كانت مدينة بريسبان قد نالت شرف استضافة أولمبياد 2032 في خطوة اعتُبرت إنجازًا تاريخيًا لولاية كوينزلاند، لكن مع مرور الوقت بدأت تظهر مشاكل كبيرة قد تؤثر على جاهزية المدينة لاستضافة الحدث العالمي. ومع استمرار المخاوف حول التأخيرات المستمرة، وارتفاع التكاليف بشكل غير متوقع، فضلاً عن الانقسامات السياسية، باتت الشكوك حول قدرة المدينة على تقديم حدث عالمي على مستوى عالٍ تزداد.
بالاشيه: "أمر محزن"
في مقابلة مع برنامج "توداي شو" على القناة التاسعة، عبرت بالاشيه عن أسفها العميق لتطور الأوضاع. وقالت: "إنه لأمر محزن جدًا بالنسبة لي. شيء كنت فخورة به عندما تأكدنا من استضافة بريسبان للألعاب الأولمبية، أصبح الآن معركة ضخمة حول استادات، لدرجة أن كل عمدة في الولاية يعيد تقييم الخطط."
وأضافت بالاشيه: "كان هناك خطة واضحة، وتم تقديمها للجنة الأولمبية الدولية (IOC) التي وافقت عليها. الآن، لدينا صراع سياسي حول الاستادات، مع تقديرات تفيد بأن التكاليف قد تصل إلى مليارات الدولارات، وهو مبلغ غير متوفر لدى سكان كوينزلاند نظرًا للضغوط المعيشية المتزايدة."
من بين أبرز القضايا التي أثارتها بالاشيه كانت عملية إعادة تطوير ملعب "ذا جابا" (The Gabba)، الذي كان من المفترض أن يبدأ العمل عليه منذ فترة طويلة. بدلاً من ذلك، بدأت تظهر مقترحات جديدة تركز على مواقع أخرى مثل "فيكتوريا بارك"، وهو ما وصفته بالاشتشك بأنه قد يثير استياء كبيرًا بين سكان المدينة.
وقالت: "إنه آخر مساحة خضراء نقية في مدينتنا، والآن يتم تدميرها من أجل بناء استادات."
خطة بريسبان الأولمبية: الاستدامة والتكاليف
في تموز/ يوليو 2021، فازت مدينة بريسبان بحق استضافة الألعاب الأولمبية لعام 2032، لتكون أول مدينة أسترالية تحتضن هذا الحدث منذ أولمبياد سيدني 2000. اعتمدت المدينة في تقديم عرضها على إطار العمل الجديد للجنة الأولمبية الدولية، الذي يركز على الاستدامة والكفاءة في التكاليف، مع الاستفادة من البنية التحتية القائمة لتقليل الحاجة إلى بناء منشآت جديدة.
ضمن الخطط الأولية، كان من المفترض أن معظم المنشآت المطلوبة قد تم إنشاؤها بالفعل، مما كان سيقلل من التكاليف بشكل كبير. ولكن مع تصاعد التكلفة والإجراءات البيروقراطية، أبدت بالاشيه استياءها، وقالت: "كان هناك خطة واضحة، وكانت لدينا 80٪ من الاستادات جاهزة، وبصراحة، أشعر بالانزعاج من الطريقة التي تسير بها الأمور الآن."
LISTEN TO
"استراليا سرقت منّي والدي": زاهي وهبي يجول في حنايا القلب من تلك الأرض البعيدة
SBS Arabic
23/01/202539:45
الحكومة ترد: عجز كبير في الميزانية
من جانبها، أصدرت حكومة ولاية كوينزلاند بيانًا تتهم فيه الحكومة السابقة بترك فجوة مالية ضخمة في ميزانية البناء. وأوضح نائب رئيس الوزراء، جارود بليجيه، أن حكومة بالاشيه السابقة خصصت مبلغًا ضئيلًا (155 مليون دولار) لبناء الطرق والمسارات في القرى الرياضية المقترحة، في حين أن هناك عجزًا كبيرًا يصل إلى 3.345 مليار دولار لبناء المنشآت اللازمة.
وقال بليجيه: "يجب على الحكومة السابقة أن تكون صريحة مع سكان كوينزلاند وتوضح ما إذا كانت قد نسيت أن أكثر من 22,000 رياضي بحاجة إلى أماكن للإقامة أو إذا كانت قد أخفت هذا الأمر عن المواطنين قبل الانتخابات."
بالاشيه: "تحولت الألعاب الأولمبية إلى لعبة سياسية"
وفي إطار تعبيرها عن خيبة أملها، قالت بالاشيه: "اتفقنا أنا ورئيس الوزراء السابق سكوت موريسون على تشكيل اللجنة الأولمبية، واتفقنا على تمويل الألعاب. ولكن الآن أصبحت هذه الألعاب كرة سياسية."
أضافت: "كان من المفترض أن تساهم هذه الألعاب في تعزيز سمعة مدينة بريسبان على الساحة العالمية، بما يعود بالفائدة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. ولكن مع التحديات الحالية، أصبح تنفيذ هذا الوعد أمرًا صعبًا للغاية."
تساؤلات حول مستقبل الألعاب
مع تزايد القلق بشأن التحديات التي تواجه تحضيرات الألعاب الأولمبية 2032 في بريسبان، تطرح العديد من الأسئلة حول قدرة المدينة على الوفاء بتعهداتها أمام اللجنة الأولمبية الدولية والجمهور الأسترالي. وفي الوقت الذي يزداد فيه الضغط على المسؤولين لتقديم حلول فعالة، يبقى السؤال الأكبر: "ما الذي يحدث في بريسبان؟" كما أضافت بالاشيه، "إنها ليست مجرد ألعاب بريسبان أو كوينزلاند، بل هي ألعاب أستراليا كلها. يجب أن يتعاون الجميع لإنجاح هذا الحدث."