يصادف اليوم ذكرى يوم مابو وهو اليوم الذي يخلد فوز قضية آدي مابو بالاستحصال على حق السكان الأصليين بالأرض من المحكمة العليا في أستراليا والذي صدر في 3 حزيران يونيو عام 1992، وأقرت فيه المحكمة بأن للسكان الأصليين حقوق مسبقة في الأرض، وتم بموجبه إلغاء مبدأ القرن السابع عشر الذي كان يعتبر أن الأرض أرض مشاع ليست ملكا لأحد.
وبعد مرور عشرين عاما على مسيرات المصالحة التي جابت المدن الأسترالية عام 2000 والتي دعت لجعل أستراليا بلدا أكثر عدلا وانصافا للسكان الأصليين، تعلو أصوات تطالب بإبقاء العلم الأبروجيني مرفوعا على جسر الهاربور في سيدني على مدار العام.
النقاط الرئيسية
- قرار مابو مهم لأنه ألغى مبدأ "أرض المشاع"
- ناشطون يطالبون برفع العلم بشكل دائم
- وزير النقل: الأمر صعب من الناحية التقنية ومكلف
تغيرت أمور كثيرة منذ الأيام الأولى لحركة الشعب من أجل المصالحة، ومنها اعتراف أكبر بحقوق السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس في الأرض والبحر؛ وفهم تأثير السياسات الحكومية؛ واحتضان قصص نجاح ومساهمة السكان الأصليين.
وتقول الناشطة الفلسطينية نورا منصور في حديث مع SBS Arabic24 إن الاعتراف بالحقوق فحسب لا يكفي، والمطلوب القيام بخطوات فعلية وعملية لتغيير ظروف السكان الأصليين لأن الأنظمة هي التي أوصلتهم إلى ما هم عليه من أوضاع صعبة.
وتضيف نورا منصور بالقول: الطريق لا يزال طويلا أمام السكان الأصليين رغم الانجازات، لأن المستعمر البريطاني فرض أنظمة تكرس فوقية المستوطن الأوروبي، وهو لا يريد التحدث عن الظلم التاريخي لأن هذا الحديث يحرجه. - وحول قرار المحكمة العليا في عام 1992 والذي اعترف بحق السكان الأصليين بالأرض بعدما كانت تعتبر أرض مشاع، تقول نورا منصور "إن هذا إنجاز تاريخي لأن المستعمر البريطاني اعتبر أن الأرض أرض مشاع، وجاءت المحكمة لتلغي ذلك القرار، لكن الطريق لا يزال طويلا، فالسكان الأصليون يشكلون 3% فقط من عدد السكان، لكنهم يشكلون 30 بالمئة من عدد المساجين".
Eddie Mabo walking with his team of lawyers in his case, which saw the High Court overturn the legal doctrine of terra nullius. Source: NITV
وهذا ما دفع إلى مطالبات بإبقاء هذا العلم إلى جانب العلم الأسترالي على مدار العام وليس فقط في مناسبات تتعلق بالسكان الأصليين، بما مجموعه سبعة عشر يوما في العام.
ويقول ناشطون من السكان الأصليين أنهم يشعرون بانكسار في القلب وعدم الاحترام عند إنزال العلم. من هؤلاء الناشطين، شابة تدعى شيري توكا، التي عملت جاهدة على حشد دعم السياسيين الأستراليين لطلبها برفع العلم على مدار العام.
وتقول شيري إنها بدأت تفقد الصبر الآن من مطالباتها المتكررة بإبقاء العلم لفترة أطول من السبعة عشر يوما الذي يرفع فيه على جسر الهاربور، قبل أن يستبدل بعلم ولاية نيو ساوث ويلز. وقررت شيري أن تبدأ بمتابعة ما تؤمن به. فلقد بدأت بجمع تواقيع أشخاص داعمين على منصة change.org وقد جمعت لغاية الآن حوالي مائة وأربعين ألف توقيع.
وفي الوقت الذي يعمل فيه ناشطون آخرون على استهداف النواب المحليين لحشد الدعم لقضيتهم. يقول آخرون إن هذه الفكرة هي فكرة تقسيمية. أما رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز غلاديس برجيكليان فصرحت سابقا بأنها مرتاحة للإجراء المعمول به حاليا.وكان برلمان نيو ساوث ويلز ناقش الأمر في جلسته الأخيرة لعام 2019، بعد عمل شاق قامت به شيري لوكا، التي جمعت عشرة آلاف توقيع، ما أجبر البرلمان على مناقشة المسألة.
Source: NFSA
ويعود الأمر لوزير النقل والمواصلات للسماح برفع علم ثالث على جسر الهاربور. لكن الوزير أندرو Constance قال بعد عرض الأمر على البرلمان إن هناك أعضاء في البرلمان يدعمون الفكرة لكن وضع عمود ثالث أو رابع بشكل دائم على الجسر، صعب من الناحية التقنية.
هذه التصريحات أغضبت شيري التي اعتبرتها صفعة على الوجه، وقالت: يريدونني أن أستسلم وأصمت، وهذا لن يحصل. وقالت إن الاعتراض على رفع علم السكان الأصليين بشكل دائم، هو عنصرية، وليس شيئا غير ذلك.وفي رسالة أرسلها الوزير لشيري هذا العام، ذكر أيضا أن بناء عمود آخر على الجسر سيكون صعبا مع الأعمال الجارية حاليا في المنطقة، وأنه سوف يكلف الكثير من المال.
Cheree Toka started the petition. Source: Change.org
وهذا ما دفع شيري إلى التفكير باللجوء مرة أخرى إلى الانترنت والبدء بجمع الأموال الكافية من خلال منصة gofundme في خطوة تدل على عزمها واصرارها على الإبقاء على ذكرى أجدادها الذين خسروا كل شيء كما تقول.
استمعوا إلى الحديث مع الناشطة الفلسطينية نورا منصور في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.