"حتى الرجال يبكون": بطل الملاكمة بيلي ديب يروي تجربته مع الفقد والمرض

2024-12-03_9-54-44.png

بيلي ديب يعلن عن اسم وشكل كتابه الجديد Credit: Facebook

على الرغم من العبء الجسدي والعاطفي الذي ترتب على مرضه، يقول بطل العالم السابق البالغ من العمر 38 عامًا إن مواجهة المرض والموت ملأته بتقدير أكبر للوقت والتواصل الإنساني.


عندما توفيت جدة بيلي ديب، كان الجميع يبكون ما عداه. ولأنه رجل وملاكم، فقد شعر أنه من غير اللائق اجتماعيا أن يُظهر حزنه.

 ولكن كل ما احتاج أن يسمعه لكي يسمح لدموعه بالتدفق هو بضع كلمات من ابن عمه.

يقول بطل الملاكمة الأسترالي اللبناني: "اقترب مني وهمس في أذني قائلاً، هل أنت بخير؟ أنت تعلم أنه يمكنك البكاء، أليس كذلك؟ ابكي إذا كنت بحاجة لذلك!"

"فجأة انفجرت في البكاء، وشعرت بإحساس فوري بالارتياح".

 مثل الكثير من الرجال، نشأ ديب وبداخله فكرة أنه من غير المقبول أن يُظهر ضعفه أو مشاعره، وخاصة الحزن أو الألم، لأنه اعتقد أن ذلك يجعله "أقل رجولة". 

"أتذكر أنني سقطت وجرحت يوما وأنا طفل، وفي اللحظة التي بدأت فيها بالبكاء، نظر إلي أحدهم باستياء وقال لي، "لا تبكي مثل الفتيات".
Anthony Mundine v Crazy Kim
Billy 'The Kid' Dib of Australia celebrates winning the IBO World Middleweight title over Zolani Marali of South Africa at Newcastle Entertainment Centre on July 30, 2008 in Newcastle, Australia. Credit: Matt King/Getty Images
 بلال ديب، المعروف في عالم الملاكمة باسم "بيلي ديب" أو "The Kid"، هو ملاكم أسترالي محترف شهير. مسيرة بيلي في الملاكمة امتدت لأكثر من 25 عامًا جذب خلالها انتباه مشجعي الملاكمة في أستراليا والعالم.

ولد بيلي عام 1986 في سيدني، وبدأ ممارسة الملاكمة في سن الحادية عشرة، على أمل أن تساعده في تحسين أعراض الربو لديه، وكذلك لوقف التنمر الذي كان يواجهه في المدرسة.

أخذه والده من يده إلى نادي الملاكمة، وشجعه على تعلم كيفية الدفاع عن نفسه. وكانت تلك بداية أكثر من 20 عامًا من الملاكمة.

 يقول ديب: "كنا لبنانيين وكان معظم الأطفال في المدرسة أستراليين". 

"كان المتنمرون يضربونني ويدفعونني ويبصقون علي. لكن الملاكمة منحتني المرونة والقوة وساعدتني على الدفاع عن نفسي".

 في عام 2008، فاز ديب بلقب منظمة الملاكمة الدولية للوزن الخفيف (IBO) ومن عام 2011 إلى عام 2013، احتفظ بلقب وزن الريشة للاتحاد الدولي للملاكمة.

على الرغم من نجاحه الملهم في سن مبكرة، كان لديب نصيبه من المآسي، مما أجبره على أن يصبح مقاتلًا خارج الحلبة أيضًا.

 في عام 2015، توفيت زوجته سارة سليم بسبب المضاعفات الناجمة عن علاجها من سرطان الدم بعد ستة أسابيع فقط من زواجهما.

بعد بضع سنوات، كان على ديب أن يحارب السرطان وجهاً لوجه.
Boxer Bilal Dib with his son.png
Despite hesitations, Dib decided to go through chemotherapy for the sake of his young son. Credit: Billy Dib
 في أكتوبر 2022، تم تشخيص إصابة ديب بسرطان المعدة في ذروة مسيرته الرياضية.

كان بطل العالم السابق مترددًا في الخضوع للعلاج الكيميائي، لكنه قرر أخيرًا الشروع في رحلة العلاج من أجل ابنه.

"قلت لنفسي إذا عشت، فسأعيش من أجل ابني وإذا مت، فسأذهب إلى الله. لذلك، لم يكن لدي ما أخسره".

 بعد ستة أشهر من العلاج، أُعلن عن شفاء ديب من السرطان.

 وعلى الرغم من العبء الجسدي والعاطفي الذي ترتب على مرضه، يقول بطل العالم السابق البالغ من العمر 38 عامًا إن مواجهة المرض والموت ملأته بتقدير أكبر للوقت والتواصل الإنساني.

 يقول ديب: "قبل وفاة سارة، كنت أعيش في فقاعتي الخاصة. لم أفكر كثيرًا في الآخرين. لكنني تعلمت أن أكون أكثر تقديرًا لغيري".

"أتصل بأصدقائي وأطمئن على الأشخاص الذين أحبهم. أعلم الآن أن الحياة قصيرة جدًا وأننا جميعًا لدينا وقت محدود".

 كما علمت التجارب الصعبة ديب أن التعبير عن المشاعر لا يعني أنه ضعيف.

يقول ديب: "لقد تعلمت أن أكون أكثر تعبيرًا عن مشاعري. هذه هي الطريقة الوحيدة للشفاء. كما تعلمت أن أطلب المساعدة عندما أحتاج إليها".
Boxer Bilal Dib during treatment.png
"Initially, I was upset and did not want to [go through] chemotherapy because of the memories I had of my wife, Sarah, who [had cancer and] died during chemotherapy." Credit: Billy Dib
 يعتقد ديب أن بعض المعايير الثقافية تدفع الرجال إلى قمع مشاعرهم بحجة "الشجاعة".

يشرح ديب: "لا أعتقد أن الأمر يقتصر على ثقافة واحدة. لدي أصدقاء من خلفيات مختلفة، وقد تم توبيخهم جميعًا بسبب البكاء".

في العديد من ، ليس من المقبول اجتماعيًا أن يعبر الرجال عن مشاعر قد تعبر عن الضعف مثل الحزن. بدلاً من ذلك، يتم تشجيع الرجال على التعبير عن مشاعر أكثر قوة وعدائية مثل الغضب.

لكن ديب أخذ على عاتقه تغيير هذه الموروثات الثقافية.

يطلق الناجي من السرطان كتابًا جديدًا للأطفال بعنوان "الأولاد يبكون". الكتاب مستوحى من قصص حقيقية من طفولة الملاكم ومراهقته.

يعتقد ديب، وهو والد لصبي يبلغ من العمر أربع سنوات، أن الكتاب مهم لأنه يرسل للأولاد رسالة قوية حول القوة والرجولة.

يقول ديب: "الدموع ليست علامة ضعف". 

"من المهم أن يدرك الأولاد والرجال أن البكاء هو في الواقع مصدر راحة".

 لا يلوم ديب ابنه ليث الذي يعني اسمه "الأسد" باللغة العربية، على البكاء.

يقول ديب بحزم: "لا أخبره أبدًا ألا يبكي".

"أطمئنه وأخبره أنه من الجيد أن يبكي ثم يمكنه أن يشرح لي ما حدث بعد ذلك".

 يأمل ديب أن يتعلم الأولاد التعبير عن مشاعرهم بشكل أفضل بعد قراءة كتابه.

"أريد أن يصبحوا أكثر تواصلاً مع مشاعرهم وأن يدركوا أن البكاء لا يجعلهم أضعف أو أقل رجولة".

"نحن كمجتمع بحاجة إلى الاستمرار في إرسال هذه الرسالة إلى الأولاد".

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك