تنويه: هذا المقال واللقاء الصوتي يحتويان توصيفًا للحادثة قد يكون مؤثرًا على بعض الأشخاص.
في حادثة ضجت بها مدينة ملبورن والجالية العربية، تعرض محمد بني هاني أحد العاملين في محل "سوبرماركت" وسط مدينة ملبورن التجاري، لإصابات خطيرة، بعد أن هاجمه مراهقان مسلحان بالسيوف في عملية سطو مسلح أدى إلى ضربه بالسيف على يده ما أحدث جرحًا غائرًا وإصابات أدت لانتشار الدماء على أرض المكان.
ومتابعة لهذا الموضوع، هاتفت إذاعة أس بي أس عربي محمد بني هاني طالب الدكتوراة في جامعة RMIT، للتعرف على تفاصيل هذه الحادثة وتبعاتها البدنية والصحية والنفسية عليه إثر هذه الهجمة.
عن ذلك المساء، قال محمد بني هاني البالغ من العمر36 عامًا، إنه كان في المحل الذي يعمل فيه الواقع في شارع "سوانستون" في أحد مساءات يوم الجمعة من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عندما اقتحم مجهولون المتجر، يحملون سيوفًا وهددوه مطالبين بإعطائهم نقودًا وسجائر.
وأظهرت كاميرات المراقبة في المحل، بني هاني وهو يحاول الدفاع عن نفسه، بينما الجناة يوجهون سيوفهم نحوه داخل المحل، ثم تم توجيه ضربات شديدة على إحدى يدي محمد، أدت لإصابة خطيرة انتشرت على إثرها الدماء على الأرض فيما بقي قابضاً على يده.
وقال بني هاني لإذاعة أس بي أس عربي: "في تلك اللحظة شعرت أنني على وشك الموت، والدنيا كانت تدور من حولي".
LISTEN TO
تعلم الإنجليزية -الحلقة 78: تدرب على كيفية التحدث عن العطلات (حلقة إضافية)
SBS Arabic
23/01/202503:47
أصيبت يد محمد بأضرار جسيمة، استدعت ذهابه للمستشفى، فيما يخضع حاليًا للعلاج البدني والنفسي المكثف بعد إجراء عمليات معقدة على أعصاب اليد ويخضع لإجراءات طبية و أدوية مركزة للعلاج، فيما أشار لأكثر من مرة أنه لا يود تذكر هذه الحادثة لأنها تصيبه بالألم النفسي.
ويضيف محمد: "كانت الحادثة مروعة. الحمد لله أنني مازلت على قيد الحياة، لكن الأثر النفسي كان صادمًا في بلد الأمان، لم أتوقع حدوث مثل هذا الحدث المروع."
محمد المقابلة المشرف على فروع عدة من محلات البقالة في الوسط التجاري لمدينة ملبورن
تعد هذه الحادثة واحدة من حوادث عدة تعرض لها العاملون في المحلات التجارية في ملبورن، خاصة في فترة مناوبة الليل، إذ يوضح محمد المقابلة المشرف على خمسة محلات تجارية في الوسط التجاري لمدينة ملبورن، أن العاملين في فترات الليل، أصبحوا أكثر عرضة للاعتداءات ويضيف: "منذ جائحة كورونا، ازدادت هذه الحوادث بشكل ملحوظ، وأصبحنا نواجه صعوبة كبيرة في جذب الموظفين للعمل في هذه الفترات بسبب مخاوفهم على سلامتهم."
ويرى المقابلة، أن الأمن داخل المحلات ليلًا في وسط المدينة التجاري قد تدهور بشكل كبير في السنوات الأخيرة، مؤكدًا في الوقت ذاته، قلة تواجد أفراد الشرطة الراجلة في هذه المناطق الحيوية، خاصة في ساعات الليل، ما أدى أن أصبحت المحلات هدفًا للمجرمين. ويضيف المقابلة أنه وفي محاولة لتقليل المخاطر، اتخذوا كمشرفين إداريين على المحلات إجراءات وقائية كاستخدام كاميرات المراقبة، وأجهزة الإنذار الذكية. ولكن رغم هذه الإجراءات، فإن الخطر يبقى قائمًا.
لذلك يقول محمد المقابلة: "حتى لو كنت مزودًا بأحدث أنظمة الأمان، فإن مواجهة مجموعة مسلحة تبقى أمرًا صعبًا للغاية."
تداعيات الحوادث على العاملين
على الجانب الموازي، قال المشرف على عدة محلات "سوبرماركت" في مناطق مختلفة في مدينة ملبورن لسنوات محمد أبو الفول، إنهم يواجهون الاعتداءات سواء في الوسط التجاري أو في ضواحي المدينة، و أضاف أنهم تقدموا مرارًا بعدد من البلاغات للشرطة لحمايتهم من هذه الهجمات المنظمة التي أخذت تؤرق حياتهم وتهددها؛ موضحًا أن هذه العصابات المنظمة تعرف القانون جيدًا، وتستغل المراهقين في هذه الهجمات، لتفادي أي عقوبات جنائية ضدهم.
محمد أبو الفول المشرف على عدد من محلات السوبرماركت في مناطق عدة في مدينة ملبورن
على الجانب القانوني، قالت المحامية بهية بو حمد، إن التعامل القانوني مع المراهقين له قانون محدد في مواجهة هذا النوع من الجرائم. وأشارت أيضًا إلى أن القانون واضح في اقتناء الأسلحة البيضاء واستخداماتها في ولاية فيكتوريا، إذ يفرض عقوبات صارمة على حيازة واستخدام الأسلحة البيضاء مثل السكاكين والسيوف، لكن هناك تحديات في تطبيق هذه القوانين بشكل فعال.
المحامية بهية بو حمد
وفي ظل غياب الأمن الفعال والتحديات القانونية في مواجهة هذه الجرائم، يبقى العاملون في هذه المحلات في حالة من القلق والخوف. ويتطلب الأمر تعزيز الإجراءات الأمنية في المناطق الحيوية وتطوير استراتيجيات قانونية تمنع تكرار مثل هذه الحوادث.
استمعوا لتفاصيل أكثر بالصوت عن تفاصيل هذه الحادثة و جوانبها القانونية، بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.