التصعيد العسكري بين الفصائل المعارضة المسلحة، وعلى رأسها "هيئة تحرير الشام"، والجيش السوري في حلب، تزامن مع توسع القتال إلى أجزاء من محافظتي إدلب وحماة المجاورتين، ما جعل الوضع أكثر توترًا وغير قابل للتنبؤ.
في بيان له، أعرب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، عن قلقه العميق إزاء التحولات الكبيرة في خطوط الجبهة، بما في ذلك تقدم "هيئة تحرير الشام"، التي صنفتها الأمم المتحدة كجماعة إرهابية، وزيادة الغارات الجوية الحكومية.
وقال بيدرسن: "في بلد مزقته الحرب والصراع لمدة تقارب 14 عامًا، تشكل التطورات الأخيرة مخاطر شديدة على المدنيين ولها تداعيات خطيرة على الأمن والسلام الإقليمي والدولي". كما شدد على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، داعيًا جميع الأطراف إلى احترام القانون الدولي.
من جهته، أكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، آدم عبد المولى، على الأزمة الإنسانية المأساوية في حلب، حيث أودت أعمال العنف التي بدأت في 27 نوفمبر بحياة العديد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى تهجير الأسر وتعطيل الخدمات الأساسية. ووصف عبد المولى الوضع في حلب بـ "المأساوي"، داعيًا جميع أطراف النزاع إلى وقف الأعمال العدائية فورًا والتركيز على حماية المدنيين، بما في ذلك سلامة العاملين في المجال الإنساني.
LISTEN TO
"خوف وقلق على أختي بحلب": هكذا يشعر الأستراليون السوريون تجاه الحرب
SBS Arabic
02/12/202414:34
عشنا الحرب في عام 2012 وما يحدث الآن أعادنا 12 عامًا إلى الوراءالسورية الأسترالية فاطمة رحمو
وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أجبر العنف في حلب الآلاف على الفرار من منازلهم، حيث لجأ العديد منهم إلى مناطق مكشوفة وغير آمنة. كما أصبح الطريق السريع M-5 الذي يربط دمشق بحلب غير قابل للاستخدام بين مدينتي سراقب (إدلب) وحلب. تم فرض حظر تجول في مدينة حلب يومي الجمعة والسبت، وتم تعليق جميع المرافق العامة، بما في ذلك الجامعات والمدارس.
كما أفادت التقارير بأن المستشفيات في المدينة مثقلة بالإصابات، بينما نفدت الأموال من البنوك وأجهزة الصرف الآلي. وأشار عبد المولى إلى أن "هذا التصعيد الأخير يأتي في وقت يواجه فيه العديد من الأشخاص، الذين عانوا من الصدمات الناجمة عن النزوح، ضرورة الفرار مرة أخرى وترك منازلهم وسبل عيشهم".
يجب أن لا يتحمل الشعب السوري المزيد من المعاناة، وندعو إلى إعطاء فرصة للحوارالمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن
وفي حديث لـ"أس بي أس عربي"، عبرت فاطمة رحمو، وهي سورية أسترالية مقيمة في أديلايد، عن معاناتها قائلة: "أحاول دائمًا الاطمئنان على أهلي في حلب ولكن الانقطاع المتكرر في الإنترنت هناك يمنعني من ذلك في كثير من الأحيان".
وأضافت: "يسكن أخوتي في منطقة الفرقان في حلب والقذائف تطال المنطقة. هناك قذيفة ضربت سيارتين لأخي وأحرقتا تمامًا."
أما عبد الغني رحمو، فقد تحدث عن الوضع الاقتصادي الصعب قائلاً: "الوضع الاقتصادي صعب جدًا حاليًا. ما زال أهل حلب يعيشون تبعات الحرب السابقة. دخول الشتاء أيضًا يصعب الموقف ويفاقم الأزمة الإنسانية". وأضاف: "الشعور بالعجز مؤلم جدًا. أن تسمع أختك تبكي ووالديك يعيشان النزوح في وقت يُفترض أنه للراحة".
استمعوا إلى المقابلة مع عبد الغني وفاطمة رحمو في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على