حلب تحت الحصار: شهادة حية من قلب المدينة المنكوبة

Syrian Rebels Seize Aleppo - Syria

A general view of Aleppo, Syria after its seizing by Islamist HTS fighters and their Turkish-backed allies. Thousands of opposition fighters in armoured vehicles have been deployed to landmarks in the country's second-largest city, including the old citadel. It comes a day after the rebels entered Aleppo where they reportedly faced little resistance from pro-government troops. The insurgents, led by the Islamist militant group Hayat Tahrir al Sham and including Turkey-backed fighters, also claim to be in control of all of Idlib province after launching their offensive on Wednesday. Photo by Ugur Yildirim/Dia Images/ABACAPRESS.COM. Source: ABACA / DIA Images/ABACA/PA

من داخل مدينة حلب، التي كانت يوماً منارةً حضارية، تروي لنا شاهدة عيان تفاصيل الحياة تحت وطأة الصراعات المسلحة المستمرة. في هذا الواقع المرير، تتحول الأيام إلى كابوس مستمر، وتبقى المدينة محاصرة داخل حلقة من العنف والخوف.


تبدأ الشاهدة في الحديث عن اللحظات الأولى التي دخل فيها المسلحون إلى المدينة، حيث كانت الشوارع سابقاً مليئة بالحياة والحركة. لكن فجأة، تحولت تلك الشوارع إلى مشاهد من الصمت والخوف، وأغلقت الأسواق وتوقفت حركة السير، وكأن المدينة اختفت في العدم. حتى الطرق التي تربط حلب ببقية المحافظات توقفت، مما جعل الحياة اليومية شبه مستحيلة.

وكانت الشاهدة تروي كيف أن الوضع تغير بشكل مفاجئ وسريع، فبينما كانت الأسواق مكتظة بالمتسوقين، صار الوصول إلى المواد الغذائية والمياه مغامرة. الأسعار ارتفعت بشكل جنوني، وأصبح الناس يتسابقون للحصول على الطعام وسط حالة من القلق المستمر. الأفران توقفت عن العمل، وازدادت صعوبة التواصل مع الجهات المعنية في حال حدوث أي طارئ.
Syria Opposition
Syrian opposition fighters ride on a pick-up truck at the Aleppo international airpot in Aleppo Monday, Dec. 2, 2024. .(AP Photo/Omar Albam) Source: AP / Omar Albam/AP
وبعد أيام من المعاناة، بدأ الوضع يتحسن بشكل تدريجي، حيث بدأت بعض الخدمات بالعودة. إلا أن الشاهدة تتحدث عن حالة التشتت والخوف التي أصابت الأهالي. تحولت المدينة إلى منطقة مشتعلة، حيث لا يوجد مكان آمن، حتى الشوارع التي كانت عامرة بالحركة أصبحت مليئة بالأسلحة وأصوات الاشتباكات.

من الأمور التي أثارت جدلاً بين الأهالي هو رفع العلم التركي على قلعة حلب، أحد الرموز التاريخية للمدينة. هذا الحدث جعل العديد من السكان يشعرون بالغضب والاستغراب، وتساءلوا عن التغييرات السياسية التي قد تؤثر على مستقبل المدينة. كما تشير الشاهدة إلى أن الحياة الاقتصادية أصبحت أكثر صعوبة، حيث تغيرت العملات المتداولة، وأصبح التعامل بالليرة التركية والدولار أكثر شيوعاً.
Rebels Seize Airport And Push Towards Hama - Aleppo
Military trucks and vehicles are seen at a storage site within Aleppo International Airport on December 2, 2024, following the Islamist Hayat Tahrir al-Sham group’s control over the area. Rebel forces advanced in Syria on Sunday amid fierce fighting, capturing the airport and military academy of the major city of Aleppo and attacking the outskirts of the western city of Hama, according to rebel officials and the Syrian Observatory for Human Rights. Photo by Bilal Alhammoud/Middle East Images/ABACAPRESS.COM. Source: ABACA / Middle East Images/ABACA/PA
وفي حديثها عن تأثير الصراع على المجتمع، تقول الشاهدة إن الحياة الاجتماعية تقريباً قد انعدمت. العديد من العائلات التي كانت تعيش في حلب منذ أجيال تجد نفسها اليوم في حالة من العزلة والخوف، ولا أحد يعرف إلى أين سيصل هذا الصراع. المدارس والجامعات توقفت، وتفشى الشعور بعدم الأمان، حتى في أبسط الأمور مثل إرسال الأطفال إلى المدرسة أو الجامعة.

لكن على الرغم من هذه الظروف القاسية، فإن الشاهدة تُظهر في شهادتها صمود أهل حلب وإصرارهم على الحياة. ومع ذلك، فإنها توجه نداء استغاثة للعالم، طالبةً أن ينقذوا هذه المدينة من العزلة والدمار الذي يحيط بها. حلب لم تكن فقط مدينة تحت الحصار، بل كانت وما تزال رمزاً للشعب الذي يرفض الاستسلام.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك