تبدأ الشاهدة في الحديث عن اللحظات الأولى التي دخل فيها المسلحون إلى المدينة، حيث كانت الشوارع سابقاً مليئة بالحياة والحركة. لكن فجأة، تحولت تلك الشوارع إلى مشاهد من الصمت والخوف، وأغلقت الأسواق وتوقفت حركة السير، وكأن المدينة اختفت في العدم. حتى الطرق التي تربط حلب ببقية المحافظات توقفت، مما جعل الحياة اليومية شبه مستحيلة.
وكانت الشاهدة تروي كيف أن الوضع تغير بشكل مفاجئ وسريع، فبينما كانت الأسواق مكتظة بالمتسوقين، صار الوصول إلى المواد الغذائية والمياه مغامرة. الأسعار ارتفعت بشكل جنوني، وأصبح الناس يتسابقون للحصول على الطعام وسط حالة من القلق المستمر. الأفران توقفت عن العمل، وازدادت صعوبة التواصل مع الجهات المعنية في حال حدوث أي طارئ.
Syrian opposition fighters ride on a pick-up truck at the Aleppo international airpot in Aleppo Monday, Dec. 2, 2024. .(AP Photo/Omar Albam) Source: AP / Omar Albam/AP
من الأمور التي أثارت جدلاً بين الأهالي هو رفع العلم التركي على قلعة حلب، أحد الرموز التاريخية للمدينة. هذا الحدث جعل العديد من السكان يشعرون بالغضب والاستغراب، وتساءلوا عن التغييرات السياسية التي قد تؤثر على مستقبل المدينة. كما تشير الشاهدة إلى أن الحياة الاقتصادية أصبحت أكثر صعوبة، حيث تغيرت العملات المتداولة، وأصبح التعامل بالليرة التركية والدولار أكثر شيوعاً.
Military trucks and vehicles are seen at a storage site within Aleppo International Airport on December 2, 2024, following the Islamist Hayat Tahrir al-Sham group’s control over the area. Rebel forces advanced in Syria on Sunday amid fierce fighting, capturing the airport and military academy of the major city of Aleppo and attacking the outskirts of the western city of Hama, according to rebel officials and the Syrian Observatory for Human Rights. Photo by Bilal Alhammoud/Middle East Images/ABACAPRESS.COM. Source: ABACA / Middle East Images/ABACA/PA
لكن على الرغم من هذه الظروف القاسية، فإن الشاهدة تُظهر في شهادتها صمود أهل حلب وإصرارهم على الحياة. ومع ذلك، فإنها توجه نداء استغاثة للعالم، طالبةً أن ينقذوا هذه المدينة من العزلة والدمار الذي يحيط بها. حلب لم تكن فقط مدينة تحت الحصار، بل كانت وما تزال رمزاً للشعب الذي يرفض الاستسلام.