فصائل المعارضة السورية تسيطر على مدينة حماة الاستراتيجية

اقتحمت الفصائل حماة بعد معارك ضارية مع قوات النظام السوري.

Syrian rebels take control of Khan Sheikhoun in northwestern Syria

epa11754241 A Syrian opposition military vehicle drives on the Damascus-Aleppo International Highway in the province of Hama, Syria, 03 December 2024. Syrian opposition forces, led by the Islamist militant group Hayat Tahrir al-Sham (HTS), launched an offensive on 27 November, taking large parts of Aleppo, Syria's second-largest city. The offensive triggered counterattacks by the Syrian regime forces as well as Russian and Syrian airstrikes on opposition-controlled areas. EPA/MOHAMMED AL RIFAI Source: EPA / MOHAMMED AL RIFAI/EPA

سيطرت فصائل المعارضة الخميس على مدينة حماة، رابع كبرى المدن السورية والواقعة في وسط البلاد، بعد أيام على سيطرتها على حلب في إطار هجوم مباغت، ما يضعف أكثر سلطة الرئيس بشار الأسد.

أطلقت فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام هجومها قبل أكثر من أسبوع بقليل انطلاقا من معقلها في إدلب (شمال غرب)، وخلفت المعارك حتى الآن أكثر من 800 قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واقتحمت الفصائل حماة التي تعد مدينة استراتيجية في عمق سوريا وتربط حلب بدمشق عبر مدينة حمص، بعد معارك ضارية مع قوات النظام.

واحتفل المقاتلون بدخولهم إلى المدينة، وأطلق بعضهم النار في الهواء بينما سجد آخرون شاكرين، وفق ما أظهرت صور لوكالة فرانس برس. وظهرت جثث في الشوارع، بينما صفق سكان مبتسمين لوصول مسلحي المعارضة.

في المقابل، أعلن وزير الدفاع السوري العماد علي محمود عباس مساء الخميس أنّ قوات الجيش "ما زالت في محيط مدينة حماة"، مؤكدا أنّ ما حصل هو "إعادة تموضع وانتشار".

وقال عباس في بيان متلفز إنّ "ما حدث في مدينة حماة اليوم هو إجراء تكتيكي مؤقت، ما زالت قواتنا في محيط مدينة حماة".
Syria Opposition
Syrian opposition fighters take pictures in the outskirts of of Hama, Syria, Tuesday Dec. 3, 2024.(AP Photo/Ghaith Alsayed) Source: AP / Ghaith Alsayed/AP
وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بنزوح عشرات الآلاف من سكان الأحياء العلوية في مدينة حمص بوسط سوريا، بعيد إعلان الجيش السوري انسحابه من حماة مع سيطرة الفصائل المعارضة عليها.

وتضم مدينة حمص التي لقبها ناشطون معارضون "عاصمة الثورة"، بعدما شهدت كبرى التظاهرات الشعبية المناوئة للنظام عام 2011، أحياء ذات غالبية علوية، الأقلية التي يتحدر منها الرئيس بشار الأسد ويعد الساحل السوري معقلها. وتعرض بعض تلك الأحياء لتفجيرات دامية.

وفي وقت سابق، قال القيادي في المعارضة المسلحة حسن عبد الغني عبر تلغرام "حمص تترقب قدوم قواتنا"، مضيفا في منشور منفصل "يا أهلنا الأبطال في حمص قد آن أوانكم، أعلنوها ثورة ضد الظلم والطغيان وكونوا كما عهدناكم".
Syrian Rebels Controlled Aleppo City Center - Syria
Historic Aleppo Castle after the Islamist Hayat Tahrir al-Sham (HTS) group and their Turkish-backed allies, opposing Syria’s Bashar al-Assad regime take control of Aleppo, Syria on December 03, 2024. People in the city center of Aleppo, which is under the control of armed groups, demand electricity, water and basic needs to be met. Photo by Ugur Yildirim/DIA Images/ABACAPRESS.COM. Source: ABACA / DIA Images/ABACA/PA
"فشل جماعي"

أقرّ الجيش السوري بخسارته حماة، قائلا إن وحداته قامت "بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة".

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "انسحاب أكثر من 200 آلية عسكرية" للجيش باتجاه مدينة حمص، إضافة إلى انسحاب الجيش من مدينتي السلمية في ريف حماة وتلبيسة في ريف حمص.

وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الدفاعات الجوية أسقطت طائرتين مسيرتين "معاديتين" في سماء دمشق، من دون مزيد من التفاصيل.

يعد هذا القتال الأعنف منذ العام 2020 في البلد الذي شهد حربا أهلية اندلعت لدى قمع النظام السوري الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية عام 2011.

منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر، خلف القتال والقصف الجوي والمدفعي 826 قتيلا، من بينهم 111 مدنيا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ مقرا في بريطانيا ويعتمد على شبكة واسعة من المصادر في سوريا. وقال المرصد إن 222 مقاتلا في الإجمال قضوا منذ الثلاثاء في محيط حماة.
"لا ثأر"

بعد بدء هجوم الفصائل المعارضة، شن الجيش الروسي غارات جوية على المناطق التي يسيطر عليها المعارضون دعما للقوات الحكومية.

في الأثناء، حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وأفادت الأمم المتحدة بنزوح 115 ألف شخص من مناطق القتال في أسبوع واحد.

لكن في حلب، احتفل سكان عادوا مع دخول قوات المعارضة بلم شملهم مع عائلاتهم.

في رسالة مصورة، تعهد زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني الذي استخدم الخميس للمرة الأولى اسمه الحقيقي أحمد الشرع، أن "لا ثأر" في حماة بعد دخول مقاتليه المدينة "لتطهير ذاك الجرح الذي استمر في سوريا لمدة 40 عاما"، في إشارة إلى حملة القمع الدامية لانتفاضة في المدينة قادتها جماعة الإخوان المسلمين عام 1982.

كما دعا رئيس الوزراء العراقي محمّد شياع السوداني الى النأي بالعراق عن الحرب السورية، ومنع إرسال مقاتلين من الحشد الشعبي لمساندة قوات النظام السوري.
"إلى جانب سوريا"

بدعم عسكري من روسيا وإيران وحزب الله اللبناني، استعادت حكومة الرئيس بشار الأحد جزءا كبيرا من البلاد عام 2015، وحلب بأكملها في عام 2016.

وقال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في خطاب الخميس إنه يقف إلى جانب الأسد.

واعتبر قاسم أن مسلحي المعارضة "لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم رغم ما فعلوه في الأيام الماضية، وسنكون كحزب الله إلى جانب سوريا في إحباط أهداف هذا العدوان بما نتمكّن منه".

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك
نشر في: 6/12/2024 1:57pm
المصدر: SBS