تعرفوا على الأشخاص الذين يتحدون محلات السوبرماركت الكبرى

في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية، قرر حماد، وهو مهاجر إلى أستراليا، اتخاذ خطوة جريئة لخلق حل مبتكر يربط بين مجتمعه المحلي ويعزز من التفاعل الثقافي، عبر نموذج "اللا سوبر ماركت" الذي أصبح جزءً من حركة متنامية لمواجهة التحديات الاقتصادية.

a father and daughter preparing produce boxes

Hammad and his daughter found that through starting their produce co-op, they made important connections in their local community. Source: SBS

نموذج مبتكر لربط المجتمع

كل يوم ثلاثاء، مع شروق الشمس، يبدأ حماد يومه بتحضير صناديق مليئة بالخضراوات الطازجة، بينما تساعده ابنته الصغيرة بالمشاركة في تجهيز الطلبات.

معًا، يرتبون الطماطم والخضروات الورقية والبيض الطازج في حزم جاهزة لتوزيعها على حوالي 55 أسرة في منطقة "ساوث تورامورا" في مدينة سيدني. هذه الأسر تعتمد على مركز حماد الغذائي الذي يقدّم لهم منتجات طازجة بأسعار أقل بنحو 30% مقارنة بأسعار السوبر ماركت المحلي.

يستورد حماد منتجاته الطازجة مباشرة من المنتجين المحليين، ويقوم بنشر معلومات عن عمليته عبر صفحة خاصة على فيسبوك. وتتحقق هذه التوفير من خلال عدم الحاجة لتكاليف التبريد، ما يساهم في تقليل التكاليف الإجمالية.

ويقول إن الناس ينفقون في المتوسط حوالي 50 دولاراً على صندوق من منتجاته. وقد كانت البداية بالنسبة له منذ 8 سنوات، حين وصل إلى أستراليا، حيث شعر في البداية بالعزلة وعدم الاتصال بالمجتمع، ما دفعه للبحث عن طرق للتواصل والمساهمة في المجتمع الأسترالي، خاصة في منطقة حيث لا يتشارك الكثير من الجيران نفس خلفيته الثقافية.
شهدت أستراليا في السنوات الأخيرة زيادة كبيرة في طلب المبادرات المجتمعية الغذائية، وذلك بسبب أزمة تكاليف المعيشة التي أثرت بشكل مباشر على ميزانية الأسر. وفقاً لتقرير "Foodbank Hunger 2023"، فقد شهدت أستراليا زيادة بنسبة 10% في عدد الأسر التي تواجه انعدام الأمن الغذائي، حيث بلغ العدد الإجمالي 3.7 مليون أسرة.

هذه الزيادة دفعت المزيد من الأستراليين للبحث عن بدائل للحصول على منتجاتهم الطازجة من المبادرات المجتمعية التي تديرها منظمات محلية، بحيث لا يتعرض المزارعون المحليون أيضًا لخسائر. وتعتبر هذه النماذج جزءً من "ثورة اللاماركت"، وهي حركة تهدف إلى توفير نظام غذائي عادل وشفاف ومرن.

تقول "جين ترافيرس-درايبس"، المديرة التنفيذية لشركة (BoxDivvy)، وهي مؤسسة اجتماعية تدير تعاونيات غذائية مشابهة لنموذج حماد، إنها شهدت زيادة كبيرة في الطلب على هذه النماذج، ليس فقط في المناطق ذات الدخل المنخفض، بل أيضًا في المناطق ذات الطبقات الوسطى التي تعاني من زيادة تكاليف الغذاء.

التحدي أمام العمالقة

تواجه أستراليا مشكلة متنامية تتمثل في صعوبة الوصول إلى الطعام الصحي بأسعار معقولة. وفقاً للدكتورة "ريبيكا ليندبرغ"، أستاذة في جامعة ديكين، فإن حوالي أسرة واحدة من كل ثماني أسر أسترالية تواجه مشكلة انعدام الأمن الغذائي. وتؤكد أن هذه المشكلة في تزايد مستمر، وأنه من الضروري إيجاد حلول منسقة لمواجهتها. ورغم وجود نماذج مجتمعية مبتكرة، إلا أن تأثيرها ما زال محدوداً مقارنة بحجم الاحتياج في البلاد التي يبلغ عدد سكانها 27 مليون نسمة.
LISTEN TO
Marwa Reeda image

من القاهرة إلى أستراليا: مروة ريدة تكتب قصة التحدي والتحول في كتابها الجديد

SBS Arabic

19/11/202410:33
بالنسبة لحماد، فإن تشغيل مركزه المجتمعي لم يكن فقط وسيلة لتوفير خيارات غذائية صحية بأسعار معقولة لمجتمعه المحلي، بل أيضًا أتاح له فرصة لبناء صداقات معنوية ومشاركة ثقافته مع أشخاص ربما لم يكن ليتواصل معهم في ظروف أخرى.

عندما وُلدت ابنته، لم يكن العديد من الزبائن يعرفون الخبر حتى اكتشفوا مفاجأة في طلباتهم الأسبوعية. "في باكستان، عندما تحدث مناسبة سعيدة، نقدم الحلوى لجيراننا. وقد قامت زوجتي بإعداد حلوى تقليدية تسمى 'خير'، ووضعنا جزءً منها في كل طلب خلال ذلك الأسبوع"، يروي حماد.

وأضاف: "في كثير من الأحيان، يتم استخدام المهاجرين كأدوات سياسية ويتم لومهم على مشاكل مثل أزمة الإسكان واعتمادهم على نظام الرعاية الاجتماعية. كانت هذه طريقتنا للتصدي لأولئك الذين يفضلون الخوف والجهل، ودعونا مجتمعنا لمشاركة جزء من تقاليدنا معهم."
A woman smiling while holding a box of fresh produce.
BoxDivvy CEO Jayne Travers-Drape. Source: Supplied / Jayne Travers-Drape
للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك
نشر في: 20/11/2024 2:35pm
By Julia Abbondanza
تقديم: George Gharam
المصدر: SBS