"الصوت" "الاعتراف" "السيادة" "الاتفاقية"، كلمات مهمة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من النقاش الدائر حول علاقة أستراليا بالسكان الأصليين.
قد لا تعني هذه الكلمات الكثير للغالبية العظمى ولكن للسكان الأصليين، تحمل تلك الكلمات في طياتها بارقة أمل في مستقبلٍ أفضل وأكثر ترحيباً بثقافتهم، يشملهم في عملية صنع القرار ولاسيما القرارات التي تمس حياتهم بشكلٍ مباشر.
يعد الـ26 من كانون الثاني/يناير من كل عام ذكرى الاستعمار البريطاني للقارة الأسترالية في العام 1788.
وعلى مر الأعوام، حمل اليوم عدداً من الأسماء ومنها "Anniversary Day" و"First Landing Day" و"Foundation Day"، حتى تم الاستقرار في العام 1994 على تسميته الحالية "Australia Day"
ولكنه اسمٌ مثير للجدل. فمن وجهة نظرِ الكثير من السكان الأصليين، يمثل ذلك اليوم ذكرى أليمة، ولذلك يسمونه أحياناً "Mourning Day"، أي يوم الحِداد.
وفي الآونة الأخيرة، أسماه البعض "InvasionDay" "يوم الغزو" أو "Survival Day" "يوم النجاة".
وبعض الجاليات المتعددة الثقافات تسميه ببساطة 26 يناير.
ولكن ما وراء التسميات المختلفة، مفهوم السيادة والاستقلال: سيادة السكان الأصليون وولايتهم القضائية المستحقة على أرضهم وسكانها، التي تمتعوا بها قبل وصول الأوروبيين والتي لم يتنازلوا عنها أبداً.
ومع هذا تختلف الآراء حول آليات الاعتراف بسيادة السكان الأصليين.
التعديلات الدستورية المطلوبة للاعتراف بالأبورجنيين وسكان جزر مضيق توريز ليست بسيطة.
حيث يرتكز النقاش حالياً على توصياتٍ من لجان خبراء وتحقيقات مجلس الشيوخ الأسترالي ومفوضيات دستورية ومجالس استفتاء، على مر عقودٍ مضت.
ولكن يسطع مقترح فوق الجميع، قدمه مركز Australia's Red Centre on Anangu country في العام 2017.
ويعتبر الكثيرين أن Uluru Statement from the Heart بيان أولورو من القلب، أفضلُ نموذجٍ مطروح حتى الآن.
ديكن باركين مدير حملة التوعية From The Heart، التي تهدف إلى نشر الوعي عن بيان أولورو وتحديداً عن فكرة تنصيب مجلس اسشتاري أبورجيني في الدستور.
الهدف الرئيسي من الاعتراف بالسكان الأصليين في الدستور، منحهم "صوت" مسموع يمكّنهم من التأثير في شؤونهم.
ولكن البعض يعتقد أن صوت السكان الأصليين ينبغى أن يكون موجهاً إلى الحكومة وليس البرلمان. ومن أنصار هذا الرأي وزير شؤون السكان الأصليين كين وايت من شعب النونغار.
ومن جانبها قالت داني لاركين من شعبي بانجالونغ وكونغاراكان إن خلق منظمة من خلال التشريع ولكن ليست جزءاً من الدستور، سيكون نتيجة مخيبة للآمال.
كما يتم مناقشة فكرة "الاتفاقية": عقد ما بين الحكومة الأسترالية والسكان الأصليين"، يعترف بوجود شعوب الأبورجينيين وسكان جزر مضيق توريز قبل وصول الأسطول البريطاني.
ويعتبر البعض أن الاتفاقية -سواءاً على المستوى الفدرالي أو على مستوى الولايات- ينبغي أن تكون الخطوة الأولى قبل الانتقال إلى مرحلة الصوت في البرلمان.
وقالت ليديا ثورب البرلمانية من فيكتوريا والمنتمية إلى شعبي غوناي وغونديتش مارا الأصليين، إنها ستحارب من أجل الحصول على اتفاقية مع الحكومة الأسترالية تعترف بالسكان الأصليين.
ومع أن الاتفاقية لا تتطلب استفتاء شعبي إلا أن ثورب قالت إنه من المهم أن تتكون الاتفاقية من خلال عملية شمولية لجميع الأطراف المعنية.
ومن جانبه قال بو سبيرم من شعبي جاميلاراي وكوما إن الشباب الأبورجيني ملتزم بقضية "انهاء الاستعمار" و بالقومية الأبورجينية.
حيث ينتمي بو إلى منظمة Warriors of the Aboriginal Resistance واختصارها WAR. وهي منظمة شبابية تناشد بالسيادة الأبورجينية والاعتراف بحقوق السكان الأصليين.
ومن جانبها قامت الحكومة الفدرالية بخلق 3 لجان استشارية للبحص في شأن "الصوت" للسكان الأصليين على المستوى الفدرالي والولايات وحتى البلديات.
ومع تقديم اللجان الاستشارية تقريرها النهائي للحكومة، ستسنح الفرصة لمناقشة واختيار شاكلة "صوت" السكان الأصليين قبل الانتخابات القادمة.