تؤثر موجات الحر بشكل كبير على العديد من الأستراليين هذا الأسبوع، وتشير التوقعات الجوية إلى أن درجات الحرارة ستظل مرتفعة في بعض مناطق ولاية غرب أستراليا وكوينزلاند.
في السنوات الأخيرة، تم تصنيف موجات الحر بأنها أكثر الكوارث الطبيعية تأثيراً في البلاد، ويحث مكتب الأرصاد الجوية الأسترالي (BoM) السكان على إيجاد طرق للتبريد. ولكن في ظل الضغوط الاقتصادية، أين يمكن للناس الذهاب دون إنفاق المال؟
أماكن تبريد مجانية في غرب أستراليا
في مدن غرب أستراليا، تم إنشاء أماكن تبريد مخصصة لمعالجة هذه الحاجة. فعندما وصلت درجات الحرارة إلى 42.5 درجة مئوية في مدينة بريدجتاون هذا الأسبوع، وهي قريبة جداً من أعلى درجة حرارة تم تسجيلها في المدينة التي تبعد نحو 270 كم عن بيرث، عرف السكان أن لديهم عدة خيارات للهروب من الحرارة الشديدة.
تم إحداث أماكن تبريد في بريدجتاون، ومدينة غرينبوشيز المجاورة، ومدينة روكنغهام في بيرث لتوفير أماكن يستطيع الناس اللجوء إليها للراحة من حرارة الموجة الحارة دون تحميل ميزانيتهم تكاليف إضافية.
في إطار(Heat Vulnerability Project)، يحصل سكان شير بريدجتاون-غرينبوشيز على إمكانية استخدام المكتبات المحلية وثلاثة مراكز مجتمعية للتهوية والراحة خلال أوقات محددة، بينما يمكن لسكان روكنغهام الاستفادة من أي من المكتبات في المدينة لتبريد أنفسهم.
أهمية وجود أماكن مخصصة للتبريد
قالت راشيل سيورت من مجلس الخدمات الاجتماعية في ولاية غرب أستراليا (WACOSS)، التي تدير المشروع، إن وجود أماكن مخصصة يشعر الناس بالراحة لاستخدامها لتبريد أنفسهم أمر بالغ الأهمية.
وأشارت سيورت إلى أن الأماكن غير الرسمية مثل المكتبات المحلية متاحة عبر أنحاء البلاد، ولكنها تتوقع أن تصبح هذه المبادرات الرسمية أكثر شيوعاً مع مرور الوقت.
استراتيجية مواجهة الحرارة في كوينزلاند
بينما تتواصل موجات الحر في غرب أستراليا، أصدر مكتب الأرصاد الجوية تحذيرات مشابهة في كوينزلاند، مشيراً إلى ضرورة استخدام المراوح أو تكييف الهواء، إذا كان متوفراً. وحث المتحدث باسم وزارة الصحة في كوينزلاند الناس الذين لا يمتلكون تكييفًا على البحث عن أماكن باردة مثل مراكز التسوق أو المكتبات أو حمامات السباحة في أوقات الذروة.
وأضاف المتحدث: "من الأساليب الأخرى لتبريد الجسم هو نقع القدمين في ماء بارد أو ارتداء رباط رأس مبلل حول الرقبة."
كما نصح بتقليص الأنشطة البدنية خلال الموجة الحارة قدر الإمكان، وخاصة في الفترة بين الساعة 10 صباحاً و3 مساءً، وهي الفترة الأكثر حرارة في اليوم.
LISTEN TO
"استراليا سرقت منّي والدي": زاهي وهبي يجول في حنايا القلب من تلك الأرض البعيدة
SBS Arabic
23/01/202539:45
تأثير موجات الحر على صحة السكان
تشير التقارير إلى أن موجات الحر تؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية مثل التقلصات الحرارية، والإرهاق الحراري، وضربة الشمس. كما أن موجات الحر تعد السبب الأكثر وفاة بين الكوارث الطبيعية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، وذلك جزئياً لأن الحرارة المفرطة قد تؤدي إلى تفاقم الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، والسكري، وأمراض التنفس.
الفئات الأكثر عرضة للخطر
تتزايد خطورة موجات الحر على كبار السن، النساء الحوامل، الأطفال الرضع والصغار، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل اقتصادية، حيث يكونون أكثر عرضة للإصابة بالإجهاد الحراري.
وأوضح البروفيسور بيتر كرانك، أستاذ المناخ الحضري في جامعة واترلو بكندا، في بودكاست SBS Examines أن الأشخاص الذين يعانون من صعوبات مالية غالباً ما يتأثرون بشكل أكبر بموجات الحر.
وقال كرانك: "كلما كان الشخص أغنى أو كان حيّه أخضراً أكثر، كان من الأسهل عليه تشغيل التكييف أو الخروج إلى مكان أبرد لأن لديه المال والموارد اللازمة لذلك."
Birdsville in outback Queensland is one of the hottest places in Australia. Source: AAP / Darren England
تدابير إضافية في سيدني
وفي سيدني، تم إنشاء محاور تبريد متنقلة في بعض الحدائق في الأيام الحارة لتوفير الراحة للأشخاص الذين ليس لديهم مكان بارد للراحة. ويتم تزويد هذه المحاور بمراوح، ومياه باردة، وعبوات رذاذ لتبريد الجسم.
يتم نشر هذه المحاور عندما تصل درجة الحرارة إلى 35 درجة مئوية أو أكثر، وهو ما يعتبر وقتاً حرجاً من حيث مخاطر الإجهاد الحراري. ويُعتبر هذا المشروع ليس فقط استجابة لارتفاع درجات الحرارة، بل هو أيضاً نهج إنساني لدعم أكثر الفئات عرضة للخطر.