يوم الذكرى في أستراليا هو يوم لا يحيي ذكرى نهاية صراع عسكري فحسب، بل يخلد أيضًا قيم التضحية من أجل الوطن.
يتم الاحتفال بيوم الذكرى سنويًا في الحادي عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني. في الساعة الحادية عشرة صباحًا من هذا اليوم عام 1918، سكتت المدافع على الجبهة الغربية أخيرًا، إيذانًا بوقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب العالمية الأولى.
كان تلك الحرب صراعًا دمويا دمر أوروبا وجر دولًا في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أستراليا. عُرف في الأصل باسم يوم الهدنة، وسرعان ما أصبح الحادي عشر من نوفمبر يومًا لتكريم الأرواح التي فقدت في هذه الحرب المدمرة.
LISTEN TO
هل النظام الملكي أم الجمهوري أفضل لأستراليا؟
SBS Arabic
17/10/202408:10
بعد الحرب العالمية الثانية، تمت إعادة تسمية يوم الهدنة بيوم الذكرى لإحياء ذكرى ليس فقط أولئك الذين ماتوا في الحرب العالمية الأولى ولكن في جميع الصراعات التي شارك فيها جنود أستراليون.
بالنسبة للأستراليين، يوم الذكرى هو أكثر من مجرد درس في التاريخ أو عطلة وطنية. إنه وقت للاعتراف الجماعي بشجاعة وتضحيات أولئك الذين قاتلوا - وأولئك الذين يواصلون القتال - باسم أستراليا.
بالنسبة للعائلات التي ساهم أفرادها في الخدمة العسكرية، قد يكون يوم الذكرى تذكيرًا بشجاعة أحد الأحباء أو عملًا وطنيًا. بالنسبة للآخرين، قد يدل على السلام أو الحرية أو الأمل في مستقبل حيث تكون الحرب ذكرى وليست حقيقة.
كيف يتم الاحتفال بيوم الذكرى؟
في جميع أنحاء أستراليا، غالبًا ما تتبع مراسم يوم الذكرى نمطًا مألوفًا ومهيبًا. تكون هناك دقيقة صمت في الساعة 11 صباحًا لتكريم أولئك الذين ماتوا في الحروب.
في المدن الكبرى، تجمع المراسم التذكارية المحاربين القدامى وكبار الشخصيات والعائلات والمواطنين في النصب التذكارية للحرب، مثل النصب التذكاري للحرب الأسترالية في كانبيرا أو ضريح الذكرى في ملبورن.
Australian Army Band Sydney Bugler, MUSN Robin Park, plays during a Remembrance Day dawn service at the Sydney Opera House, in Sydney, Monday, November 11, 2024. Source: AAP / STEVE MARKHAM/AAPIMAGE
وتلتزم المدارس وأماكن العمل والأماكن العامة أيضًا بدقيقة الصمت.
هناك أيضا قصيدة الذكرى والتي تتلى لإحياء ذكرى التضحيات في زمن الحرب.
تضحيات الجنود الأستراليين
لقد مات أكثر من 60 ألف أسترالي في الحرب العالمية الأولى، وكانت تلك خسارة كبيرة لأمة شابة ذات عدد سكان صغير نسبيًا في ذلك الوقت. وفي الحرب العالمية الثانية، فقد ما يقرب من 40 ألف أسترالي حياتهم.
منذ ذلك الحين، شاركت القوات الأسترالية في صراعات متعددة، من الحرب الكورية وحرب فيتنام إلى مهام حفظ السلام في الشرق الأوسط. في المجموع، ضحى أكثر من 100 ألف أسترالي بحياتهم في الحروب والصراعات.
ينظر الكثيرون إلى الجنود الأستراليين باعتبارهم رموزًا للصمود والشجاعة تعكس الشخصية الوطنية لأستراليا.
LISTEN TO
مآثر الجنود الأستراليين في الحرب العالمية الثانية في لبنان: "آثارهم باقية في النفوس والبنيان"
SBS Arabic
24/04/202319:07
يوم الذكرى هو في جوهره يوم امتنان. وبرغم ثقل ذكرى الحروب، فإن هذا اليوم يذكر أيضا بأهمية السلام. في عالم مضطرب بشكل متزايد، يوفر يوم الذكرى لحظة للاعتراف بأن الحرية لا تتحقق إلا بصعوبة بالغة وأن تحقيق السلام يتطلب شجاعة وحربا أحيانا.
وبينما نحتفل بيوم الذكرى في الحادي عشر من نوفمبر/تشرين الثاني دعونا نتذكر أولئك الذين فقدوا حياتهم وأولئك الذين لا زالوا يعيشون بيننا ولكنهم يحملون ندوب الحروب، ونذكر الأجيال الجديدة بالدروس والقصص والذكريات التي يبقيها يوم الذكرى حية.
