تبتسم رندة قطان بتحدٍ، وهي تتحدث عن نظرة الناس لها. يقولون إنها "قوية" لكنها لا تعتذر ولا تبرر فهذه هي، وهذه شخصيتها.
رندة قطان هي المديرة التنفيذية للمجلس العربي-أستراليا. قائدة اجتماعية تدافع عن قضايا وحقوق الناس وتناضل لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، كما تقول.
صعوبات الوصول إلى مركز قيادي
الدكتورة ملك سكر هي المديرة التنفيذية لمستشفى سانشاين الخاص في ملبورن الذي تعمل على تأسيسه حاليا، وقبل أسست وأدارت مستشفى أبنغ الخاص.
الدكتورة ملك سكر مع النائب في ولاية فيكتوريا فرانك ماغواير
عملت في الحقل الطبي في أستراليا، لكنها كانت تطمح إلى الوصول إلى مراكز صناعة القرار في إدارة المستشفيات من أجل "إفادة العاملين في الجسم الطبي" كما تقول. فقررت متابعة دراساتها العليا وحصلت على شهادة الدكتوراه في إدارة الأعمال، والإدارة الطبية.
الصعوبات كامرأة مهاجرة ببلد جديد كانت كثيرة والطريق لم يكن سهلا
تقول الدكتورة ملك سكر إن "الصعوبات كامرأة مهاجرة ببلد جديد كانت كثيرة. الطريق لم يكن سهلا. كان يجب علي معادلة شهاداتي، دخلت إلى الجامعة من جديد. عندما تكونين رئيسة قسم وتعودين طالبة هذا أمر صعب".
"عدت للبداية، قدمت على 19 وظيفة، وجدت عملا بعد 19 مقابلة. سألوني على بلدي والحرب لكنهم لم يسألوني عن خبرتي وشهاداتي، وبعد ذلك تلقيت رسالة بأنني لم أقبل في تلك الوظيفة. وتساءلت لماذا؟"
تتنوع الصعوبات التي تواجهها النساء الطامحات إلى شق طريق القيادة.
السفيرة وسن الزيلشي هي سفيرة المغرب في أستراليا. تقول إن انخراطها في السلك الديبلوماسي لم يكن أمرا سهلا في البداية.
سعادة سفيرة المغرب في أستراليا السيدة وسن الزيلشي
التحدي الأكبر كان تغيير عقلية الرجال تجاه النساء
"عندما التحقت بالسلك الديبلوماسي قبل 32 عاما كان السلك رجوليا، كانت النساء يشغلن مناصب سكريتارية وإدارية، وكان التحدي الأكبر هو تغيير عقلية الرجال تجاه النساء. هذا كان أصعب تحد".
وماذا عن امرأة وصلت حديثا إلى أستراليا، تحمل حقائب السفر وكثيرا من الأحلام؟
هيلدا ماروني، صاحبة ومديرة مطعم شاميات تقول إنها كانت تمتلك الثقة بالنفس والأمل بأن تكون على رأس مشروع تجاري في بلد الفرص. لكن العائق الوحيد أمامها كان "اللغة".
"أنا من سوريا ولما وصلت إلى أستراليا، شعرت ببعض القلق والخوف. كان العائق الوحيد أمامي هو اللغة. بالنسبة لي، لم يكن لدي أي عائق آخر، لأن شخصيتي وبيئتي تخولاني الوصول إلى أي مركز، وكنت لا أتردد. كنت مدرّسة ومديرة مدرسة ومركز ثقافي في سوريا، لكن هنا بأستراليا، لا أنكر أنني خفت وترددت أن أفتح مشروعي في البداية بسبب عائق اللغة".
رندة قطان لم تعانِ من عائق اللغة لكنها ترى الصعوبات في النظام الاجتماعي الذي يميز الرجل عن المرأة.
رئيسة المجلس العربي أستراليا رندة قطان في مسيرة تطالب باحترام حقوق السكان الأصليين في ضاحية لاكمبا جنوب غرب سيدني
الرجل في مجتمعنا هو الذي يتميز
"طبعا هناك صعوبات، خاصة في مجتمعنا، الرجل هو الذي يتميز، والنساء تجلس في البيت. طبعا النساء تبذل مجهودا أكبر لتجاوز صعوبات وما يمررن فيه. هذا التفكير موجود أيضا في المجتمع الأوسع. لا يوجد مساواة للنساء".
"صعوباتي كثيرة يجب أن أعمل كثيرا لكني لم أقارن نفسي بالرجال أبدا".
الإحصائيات في أستراليا تثبت أن الرجال يحتلون مراكز قيادية أكثر من النساء
في وقت تطالب فيه المرأة بالمساواة في المراكز القيادية وصناعة القرار في المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية، تشير الإحصائيات في أستراليا إلى أن الطريق أمامها لا يزال طويلا.
فلقد أظهرت أن "النساء يشغلن 17.6 بالمئة في المناصب الرئاسية، و31.2 بالمئة في المراكز الإدارية، ويمثلن 19.4 بالمئة من عدد المدراء التنفيذيين، و34.5 بالمئة من موظفي الإدارات المهمة.
كما وتشير الإحصائيات إلى أن 22.3 بالمئة من مجالس الإدارة والهيئات الحاكمة لا تضم بين أعضائها أيا من النساء، مقارنة مع 0.6 بالمئة لا تضم بين أعضائها مدراء من الرجال.
على الرغم من أن المجالات أصبحت مفتوحة أكثر بالنسبة للمرأة، فإن الرجل يبقى هو المسيطر في المراكز العليا
الدكتور ملك سكر خبرت هذا الأمر في مجال عملها على المستوى القيادي، فعلى الرغم من أن المجالات أصبحت مفتوحة أكثر بالنسبة للمرأة، فإن الرجل يبقى هو المسيطر في المراكز العليا، كما تقول.
"هناك نواح فيها الرجل مسيطر بالمستشفيات. النساء يشكلن غالبية اليد العاملة، لأن أكثرية الجسم التمريضي هي من النساء. وبين الأطباء هناك نسبة 50 بالمئة أو 70 بالمئة من الرجال. لكن كلما ارتفعنا بمجال الإدارة كلما خف عدد النساء، إلى أن نصل إلى المجالس الإدارية حيث نجد أن النسبة قلت كثيرا".
"أحضر اجتماعات على مستويات عليا وغالبا ما أكون المرأة الوحيدة في اجتماع من ثمانية أو تسعة أشخاص، وأتساءل لماذا؟"
لماذا لا تصل المرأة إلى القيادة رغم وجود السياسات والقوانين التي تشجعها على القيادة، هل هي أهل لها؟
يؤكد عدد من الأشخاص الذين استطلعنا آراءهم أن المرأة قادرة ومتمكنة من الاضطلاع بمسؤوليات كبرى في المراكز القيادية. آراء تدعم المرأة القائدة، وتؤكد الثقة بقدراتها.
LISTEN TO
بوكاست هي: هل المرأة أهل للقيادة؟
15:53
هل على المرأة أن تعمل أكثر لتثبت نفسها كقائدة؟
"أكيد، لأنه هناك أمر مهم في عالم الأعمال، وهو شبكة العلاقات. وهذا صعب خاصة للنساء المهاجرات، فنحن لا نذهب إلى الحانة بعد العمل، ونتسامر، ونؤسس لعلاقات. في المناصب التي تؤخذ على المستوى الإداري، يؤثر فيها بناء شبكة علاقات جدا. كأنثى يجب أن تثبتي أنك قادرة على دخول هذا المضمار، ولم يكن الأمر سهلا. لكني بالمجهود والعمل الذي بذلته، خفف من هذه النظرة، وجعلني أتقدم بالمجال الذي أنا فيه".
الوصول إلى القمة يتطلب البقاء عليها، فما هي الصعوبات التي تواجهها المرأة وهي في منصب القيادة، بين زملاء لها من الرجال الذين عادة ما يكون عليها التعامل معهم في عملها.
نحن لا نذهب إلى الحانة بعد العمل ونتسامر لتوطيد علاقات العمل
وتنوه الدكتورة ملك سكر إلى أهمية بناء شبكة علاقات في عالم الأعمال. لكنها "كامرأة مهاجرة كان ذلك أمرا صعبا".
وقد لاحظت أن هناك "قرارات مهمة تتخذ، ومناصب عليا تعطى" من خلال شبكة العلاقات، وقررت أن عليها تقوية "شبكتها" إذا كانت تريد أن تكون بفعالية الرجال في المناصب القيادية.
طبعا أعمل كثيرا لكن ليس لمنافسة الرجل
رندة قطان التي أمضت وقتا طويلا في القيادة المجتمعية تقول إن هدفها ليس منافسة الرجل، لكن كان عليها أن تبذل جهودا أكثر لإثبات نفسها، لكنها الآن وبعد أملاك الخبرة أصبح الأمر أسهل.
"لا أعمل منافسة مع الرجال، هذا ليس هدفي. لم أفكر أبدا بأن علي أن أنافس الرجال. طبعا أعمل كثيرا لكن ليس لمنافسة الرجل، ولا لإثبات وجودي، لكنني مدمنة على العمل، وأعمل كثيرا".
في البداية كان علي العمل أكثر لإثبات نفسي لكن مع الوقت أصبح الأمر أسهل
تقول السفيرة وسن الزيلشي أنها شعرت أن عليها أن تعمل أكثر لتثبت نفسها في بداية عملها بالمجال الديبلوماسي.
"في البداية نعم، كان هذا إحساسي، لكن مع الوقت أصبح الأمر أسهل. وأنا فخورة جدا لأن المسؤولية التي وضعها علي صاحب الجلالة هي مسؤولية كبيرة، ولا تخيفني الثقة الملكية لتمثيله في 11 دولة. هذه ثقة كبيرة ولدي القدرة على تكريم تلك الثقة".
وصلن إلى مراكز قيادية رغم الصعوبات فكيف استطعن تحقيق ذلك؟
بين تحديات الذات والمجتمع ومطبات عالم الإدارة، ودخول سلك ديبلوماسي معظم نجومه من الرجال، وتحديات الغربة، شقت هؤلاء النسوة طريقهن نحو القيادة بعزم وإصرار، رغم التحديات.
كنت أذهب لمديري بالمشكلة والحل معها
تقول الدكتورة ملك سكر إن "أهم شيء ألا يسمح الإنسان للظروف أن تؤثر عليه" وأن يكون محبا لعمله، وهذا "ما يعطيه العزم والمثابرة".
"أنا أحب مهنتي، عملت أكثر مما كان العمل يتطلب، كنت أذهب لمديري بالمشكلة والحل معها. هكذا يبرهن الشخص قدراته، فلا يكون عبءًا على الشركة، لكن يكون الحل".
"يجب التفكير بطريقة استراتيجية، وهذا يساعدك على بناء اسمك والسمعة الحسنة، فيثق بك الناس".
أنا شجاعة وأعبر عن نفسي بقوة
تقول رندة قطان إنه كان عليها العمل أكثر لكن ليس لأنها تقارن نفسها "بالرجال" بل لأنها شجاعة ومؤمنة بهدفها وهو تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس.
"يجب أن أعمل أكثر، لكن لا أقارن نفسي بالرجال، أنا شجاعة، لا أفكر بأنني عاجزة عن تحقيق الشيء الذي أريده، وعلى الآخرين أن يتقبلوني. أقوم بالذي أريده، هكذا أنا، والأمر يعود للناس لكي يفهموني. أوصل الكلام بطريقة مهذبة، لكن الناس قد يشعرون أنني قوية كثيرا، أو أنني أعبر عن نفسي كثيرا، وهذا ما يلقى اعتراضا أحيانا، لكن هكذا أنا وهذه هي شخصيتي".
العمل الشاق والمثابرة والثقة جعلتني أتغلب على هذه الحواجز
تقول السفيرة وسن الزيلشي إن العمل الشاق والمثابرة والثقة التي منحها إياها أهلها ورؤساؤها هو ما ساعدها بالوصول إلى منصب رفيع تمثل من خلاله بلادها في بلدان العالم.
"بالرغبة القوية بالنجاح والعمل الشاق والمثابرة والثقة التي منحني إياها رؤسائي المباشرين، هي التي جعلتني أتغلب على هذه الحواجز".
وترى هيلدا موراني أن دعم العائلة كان مهما في تخطي العقبات. لكن الثقة بالنفس تبقى الأهم في تحقيق ما تصبو إليه.
"الحمد لله، بدعم ابني وزوجي والعائلة والأصدقاء، خطوت هذه الخطوة، وتغلبت على العوائق وأثبت وجودي. كما أن أهم شيء هو الثقة بالنفس".
كارول عيسى مدربة مهارات قيادية وتواصل
ماذا على المرأة أن تفعل للتغلب على الشك بقدراتها؟
الثقة بالنفس هي صفة ملازمة للمرأة القائدة، فكيف يمكن للمرأة أن تنمي ثقتها بنفسها؟
يجب على الانسان أن يعتاد على اختيار الشجاعة بدل الخوف
كارول عيسى هي ومؤسسة، وتقول "إن الثقة بالنفس مرتبطة بعلاقة الشخص بالخوف من الفشل".
وتضيف: "حسب الشخص كيف تربى وكيف كانت بيئته وعلاقته مع الفشل وهو صغير، تتطور معه وتكبر وتبان في ظروف حينما يضطر الشخص للخروج من منطقة الراحة الخاصة به".
"هي الفكرة أنه يجب على الانسان أن يطور عادة بأن يختار الشجاعة بدل الخوف. لأن هذه العادة مثل العضل، إذا لم تمرنه يصبح أصعب وأصعب أن يتشجع الشخص ويخرج من منطقة الراحة الخاصة به ويختبر قدراته. من المهم أن يرى الشخص أنه عندما يعطي لنفسه مجالا أن يختبر ماذا يوجد في المنطقة الأخرى. عندئذ يصبح أسهل وأسهل أن يتطور ويبني مهارات".
وتنصح كارول عيسى الأشخاص الذين تعمل معهم، إن كانوا مدراء أعمال أو مدراء فريق، أن يجتمعوا مع أشخاص وصلوا إلى ما يريدون أن يصلوا إليه ويستفيدوا من خبرتهم، وماذا فعلوا لكي يتخطوا المصاعب ويصلوا إلى هذه المراكز، وماذا ينصحونهم ويعطونهم أدوات لكي يقدروا ان يستخدموها عندما يواجهون المصاعب.
"وهذا شيء يسهل لأنه يعزز الثقة بالنفس فهناك شيء يستطيعون الاعتماد عليه واستخدامه من خبرة الآخرين".
لماذا أشيد برئيسة وزراء نيوزيلندا جاسندا أردرن كقائدة؟
عندما استقالت جاسيندا اردرن من منصبها كرئيسة لوزراء نيو زيلندا، أشاد بها قادة سياسيون كبار، ونوهوا بأسلوبها في القيادة، فقالوا إنها تميزت بالقيادة الحازمة واللينة في نفس الوقت، مذكرين بمواقفها الشجاعة والمتعاطفة في آن معا في مجزرة كريس تشرش.
رئيس الوزراء الأسترالي أنثوني ألبانيزي أشاد بأسلوب قيادة السيدة أردرن معتبرا أنها كانت مثالا للقائدة الفذة والعطوفة بنفس الوقت.
كما واعتبر رئيس حكومة فيكتوريا دانيال أندروز أنها وخلال جائحة كوفيد والهجوم الإرهابي في بلادها قادت بأسلوب فيه حسم وطيبة وتعاطف.
لكن البعض قد يقول إن الرجال يقودون بشكل عقلاني أكثر من النساء، لأن النساء عاطفيات. فهل تؤثر العاطفة في اتخاذ قرارات مهمة والتعامل مع المواقف الصعبة؟
هل الرجل أفضل من المرأة في صنع القرار؟
تقول السفيرة وسن الزيلشي إن المرأة وإن كانت تظهر مزيدا من التعاطف في العلاقات الإنسانية إلا أنها في مجال العمل الديبلوماسي لا بد أنها تضع "المصلحة الوطنية أولا".
في العمل تأتي مصلحة الوطن أولا لا فرق بين الرجل والمرأة
"لاا أظن ... أظن في العلاقات الإنسانية نميل إلى إظهار المزيد من التعاطف، أظن أن المرأة لديها تعاطف في العلاقات الإنسانية أكثر من الرجل، ولكن في العمل تأتي مصلحة الوطن أولا، لا فرق بين الرجل والمرأة".
وتقول الدكتورة ملك سكر إنها لا تنظر إلى اتخاذ القرارات من ناحية عاطفية، بل كيف سيؤثر القرار على مصلحة العمل.
أفكر بنتائج القرار وتأثيره على العمل وليس بطريقة عاطفية
"هذا السؤال يطرح دائما في مجال الأعمال، وخاصة في مجال الصحة، لأن الصحة هي الأساس. فالقرارات تتعلق بصحة الناس كما أنها تتعلق باستمرارية عمل المستشفى. فهل أنظر إلى القرار من ناحية عاطفية أم تجارية؟ المستشفى يجب أن تحصل على مدخول لتستمر. وأنا أحب أن أعامل الناس كما أحب أن يعاملوني. هل آخذ هذا القرار أو ذاك. ولهذا أفكر بما يفيد العمل وبالنتائج المترتبة على أي قرار. بهذه الطريقة آخذ القرار وليس بطريقة عاطفية".
وتقول رندة أن هناك عوامل عديدة تؤثر في اتخاذها قرارات صعبة.
أتعلم من أخطاء مرت ويبقى هدفي تحقيق العدالة الاجتماعية
"عوامل كثيرة تؤثر في أخذ القرار لدي، الحديث مع الناس، الاستماع إليهم. الدراسة تساعد لكنها ليست كل شيء، الخبرة بالعمل مع الجالية، السنين التي مرت علي، رندة اليوم غير رندة من 10 سنوات".
"هناك أخطاء مرت، لكن ما يهمنى دائما كيف نصل الى تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، في أي مكان أعمل، تفكيري هو أن النظام موجود ليخدم الناس وليس العكس".
هيلدا ماروني مع زوجها وابنها Credit: J Abo
المرأة تشعر بالفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة وتحاول أن تبني مجتمعا لهم أيضا، ليس فقط للطبقة الغنية
تعتقد هيلدا ماروني أن المرأة بما تتمتع به عاطفة تستطيع التعاطف مع الناس وعلى هذا الأساس تكون قراراتها مفيدة "للفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة، وليس طبقة الأغنياء فقط".
"أتصور أن أي امرأة تتأمن لها الفرصة والمجال والدعم من المجتمع والناس المحيطين أيضا، بذكائها يمكن أن تقود أي شيء، حتى دولة. لأن ذكاء الامرأة مع عواطفها وعقلها يكون لها تأثير".
"الأحاسيس أساس كل شيء. وبما أن الامرأة عاطفية فإنها تشعر بالمجتمع حولها، وتكون قادرة أن تعطي أكثر من الرجل الذي كثيرا ما يحكم عقله أحيانا".
"المرأة تشعر بالفقير، وذوي الاحتياجات الخاصة. بعواطفها تشعر بالناس حولها، وعلى هذا الأساس تحاول أن تساعد، تحاول أن تبني مجتمعا لهم أيضا، ليس فقط للطبقة الغنية، لكن للطبقة الفقيرة أيضا".
المرأة قادرة على القيادة لكن هناك ازدراء لها
على الرغم من الثقة في قدرة المرأة على اتخاذ قرارات صائبة، ترى رندة قطان أن هناك من لا يزال يمتعض من نجاح المرأة ويشكك بصوابية قراراتها.
"هناك أوقات أخذنا فيها قرارات كمجلس، انتقدونا عليها. هناك ميسوجيني في جاليتنا العربية. ميسوجيني تعنى أنهم لا يحبون أن يروا النساء ينجحن. يوجد الكثير من هذا، وقد رأيناه مرات عديدة، عندما اتخذنا قرارات لم تكن تتوافق مع رأي المجتمع العربي الذي لا يزال محافظا، والذي لا يزال يرغب بأن يكون للرجال سلطة أكثر من النساء، وهذا أيضا موجود في المجتمع الأوسع خارج المجتمع العربي في استراليا، لكن بدرجة أقل".
Historical misogyny speech Source: AAP
العمل يجب أن يستمر لفتح أبواب جديدة للجيل القادم من النساء والرجال على حد سواء
وتقول رندة قطان إن هذه النظرة لا تزال موجودة، لكن العمل يجب أن يستمر لفتح أبواب جديدة للجيل القادم من النساء والرجال على حد سواء.
"الذي حصل لجوليا غيلارد، وما حصل مؤخرا في البرلمان، ما معنى ذلك؟ لا زلنا نشعر أن النساء لديهن دور أدنى من دور الرجال. لا توجد مساواة بعد، ونريد أن نعمل ما بوسعنا لنوصل للناس التي تأتي بعدنا، لنفتح لهم الباب، لينظر للناس كبشر، وليس على أساس الجنس".
هل تولد الشخصية القيادية أم أنها تبنى وتتطور مع الخبرة والتدريب؟
تقول مدربة مهارات القيادة والتواصل كارول عيسى إن هناك من يولد ولديه "فطرة القيادة" لكنها تنصح بأن يتم تعزيز هذه الفطرة وتنميتها من خلال العمل مع مختصين بهذا المجال، لكي يستفيد منها في ما يريد تحقيقه.
هناك اشخاص لم تولد معهم فطرة القيادة لكنهم يطورون أنفسهم
"هناك أشخاص يولدون وعندهم الشخصية القيادية والتي أسميها فن القيادة أو فطرة القيادة، لكن المشكلة تحصل إذا لم يعملوا مع متخصص لكي يساعدوهم لتوجيهها بالطريقة الصحيحة".
وتضيف: "لكن هناك اشخاص آخرون لم يولدوا ولديهم فطرة القيادة لكنهم يهتمون أكثر بأن يطوروا أنفسهم، وأحيانا يصبحون أقوى ومتطورين اكثر من الأشخاص الذين اعتمدوا على الفطرة ولم يطوروها".
"فمن الضروري للشخص الذي يولد ولديه الفطرة أن يعمل مع شخص متخصص لكي يوجهها ويطورها لكي يستعملها بالطريقة الصحيحة".
نساء نذرن أنفسهن لخدمة المجتمع والوطن، عملن واجتهدن فوصلن إلى أعلى المراتب رغم الصعوبات، فلهن في يوم المرأة العالمي تحية إكبار وإجلال.