف بدأ إحياء هذا اليوم؟ ولماذا لا يزال مهما؟ وماذا يمكننا أن نفعل للمساعدة في القضاء على العنف ضد المرأة؟

الأصول والتاريخ

أنشئ اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة رسميًا من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1999، لكن جذوره تمتد إلى عقود من الزمان.

يحيي تاريخ الخامس والعشرين من نوفمبر ذكرى اغتيال الأخوات ميرابال عام 1960، وهن ثلاث ناشطات سياسيات من جمهورية الدومينيكان، عارضن الحكم الدكتاتوري لرافائيل تروخيو وشاركن في أنشطة سرية ضد نظامه.

وقد سلطت جرائم القتل التي ارتكبت ضدهن الضوء على تقاطع العنف القائم على النوع الاجتماعي والقمع السياسي.
تم الاحتفال الرسمي الأول بهذا اليوم في عام 2000، ومنذ ذلك الحين، تطور ليصبح حملة عالمية. كما يبدأ اليوم أيضًا 16 يومًا من النشاطات ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، وهي الفترة التي تبلغ ذروتها في يوم 10 ديسمبر وهو يوم حقوق الإنسان.

في جميع أنحاء العالم، يتم الاحتفال بيوم 25 نوفمبر بالتجمعات والبرامج التعليمية وحملات التوعية العامة. وفي بعض البلدان، يتم إضاءة المعالم الشهيرة باللون البرتقالي، مما يرمز إلى مستقبل أكثر إشراقًا وخاليًا من العنف.

لماذا هذا اليوم مهم؟

الإحصائيات المتعلقة بالعنف ضد النساء تعكس صورة مخيفة لعالمنا اليوم.

وفقا الصادرة عن UN Women، على مستوى العالم، تعرضت ما يقدر بنحو 736 مليون امرأة للعنف الجسدي و/أو الجنسي.

من العنف المنزلي والتحرش الجنسي إلى الاتجار بالبشر وجرائم الشرف، يتجلى العنف ضد المرأة في أشكال لا حصر لها. في مناطق الصراع، غالبًا ما يتم استخدام العنف الجنسي كسلاح ضد النساء.

وتتعرض 70% من النساء في الصراعات والحروب والأزمات الإنسانية للعنف.

في عام 2023، قتل ما يزيد على 51 ألف امرأة على يد شركائهن أوأفراد أسرهن. وهذا يعني أن امرأة قُتلت كل 10 دقائق.

كما تتعرض ما بين 16% و58% من النساء على مستوى العالم للعنف القائم على النوع الاجتماعي باستخدام التكنولوجيا.
وعلى مستوى العالم، زادت عمليات تشويه الأعضاء التناسلية للإناث أو ما يعرف بـ"الختان" بنسبة 15% مقارنة بالبيانات من ثماني سنوات مضت.

وبعيدًا عن الأرقام، هناك عواقب شخصية ومجتمعية مدمرة مثل الإصابات الجسدية والصدمات النفسية التي قد تنتقل عبر الأجيال.

تقول سارة بينيت، وهي مؤسسة منظمة Melbourne Muslimahs الخيرية والتي تقدم ضمن أنشطتها المجتمعية الدعم للسيدات اللاتي تتعرضن للعنف المنزلي إن الأرقام لا تعكس كل الحقيقة.

"العواقب كبيرة جدا ومدمرة. بعض النساء يهربن من العنف ويضطررن لترك كل شيء حتى أوراقهن الثبوتية."

"كما أنهن يعانين من مصاعب كبيرة في إيجاد سكن خاصة إذا كان دخلهن متواضع لأن مكاتب التأجير تشترط أن يكون الإيجار 30 في المائة من دخل المستأجر فقط. وفي نفس الوقت يوجد نقص كبير في المساكن الحكومية."

العنف ضد المرأة في أستراليا

في أستراليا، لا يزال العنف ضد المرأة قضية ملحة. وفقًا الصادرة عن المعهد الأسترالي للصحة والرعاية الاجتماعية، فقد تعرضت واحدة من كل أربع نساء أستراليات (23% أو 2.3 مليون) للعنف الجسدي أو الجنسي من قبل الشريك.

هذا وتواجه نساء الأمم الأولى معدلات أعلى من العنف. كما تعاني النساء المهاجرات واللاجئات من العنصرية وأشكال أخرى من التمييز مما يجعلهن أكثر عرضة للعنف.

على الرغم من الإصلاحات التشريعية وحملات التوعية والجهود الشعبية، إلا أن الأزمة لا تزال قائمة. كشف تقرير صدر عام 2022 أن العنف الأسري والمنزلي هو السبب الرئيسي للتشرد بين النساء في أستراليا.
LISTEN TO
Samah Sabawi violence against women image

في اليوم العالمي لإنهاء العنف ضد المرأة: "نساء غزة يتعرضن لعنف غير مسبوق ويجب التحقيق بكل الانتهاكات"

SBS Arabic

06/12/202312:20
وقد بدأت اللجنة الملكية المعنية بالعنف المنزلي والأسري والجنسي عملها في يوليو/تموز من هذا العام، في وقت يصف فيه بعض الخبراء نظام دعم السيدات المعنفات في أستراليا بأنه "في أزمة" لأنه لا يملك الموارد اللازمة للتعامل مع الزيادة الكبيرة في طلب الدعم.

وهنا علينا أن نطرح سؤالا مهما: لماذا يستمر العنف ضد المرأة في الدول المتقدمة؟

تقول سارة إن الأفكار والممارسات المتوارثة جزء كبير من المشكلة.

"يكبر الأطفال ويرون آباءهم وأجدادهم يعاملون النساء بشكل عنيف فيعتقدون أن هذا سلوك مقبول."

"كما أن الكثيرين لا يزالون لا يفهمون أمورا مثل الإيذاء النفسي والعاطفي ويعتقدون أنها ليست أنواعا من العنف على الإطلاق."

تشرح سارة أن جزءا كبيرا من المشكلة يكمن أيضا في عدم رغبة النساء المعنفات في الإبلاغ عن العنف الذي يرتكب ضدهن.

"معظم السيدات اللاتي نساعدهن على الهروب من ظروف يتعرضن فيها للعنف المنزلي يرفضن إبلاغ السلطات حتى لو كان ذلك يعني أنهن سيخسرن بعض المدفوعات التي يمكن أن يحصلن عليها."

 ما هو السبيل للقضاء على العنف ضد المرأة؟

يطرح الخبراء حلولا متعدد لمشكلة العنف ضد المرأة تشمل فرض قوانين أكثر صرامة وتمكين السيدات اقتصاديا وتقديم خدمات الدعم المناسبة.
تؤكد سارة أن القضاء على العنف ضد المرأة يتطلب نهجا متعدد الأوجه ولكنها ترى أن البداية تكون بالتعليم.

"الموضوع يعود بشكل كبير إلى التعليم لأنه سيربي أجيالا جديدة على أن العنف سلوك غير مقبول."

"كما توجد مناهج للتثقيف الجنسي في المدارس يجب أن يكون هناك مناهج لتعليم الأطفال ما هو العنف وما هو الإيذاء."

أمل في مستقبل أكثر إشراقًا

في حين أن الطريق لا يزال طويلا، إلا أننا نحرز تقدمًا.

تعمل الحكومات والهيئات والمنظمات الغير حكومية الدولية والمحلية على خلق مساحات للحوار والعمل. في أستراليا، تعمل مبادرات مثل White Ribbon Day وRespect Victoria على وقف العنف ضد النساء.

تقول سارة: "برغم النقص في الموارد، هناك الآن مزيد من الدعم ومزيد من الوعي وهذا أمر عظيم".

إن اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة هو دعوة إلى العمل .تذكير بأننا يجب أن نعمل معًا لبناء عالم لا تعيش فيه أي امرأة في خوف.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك