أعرب المزيد من اللاجئين على تأشيرات الحماية المؤقتة عن استعدادهم للمساعدة في موسم الحصاد في أستراليا خلال موسم الصيف نظير الحصول على الإقامة الدائمة.
ويشهد القطاع الزراعي في أستراليا نقصا حادا في الأيدي العاملة بسبب إغلاق الحدود، حيث قدرت جمعية المزارعين الأستراليين أنهم بحاجة إلى 26,000 عامل غير الموجودين في أستراليا لإنقاذ موسم الحصاد.
وبينما تنظر الحكومة في طرق لسد تلك الفجوة في الأيدي العاملة، قام مجلس اللاجئين في أستراليا بتقديم اقتراح إلى اللجنة البرلمانية المعنية بالنظر في حلول الأزمة، لدراسة إمكانية الاستعانة بجهود 17,000 لاجئ على تأشيرة مؤقتة لملء تلك الفجوة مقابل منحهم الإقامة الدائمة ومساعدتهم على الاستقرار.حصل مقترح المجلس على دعم عدد من السياسيين من مختلف الأحزاب السياسية، بالإضافة إلى دعم جمعية المزارعين الأستراليين والتي قالت لأس بي أس عربي24 إن المقترح قد يمثل طريقة لإنقاذ الوضع.
Fruit pickers are needed across the country for the upcoming harvest seasons. Source: Getty
من جهتهم، أعرب عدد من اللاجئين من حملة التأشيرات المؤقتة عن دعمهم لقرار كهذا، ورغبتهم في المشاركة في تلك الخطة حال إقرارها. وقال طبيب الاسنان السوري الدكتور أيمن أبودقة إنه
وأضاف الدكتور أيمن أبودقة الذي وصل إلى أستراليا عام 2012 عن طريق البحر: "هذا مقترح رائع للغاية من الحكومة وهو أحد منافذ الخروج من تلك الأزمة الكبيرة."
لكن الدكتور أيمن ليس وحيدا حيث أعرب عدد من اللاجئين عن دعمهم لهذا المقترح من بينهم العراقي آدم الأحمد. وصل الأحمد إلى أستراليا بالقارب عام 2011، ومنذ ذلك الحين وهو يحمل تأشيرة مؤقتة ويعاني من عدم الاستقرار.
قضى الرجل ستة أشهر في أحد مراكز الاحتجاز قبل أن يحصل على تأشيرة الحماية المؤقتة (TPV) ثم بعدها تأشيرة الملاذ الآمن المعروفة باسم Safe Haven Enterprise Visa (SHEV) والتي تشجع حامليها على الذهاب للمناطق الريفية.
وقال الأحمد لأس بي أس عربي24 "لو وافقوا على هذا المقترح وأتمنى أن يوافقوا، فأنا مستعد للذهاب." وأضاف "أنا أبلغ من العمر 62 عاما ولدى مشاكل صحية ولكني مستعد للذهاب لأنني مللت وتعبت من الانتظار."الأحمد موجود في أستراليا ولكن زوجته وأولاده ما زالوا في العراق، حيث يعيشون في "ظروف غير مستقرة".
Adam Al Ahmad: "I feel tired and defeated. Every day I feel like I live in a tragedy, there is not a single day that passes when I am at ease.” Source: Supplied
وبموجب التأشيرة التي يحملها، لا يمكن للأحمد أن يذهب إلى العراق أو يحضر عائلته إلى أستراليا، لكنه يمكن أن يحصل على أذن من دائرة الهجرة لمغادرة أستراليا لمدة تتراوح من شهر إلى ثلاثة أشهر كل عام.
وقال الأحمد "آخر مرة قابلت عائلتي كانت في إيران عام 2017 لمدة ثلاثة أشهر، كانت تلك فترة وجيزة للغاية." وأضاف "مقابلة العائلة في بلد ثالث أمر صعب ومكلف للغاية، وقد اخترنا إيران لأنها قريبة من العراق وأسعارها متواضعة."
وقال الأحمد "أنا مستعد أن أعمل بجهد من أجل الإقامة، لأنه بدون الإقامة الدائمة فلا يوجد أمل لي أن استقر في أستراليا."
أمل دانيال الوحيد
دانيال الجنابي البالغ من العمر 33 عاما، اتصل بدائرة الهجرة بمجرد سماعه خبر مناقشة دائرة الهجرة لمقترح مجلس اللاجئين. وقال الجنابي لأس بي أس عربي24 "أنا مستعد أن أكون أول شخص يذهب لالتقاط الفاكهة، فهذا هو الأمل الوحيد للاستقرار في أستراليا."
الجنابي متزوج من أسترالية ولديه اثنين من الأطفال يحمل كلاهما الجنسية الأسترالية، لكنه غير قادر على تحصيل الجنسية لأنه يعتبر بلا جنسية.
ولد الجنابي في إيران لأسرة عراقية لاجئة ضمن الأسر التي تم طردها من العراق فيما عرف باسم المسفرين. أسرته المكونة من عشرة أفراد عاشت في ضيق من الحال ولم يتمكن والده من استخراج أي أوراق رسمية لدانيال وأخواته سواء من العراق أو من إيران.
وقال الجنابي "عشت في إيران 22 عاما، بلا أوراق أو حق في العمل أو الدراسة أو أي شيء."
غادر الجنابي إيران إلى العراق عن طريق التهريب، ثم وصل إلى أستراليا عن طريق البحر عام 2010 بصحبة أخته وأخت أخرى له مع زوجها وأطفالها. وبعد قضاء 12 يوما في البحر، تم تحويلهم على أحد مراكز الاحتجاز.
قدم الجميع على طلبات لجوء، ولكن تم رفض جميع الطلبات، وأُطلق سراحهم تحت مظلة الاحتجاز في المجتمع حتى عام 2011. وفي نهاية هذا العام، تم عقد مقابلات ثانية معهم.
تم رفض طلب دانيال الجنابي مجددا ولكن تم منح الإقامة الدائمة لأخته العزباء وأسرة الأخت الأخرى التي تشملها مع زوجها وأطفالها.تم رفض طلب دانيال الجنابي مجددا ولكن تم منح الإقامة الدائمة لأخته العزباء وأسرة الأخت الأخرى التي تشملها مع زوجها وأطفالها.
Danial Al Ganaby with his daughter. Source: Supplied
وقال دانيال "أي قانون هذا الذي يرفض طلب شخص من نفس العائلة، من نفس الأب والأم، ونفس الدم، وفي نفس الوقت يمنح الآخرين التأشيرة."
بعد رفض طلبه بلغه خبر غرق اثنين من أخوته قبالة سواحل أندونيسيا مع اثنين من أطفالهم أعمارهم سنة وأربع سنوات، حيث كانوا على متن قارب يحمل 237 شخصا في طريقه إلى أستراليا.
وقال الجنابي "لو كان لدي أوراق وكان بإمكاني العيش في إيران، سأكون مجنونا إن خاطرت بحياتي لآتي إلى أستراليا عبر القارب." وأضاف "أنا وصلت إلى هنا، لكن أخوتي لم يصلوا."
صدر بحق الجنابي أمرا بمغادرة البلاد عام 2012، وتم قطع جميع المساعدات الإنسانية وحتى القدرة على الولوج إلى الخدمات الطبية والميديكير. استمر الجنابي سنتين معتمدا على المساعدات الإنسانية والمنظمات الخيرية.
وقال "نمت في الشوارع، ولم أكن قادرا على العمل أو الحصول على أي شيء." وصلت حالته النفسية إلى القاع وقرر المغادرة بالفعل.
وقال "ذهبت إلى السفارة العراقية، وطلبت منهم أن يعيدوني إلى العراق، لكنهم قالوا إنهم لا يستطيعون لأنني لا أملك وثائق تثبت أنني عراقي."
تعرف دانيال على مجموعة خيرية في إحدى الكنائس، وساعدته على الاستمرار خلال تلك العامين، حتى نجح محامون مختصون بمساعدة اللاجئين في تأمين مقابلة ثالثة له عام 2014.
في هذه المقابلة حصل دانيال على أول تأشيرة حماية رسميا من السلطات الأسترالية، لكنها تأشيرة مؤقتة.
وقال "تزوجت في عام 2017 والآن لدي طفلين، ولكن لا يمكنني أن أحصل على تأشيرة الشريك، لأنه يجب أن أغادر البلد أولا وأقدم أوراقي، ولا توجد دولة تسمح لي بدخول أراضيها لأني بلا جنسية."
لكن دانيال الذي يعمل الآن في ملبورن، ما زال يعتبر قدومه إلى أستراليا خطوة صحيحة: "لقد مررت بصعوبات وتحديات كثيرة، ولكن حالي أفضل مما كنت عليه في إيران، فخلال 22 عاما هناك لم أر يوما واحدا جيدا."
وأضاف "أحمد الله ألف ألف مرة كل يوم لأن حياتي هنا أفضل مما كانت عليه في إيران."
أرغب في رؤية ابنتي
المصري محمد عمر يحمل تأشيرة حماية مؤقتة منذ خمسة أعوام، ولا يستطيع العودة لرؤية ابنته أو لم الشمل في أستراليا. وقال عمر لأس بي أس عربي24 "لم أر ابنتي منذ خمسة أعوام، ستدخل المدرسة العام القادم ولم أراها منذ ولادتها تقريبا."
وقال عمر "أريد أن أحصل على الإقامة الدائمة من أجل لم شملي مع ابنتي. أنا مستعد أن أعمل في قطاف الفاكهة لو كان هذا سيؤمن لي طريق نحو الإقامة."وأضاف "لقد عملت في أستراليا لسنوات وسددت الضرائب، وأنا لا أمانع ممارسة الأعمال الشاقة، فأنا أصلا أمارس أعمال شاقة هنا منذ سنوات."
Mohamed Omar is an asylum seeker from Egypt. Source: Supplied
كيف يختلف مقترح مجلس اللاجئين عن مسارات التأشيرة المؤقتة الحالية؟
قالت وزارة الامن الداخلي لأس بي أس عربي 24 إن هناك بالفعل حوافز للاجئين من أجل العمل في المناطق الريفية من خلال تأشيرة الملاذ الآمن SHEV.
وقال متحدث باسم الوزارة "تأشيرة الملاذ الآمن هي تأشيرة حماية مؤقتة متاحة للاجئين الذين وصلوا بشكل غير قانوني ويرغبون في العمل أو الدراسة في المناطق الريفية أو الإقليمية."
وأضاف "حملة تأشيرة الملاذ الآمن الذين عملوا دون الحصول على أي إعانات خاصة أو درسوا بدوام كامل، أو فعلوا الاثنين معا في أحد المناطق الريفية لفترة تصل إلى 42 شهرا، يمكن لهم التقدم للحصول على تأشيرات أخرى، بما في ذلك بعض التأشيرات الدائمة."
لكن مسؤول السياسات في مجلس اللاجئين آشر هيرش قال إن هذه التأشيرة لا توفر حلا للاجئين في أستراليا. وقال "المشكلة أن هذا المسار لا يعد محفزا، لأن التأشيرات التي يُتاح للاجئين التقديم عليها، مثل تأشيرة العمال المهرة، ليست في متناول معظمهم."
وأضاف "أغلب متطلبات تلك التأشيرات بعيدة المنال، لذا حتى لو انتقل اللاجئ إلى منطقة ريفية، وهناك 30 في المائة من حملة الملاذ الآمن انتقلوا إلى تلك المناطق بالفعل، فإنه من غير المرجح أن يتمكنوا من التقدم والحصول على تأشيرة أخرى."
وشرح هيرش كيف أن المتطلبات العالية من المؤهلات الدراسية وإجادة الإنجليزية والرسوم وامتلاك الوثائق الرسمية تمثل حواجز أمام أغلب اللاجئين الذين فروا من بلادهم لحماية حياتهم.
وقال "هذا يعني أن الغالبية سيظلون عالقين على تأشيرة الملاذ الآمن لأعوام."
وقال هيرش إن اقتراح المجلس الذي تم تقديمه للبرلمان يقترح عددا من التعديلات على المسار الحكومي الموجود حاليا للحصول على الإقامة الدائمة.