تدرس أستراليا عددا من الخيارات من أجل إنقاذ موسم الحصاد لهذا الصيف، بعد أن أدت القيود المفروضة على الحدود إلى وقف تدفق العمالة الموسمية إلى البلاد. وعادة ما كان يتولى العمال من دول الباسيفيك المجاورة والمسافرون الذين يأتون بموجب تأشيرات إجازات عمل لمهمة قطف الخضار والفاكهة في المزارع الأسترالية.
وانشأت أستراليا لجنة برلمانية للنظر في خيارات التعامل مع تلك الأزمة، وقد تلقت اللجنة اقتراحا من مجلس اللاجئين في أستراليا بالسماح للاجئين الموجودين في البلاد من ذوي التأشيرات المؤقتة لسد هذا العجز في الأيدي العاملة مقابل توفير مسار إنساني للاستقرار في أستراليا.
وقال المجلس في المقترح إن هناك 17,000 لاجئ مؤقت في البلاد يمكن أن يعملوا في المزارع لمدة عام، ثم تقدم لهم أستراليا تأشيرات إقامة دائمة تسمح لهم بلم الشمل مع عائلاتهم.
الدكتور أيمن أبودقة، هو أحد اللاجئين الذين يحملون تأشيرة الملاذ الآمن المؤقتة، ويقول إنه لا يمانع المقترح من حيث المبدأ.
وصل الدكتور أبودقة، وهو طبيب أسنان، إلى أستراليا عام 2012 عن طريق البحر، حيث تم احتجازه لثلاث سنوات قبل منحه تأشيرة الملاذ الآمن لمدة خمس سنوات.
وقال الدكتور أبو دقة "هذا مقترح رائع للغاية من الحكومة وهو أحد منافذ الخروج من تلك الأزمة الكبيرة."
تخرج من كلية طب الأسنان بجامعة دمشق عام 1988 وعمل في مجال طب الأسنان في سوريا ودول الخليج. كان الدكتور أيمن يمتلك عيادة خاصة لطب الأسنان في العاصمة السورية دمشق عندما اندلعت الحرب، واضطر للفرار، حيث حملته الأقدار إلى أستراليا.
وقال الدكتور أيمن "أنا شخص متخصص في طب الأسنان وهذا هو المجال الذي يمكن أن أكون مبدعا ومنتجا فيه وأفيد المجتمع الأسترالي." وأضاف "ولكن إذا لم يكن هناك خيار آخر فما الذي يمكن أن أفعله."
ولم ير الدكتور أيمن أبودقة عائلته منذ أكثر من ثماني سنوات. وكغيره من حملة تأشيرة الملاذ الآمن لا يمكن للدكتور أبودقة استقدام عائلته أو مغادرة أستراليا.
ويعمل حاليا كسائق تاكسي في مدينة أديلايد، حيث ستنتهي تأشيرة الملاذ الآمن الخاصة به قريبا بعد خمس سنوات من الحصول عليها.
وقال الدكتور أبودقة إن هذا الحل يمكن أن "يعطي الناس حقها وفرصة لرؤية أسرهم، فكثير من الناس لم يروا عائلاتهم أو أطفالهم لأكثر من تسع سنوات وهذا شيء صعب."
وأضاف "العمل سنة واحدة أمر كافٍ لهؤلاء الناس الذين أمضوا ثماني وتسع سنوات في هذا الوضع." وقال الدكتور أيمن "أتصور أن هذا هو نوع من الحل، لأن الناس الموجودة ستتمكن من مساعدة أصحاب المزارع، بدلا من أن تفسد المحاصيل، والاقتصاد الأسترالي والمجتمع والسوق بحاجة إلى هذا، فلما لا نعطي الجميع فرصة."
وأكد الدكتور أبودقة "هذا الحل إجمالا مناسب للأغلبية، حوالي تسعين في المائة، وتبقى عشرة في المائة ممن استقروا بالفعل في المناطق أو لديهم حالات صحية لا تسمح لهم بهذا العمل."
وأعرب عدد من نواب الحزب الحاكم عن دعمهم لمقترح مجلس اللاجئين، كما أعربت الرابطة التي تمثل المزارعين الأستراليين عن ترحيبها باستقدام اللاجئين لإنقاذ الموسم.
لكن وزير الزراعة ديفيد ليتل براود قال إن الحكومة تدرس عددا من الخيارات الأخرى تشمل: تحفيز الحاصلين على إعانات البطالة وإعانات الشباب للعمل في المزارع، ومد تأشيرات العمال الموسميين الموجودين في أستراليا بالفعل لتستمر خلال موسم الحصاد.