يعيش كثير من الأشخاص أو المجتمعات في أستراليا حالة تأهب قصوى تحسبًا من وقوع كارثة أو حالة طوارئ قد تحدث في وقت ما، لذلك فهم يستعدون لهذه اللحظات عبر اختراع طرق لتخزين الطعام والإمدادات الأخرى.
فيكي سيدة في العقد السادس من عمرها، توضح أنها كانت تتوقع أن تعيش فترة تقاعدها مع أحفادها مسترخية، لكن انتشار جائحة كوفيد-19 عالميًا، جعلتها تشعر بعدم الأمان مما سيحدث مستقبلًا.
لذلك فهي تستعد لأي كارثة سواء أكانت نقصًا عالميًا في الغذاء أو هجومًا إلكترونيًا، بالتحوط عبر تعلم كيفية العيش بدون شبكات اتصالات وشراء منزل متنقل، وتتعلم مهارات أخرى في حالات الطوارئ، لتمنح نفسها وعائلتها أفضل فرصة ممكنة للبقاء على قيد الحياة.
الملفت في الأمر، أن السيدة فيكي ليس وحدها من يشعر بهذا الهاجس، إذ التقت مع جيك كاسار، الذي يعيش على ساحل نيو ساوث ويلز، وهو رجل مدرب متخصص على تعليم "الحرف اليدوية" في الأدغال، والبحث عن نباتات برية صالحة للأكل والعلاج، ويقدم كل ذلك عبر دروس للبقاء في الأدغال لمدة 20 عامًا.
ويوضح جيك، أن كثيرًا من الأشخاص يمتلكون أشياء مفيدة كثيرة، لكنهم لا يمتلكون المهارة اللازمة في استخدامها عند الحاجة، منها معرفة الأطعمة التي يمكن تناولها والتي لا يمكن تناولها.
Jake Cassar teaches survival skills. Source: Supplied
على الجانب الآخر، يوضح المؤرخ ديفيد كريستيان، أن الناس ينجذبون إلى سيناريوهات نهاية العالم، لأنها شيء مجهول، لكنه حذر من حدوث آثار سلبية بسبب هذه النظرة التشاؤمية؛ فالعيش مع الأمل يعتبر محفزًا للعيش نحو مستقبل أفضل، بعيدًا عن هاجس نظريات المؤامرة واقتراب نهاية العالم..
وتفسر خبيرة علم النفس السيبراني إيفيتا مارش هذا السلوك بتأثر هؤلاء الناس بالأخبار السيئة الواردة عبر الوسائط الرقمية ما يؤثر على صحتهم النفسية والعقلية والجسدية، لذلك فهي ترى أن هناك علاقة مباشرة بين الوسائط التي نستهلكها وتفكيرنا، فكلما تعرض الشخص لمعلومات تنقل أخبار الحرب والجريمة والمجاعة والأوبئة، كلما بدأ الشخص بالشعور باليأس والخوف على مستقبله، لذلك لابد من وضع الأمر عند نصابه الصحيح.
Dr Evita March is an expert in Cyberpsychology
وبالنسبة لهؤلاء، لا توجد نهاية للعالم في الأفق، فهم يعملون على العيش بأمان في حال حدوث أي أمر غير متوقع.