مع ارتفاع تكاليف المعيشة وتحديات سوق العمل، أصبح من الضروري أن يتبنى الأفراد استراتيجيات مالية جديدة تساعدهم في التأقلم مع الواقع الاقتصادي.
وفي لقائها مع إذاعة أس بي أس عربي، تطرقت المدربة الذاتية ومدربة التعامل مع الحياة الأستاذة تقى الناصري، إلى عدد من النصائح القيمة التي قد تساعد الأشخاص بإدارة حياتهم ورواتبهم بطريقة ذكية منظمة وإعادة برمجة طريقة تفكيرهم بشأن المال.
أحد الجوانب الرئيسية التي أكدت عليها أستاذة تقى هو ضرورة تغيير الذهنية المتعلقة بالمال. فالكثير من الأشخاص يظنون أن الحل الأمثل لتحسين وضعهم المالي هو الحصول على المزيد من المال، لكن الحقيقة أن "المال ليس هو الحل، بل كيفية إدارته هي التي تحدث الفرق".
وأضافت السيدة تُقى، مع بداية عام 2025 يجب أعلى شخص أن يدخل العام الجديد بعقلية جديدة منفتحة ويسأل نفسه هذه الأسئلة ليعرف من أي نمط هو: هل هو مستثمر، أم مُوفر، أم مستهلك؟ وأوضحت أن الأغلبية من الناس هم مستهلكون؛ يصرفون أكثر مما يدخل في جيبهم، مما يؤدي إلى معاناة مالية مستمرة.
وتوضح المدربة الذاتية السيدة تقى، أن الخطوة الأولى لإعادة برمجة الذهنية المالية، هي فهم طريقة تفكيرنا وكيف يُدار المال، عبر تدوين الميزانية الشهرية واستخدام الورقة والقلم لتحديد المصروفات. وأشارت إلى أن كتابة المصروفات بشكل يدوي يجعلنا أكثر تركيزًا ويعزز قدرتنا على التحكم في الأمور المالية.
Life Coaching Tuqa Al-Naseri Credit: Tuqa Al-Naseri
لذلك تؤكد السيد تقى على الأشخاص تحديد أولوياتهم المالية، وتقييم ما إذا كانت مصروفاتهم تتماشى مع دخلهم الحقيقي أم لا. هذا التقييم يتيح للشخص فرصة لتغيير سلوكياته المالية والتركيز على المجالات التي يمكن تقليل المصروفات فيها، مثل شراء الوجبات الجاهزة أو الإنفاق على الكماليات التي يمكن الاستغناء عنها.
وألمحت السيدة تقى إلى أن إحدى أكبر التحديات التي تواجه الأفراد في المجتمع المعاصر هو الرغبة في الظهور الاجتماعي أو ما يعرف بـ"الشو أوف"، عبر السعي وراء شراء الأشياء لمجرد التفاخر أمام الآخرين.
LISTEN TO
لن يتم تعويضنا إلا بمبلغ 3 مليون دولار في بيت قيمته 15 مليون دولار: سيدة عربية من لوس أنجلوس تتحدث
SBS Arabic
13/01/202519:28
وأكدت أن هذه العادة تعتبر ضارة إذا لم تتماش مع الدخل الشخصي. وأشارت إلى أنه يجب على الشخص أن يسأل نفسه دائمًا: "هل هذا الإنفاق يخدمني؟ هل سيساعدني في تحقيق أهدافي المالية؟" وأضافت أن اتخاذ القرارات المالية يجب أن يكون مدروسًا ويعتمد على تحقيق الأهداف الشخصية، وليس لتلبية توقعات المجتمع.
نصيحة أخرى قدمتها أستاذة تقى هي ضرورة وضع أهداف مالية واضحة وقابلة للتحقيق. وأكدت أنه من المهم أن تكون الأهداف كبيرة بما يكفي لتحفيز الشخص، ولكنها في نفس الوقت يجب أن تكون واقعية وتتناسب مع قدرات الشخص. وأشارت إلى أنه يجب تقسيم الأهداف الكبيرة إلى أهداف أصغر يمكن تحقيقها بشكل تدريجي، مما يساعد على تقليل الشعور بالإرهاق المالي ويزيد من دافعية الشخص لتحقيق أهدافه.
ومع بدء وضع خطواتنا الأولى على سُلم عام 2025، دعت السيدة تقى الأشخاص إلى إعادة تقييم وضعهم المالي ووضع خطوات عملية للتحكم في نفقاتهم.، مع ضرورة أن يتبنى الأفراد ذهنية جديدة تجاه التعامل مع المال، لتحقيق الاستدامة المالية والتوازن بين الدخل والمصروفات. وأكدت على أهمية استثمار الوقت والجهد في تعلم طرق جديدة للتوفير والادخار، واستخدام التكنولوجيا والموارد المتاحة لتحقيق ذلك.
وفي الختام، قدمت أستاذة تقى نصيحة ذهبية لكل شخص: "كلما كانت ذهنيتك تجاه المال أكثر نضجًا، كلما كانت لديك القدرة على اتخاذ قرارات مالية صائبة تؤدي إلى حياة مالية مستقرة وأكثر سعادة."
استمعوا لتفاصيل أكثر حول هذا الموضوع بالضغط على التدوين الصوتي في الأعلى.