تم حظر حمامات الشمس التجارية "السولاريوم" في أستراليا منذ عقد من الزمان بسبب المخاطر الصحية الكبيرة التي تسببها، ولكن اليوم هناك جهاز جديد يُسمى "الكولاريوم" يثير القلق.
يُروّج لهذا الجهاز كبديل "صحي" لأسرة الشمس على الرغم من أنه ينبعث منه الأشعة فوق البنفسجية (UV)، التي تعد من الأسباب الرئيسية للإصابة بسرطان الجلد، وتلف العين، والشيخوخة المبكرة للجلد.
قبل الحظر، أظهرت الأبحاث أن حوالي 281 حالة جديدة من سرطان الجلد الخبيث، و43 حالة وفاة مرتبطة به، و2572 حالة جديدة من سرطان الخلايا الحرشفية كانت تُعزى إلى استخدام حمامات الشمس في أستراليا كل عام.
الكولاريوم هو جهاز يصدر الأشعة فوق البنفسجية والضوء الأحمر، ويزعم مشغلوه أنه يوفر سمرة تدوم لفترة أطول ويحفز إنتاج الكولاجين، ومن هنا جاء اسمه.
ولكن، حذرت البروفيسورة آن كوست، عالمة الأوبئة السرطانية، من الانخداع بهذه الادعاءات، ووصفت الكولاريوم بأنه "صالون شمسي أعيدت تسميته".
فهي قلقة بشأن الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الجهاز، خاصةً نوع UVA الذي يخترق الجلد ويسبب أضرارًا تؤدي إلى تفتيت الكولاجين وتسريع شيخوخة الجلد.
في مقال نشرته مع زميلتها كيتي لي من مركز أبحاث الأمراض الجلدية بجامعة كوينزلاند، أوضحوا أن الأشعة فوق البنفسجية "تسبب الضرر" من خلال تفاعلها مع الخلايا والجزيئات، مما يؤدي إلى إتلاف أغشية الخلايا، وهياكل البروتين، والحمض النووي.
سرطان الجلد هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا في أستراليا، حيث يتم تشخيص ثلثي الأستراليين به في حياتهم.
وبينما يُزعم أن بعض الشركات المصنعة للكولاريوم تدعي أن طيف الضوء الخاص بالجهاز يزيد من "توافق الأشعة فوق البنفسجية"، قالت كوست إنه من غير الواضح ما يعنيه ذلك، وأكدت أن إضافة الضوء الأحمر أو الوردي لن يلغي التأثيرات الضارة للأشعة فوق البنفسجية.
تستمر جلسات الكولاريوم عادةً لمدة 10 إلى 20 دقيقة، وفي هذه الفترة يكتسب المستخدمون سمرة بسرعة. وقد أضافت كوست أن السمرة هي استجابة الجسم للأشعة فوق البنفسجية، حيث يحاول الجلد حماية نفسه من الأضرار التي تلحق بالحمض النووي للخلايا.
تم العثور على مشغلي الكولاريوم في كوينزلاند ونيو ساوث ويلز وفيكتوريا، وتبدأ الجلسات من 25 دولارًا. وفي تقرير لصحيفة "الجارديان" في نوفمبر، تم الإشارة إلى أنه تم تلقي 89 تقريرًا عن استخدام السولاريوم وأنظمة الضوء الوردي في كوينزلاند منذ عام 2022، بينما تلقت نيو ساوث ويلز 32 تقريرًا في عام 2024.
LISTEN TO
لماذا يصف ناشطون بيئيون 2024 بعام الصدمة المناخية؟
SBS Arabic
24/12/202409:55
الخبراء قلقون أيضًا بشأن الاتجاهات المتزايدة للتسمير بين الشباب، والتي تُروّج لها وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتجه البعض للحصول على "خطوط السمرة".
في استطلاع أجراه مكتب الإحصاء الأسترالي في أواخر 2023 وأوائل 2024، أفاد 9.4% من الأستراليين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 عامًا وما فوق أنهم حاولوا التسمير في الأشهر الـ 12 الماضية.
كوست أبدت قلقها من أن العديد من الشباب قد لا يدركون مخاطر التعرض المتعمد للأشعة فوق البنفسجية والتسمير تحت الشمس الأسترالية القوية، التي تعتبر أشعتها من بين الأقوى في العالم.
للحماية من أضرار الشمس، يوصي مجلس السرطان الأسترالي بخمس خطوات رئيسية تشمل: ارتداء ملابس تغطي الجسم، استخدام واقٍ من الشمس بعامل حماية من الشمس SPF30 على الأقل، ارتداء قبعة عريضة الحواف، البقاء في الظل، وارتداء النظارات الشمسية.
وقد أشاروا إلى أهمية استخدام تطبيقات مثل "SunSmart" التي تعرض مؤشر الأشعة فوق البنفسجية في الوقت الفعلي، مما يساعد في معرفة الوقت المناسب لاستخدام الحماية من الشمس.
