في زمن تغيرت فيه المفاهيم، أصبح من غير الطبيعي وأحيانا من المستهجن ألا تعمل السيدة خارج بيتها إلى حد دفع بعضهم لوصف ربة البيت "بالدونية."
وأمام كل ما يواجه ربة المنزل من ضغوطات الحياة وأحكام مسبقة وغيرها، أضحى أحيانا لسان حالها يقول "أنا لست مهمة" و"ما دوري في الحياة، فإنني لا أبدي آرائي عندما تتحدث السيدات العاملات لأنهن أفضل مني".
"ربات المنزل أو سيدات البيت" منهن من اختارت البقاء في البيت تضحية منها من أجل زوجها وأطفالها وهناك من اختارت الاستمرارية في هذا الوضع لأن العمل خارجه لا يناسبها وهناك من فرض عليها المجتمع البقاء في البيت لظروف قهرية.
أثناء التحضير لهذه الحلقة، فوجئنا برفض بعض السيدات الحديث عن وضعهن أما البعض الآخر فاعتذر قبيل التسجيل بأيام قليلة أو لساعات أما العذر فكان الشعوربالاحراج والخجل. أما بعضهن الآخر فتحدثن بكل ثقة معتبرات أن مهنة ربة بيت أسمى وأرقى من كل المهن.
في هذا البودكاست، تحدثت أربع سيدات مهنتهن "ربات منزل" وهن من خلفيات وأعمار مختلفة مع أس بي أس عربي24 وأجابت كل منهن عن كل الأسئلة الشائكة والأخرى التي يعتبرها غيرهن "محرجة" بشأن مفهوم ربة المنزل.
فكانت كل من سعاد السورية 73 عاما وناتالي اللبنانية 39 سنة وأليبرا السورية 54 عاما وسارة المغربية الثلاثينية بطلات هذا البودكاست وقد تكون قصصهن مختلفة عن بعضهن البعض لكنها قد تشابه في نفس الوقت قصص الملايين من السيدات حول العالم واللواتي يتخذن من "ربة منزل" مهنة لهن.
ثمة من يرى أن بقاء السيدة في البيت يعود إلى نشأتها في بيت لا يؤمن بقدرتها على العمل ويمنعها من رسم حياتها ومستقبلها: بالعودة معها في الزمن تكون غالبا تلك الطفلة التي تٌربى لتكون أما أو زوجة فقط لا غير.
وفي هذا الصدد، أشارت كل من سعاد وألبيرا إلى أنهما لم تكملا دراستهما لظروف عائلية حيث تركت كل واحدة منهن المدرسة لمساعدة الأهل في تربية إخوتها.
قالت سعاد:
تركت المدرسة في سن صغيرة وكنت مجبرة على مساعدة أهلي في تربية إخوتي وبعد الزواج انتقلت الى بيت أهل زوجي وانشغلت أيضا في تربية إخوته
Souad Saad
وفي نفس الموضوع، أشارت سارة وهي خريجة جامعة باريس وزوجة البروفيسور كيت الحسني أن والدتها تخلت عن عملها في مجال التعليم للإعتناء بأطفالها الذين تبؤوا مناصب مهمة فيما بعد.
تظل أمي مثلي الأعلى فهي التي استجابت لطلب والدي وتخلت عن عملها للاعتناء بي وبإخوتي وأنا أحذو بكل فخر حذوها
وغالبا ما يتم وصف ربة المنزل بالسيدة غير الطموحة وغير المنتجة، وفي ذلك تحدثت النساء الأربعة وأدلت كل واحدة منهن برأيها وتبين من خلال حديثهن أن شغلهن الشاغل يكمن في الاعتناء بالبيت والأسرة.
قالت سعاد:
بعد انتقالي إلى أستراليا أصيب زوجي بمرض عضال فأصبح همي الوحيد هو الاعتناء بصحته
أما ألبيرا، فبالاضافة الى اعتنائها بعائلتها، بقي حلم تعلم اللغة الانجليزية يراودها.
أحاول تعلم اللغة الانجليزية فهي الوسيلة الوحيدة لتحقيق أهدافي
Albera Saad
وكان رد سارة بأنها تشعربالفخر لتوفير الراحة لزوجها لكي يتمكن من تحقيق طموحاته في مجال الطب والابتكارات العلمية.
البقاء في البيت من أجل زوج أو بسبب الزوج أو لظروف أخرى يجعلنا نتساءل ما إذا كانت كل منهن راغبة في تغيير وضعها أم هي فخروة بحياتها.
قالت سعاد إنها نادمة جداً لعدم إتمام دراستها لكنها لا تندم على كل خدمة إنسانية قدمتها لأفراد عائلتها وخاصة رفيق دربها.
أنا أحب زوجي وسأظل أعتني به لأنني أحبه.
ويبقى الندم أيضا مصاحباً لألبيرا الطموحة التي عملت لبضع سنين في بلدها الأم سوريا لتحول اللغة الانجليزية دون انخراطها في سوق العمل في أستراليا .أما ناتالي وسارة فقالتا إنهما لا تشعران بالندم لأن الأولوية الأولى والأخيرة بالنسبة لهما تتجلى في راحة وسلامة عائلاتهن.
Albera Saad
Sara Bouhabba's kids
استمعوا إلى هذه الحلقة من بودكاست "هي" في الرابط الصوتي المرفق أعلاه
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على