. القنطار الذي ينحدر من السويداء جنوبي سوريا، لم يكن مسموحا له دخول ماليزيا أو السفر إلى أي مكان آخر، ما جعله يعيش في المطار لشهور طويلة.
وبعد شهرته العالمية، قامت مجموعات مساعدة اللاجئين في كندا بتأمين نقله إلى هناك وحصوله على حق اللجوء. وتسمح كندا للمواطنين بكفالة اللاجئين بشكل خاص لإعادة توطينهم هناك. الآن القنطار يحاول رد الجميل، وهدفه اللاجئين العالقين في جزيرتي مانوس ناورو.قال القنطار إن عدد من طالبي اللجوء هناك اتصلوا به بعد الشهرة العالمية التي حظى بها، ومن وقتها لم يغيبوا عن ذهنه. وكانت النقطة الفاصلة في إطلاق حملة فعلية لمساعدتهم هو حالات الانتحار التي وقعت بين اللاجئين على الجزيرتين في أعقاب فوز الائتلاف بالانتخابات الفيدرالية الماضية.
Syrian refugee Hassan Al-Kontar Source: Supplied
وقال القنطار "أرسلت لهم رسالة تقول "لست منسيا، اصمد، المساعدة قادمة". وطبقا لوزارة الأمن الداخلي هناك 457 طالب لجوء ما زالوا في بابوا نيو غينيا.
يمكن للناس إحداث فارق
انضم اللاجئ السوري إلى جمعية Canada Caring Society غير الهادفة للربح، ومجموعة MOSAIC لإعادة توطين اللاجئين في كندا والمجلس الأسترالي للاجئين لتوفير كفالة نحو 200 لاجئ في مانوس وناورو من أجل إعادة التوطين في كندا.
وطبقا للقانون الكندي، يتعين على الكفيل سواء كان فرد أو منظمة دفع تكاليف إعادة التوطين والتي تشمل الطعام والإيجار والترجمة وغيرها من الخدمات.القنطار أطلق حملة لجمع التبرعات تهدف لجمع 18 ألف دولار لكل لاجئ بإجمالي 3.7 مليون دولار كلفة إعادة التوطين. وقال القنطار إنه يشعر بالواجب تجاه هؤلاء العالقين، لأنه شعر أثناء وجوده في المطار أنه وُلد "في الجانب الخطأ من العالم" عندما كانت كل الدول ترفض طلبات اللجوء التي يتقدم بها.
Hassan Al Kontar with his Canadian sponsor and host Laurie Cooper Source: Supplied
وقال القنطار إنه فقد الأمل في الحكومات والمنظمات بما فيها الأمم المتحدة في القيام بأي دور فعلي للتخفيف عن اللاجئين. وأضاف "أنا أؤمن بالناس، الأفراد. الناس هم من ساعدوني، وحان الوقت أن أساعد أنا الآخرين."
"لماذا اخترت أستراليا؟ لأني اعتقد أن الشعب الأسترالي لديه القدرة على تغيير تلك الأوضاع..لو أرادوا ذلك."
لا أريد إحراج الحكومة الأسترالية
القنطار أوضح أن حملته ليست سياسية، ولا يسعى لإحراج الحكومة الأسترالية بأي شكل، بل يحاول تقديم حل لأزمة متفاقمة. وقال "لا نقوم بإطلاق هذه الحملة لإحراج الحكومة الأسترالية أو الضغط عليها أو الدخول في معركة ضدها." مؤكدا أن الأمر على العكس من ذلك "نسعى للحصول على مساعدة الحكومة، ونرجو أن تقوم بواجبها. نحن نشجعهم على العمل معا لإنهاء هذه الأزمة على أساس إنساني وليس سياسي."من جانبه قال رئيس المجلس الأسترالي للاجئين بول باور إن محاولة بعض الأفراد أو المؤسسات حل تلك الأزمة "أمر محرج" للحكومة الأسترالية. وقال باور "من المحرج أن أستراليا خلقت هذه الأوضاع التي تجعل الأشخاص الذين يُنظر إليهم عالميا باعتبارهم مسؤولية أستراليا، لا يحصلون على المساعدة من هذه البلد. ولكن للأسف نحن في هذا الوضع منذ أكثر من ست سنوات."
اللاجئون يعيشون أوضاعا صعبة في ناورو ومانوس Source: Supplied
"هناك مئات الأشخاص الذين نعرف معاناتهم، وهؤلاء يحتاجون إلى حل، وهذا حل عملي." وقال باور إنه لا يتوقع أن ترفض الحكومة الأسترالية تلك المبادرة: "أعتقد أن الحكومة الأسترالية ستشعر بالراحة بسبب توفير حل بناء لأشخاص لا يملكون أي حل متاح في اللحظة الراهنة."ويعمل المجلس على تحديد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة من أجل إعادة التوطين. ويركز المجلس على الذين رُفضوا من برنامج إعادة التوطين في الولايات المتحدة.
50 refugees held in offshore detention camps on Manus Island and Nauru are leaving for the US. (AAP) Source: AAP
وقال باور "هناك قيود خاصة بالولايات المتحدة تجعل من الصعب توطين بعض الأشخاص الذين عاشوا في مناطق بها حرب أهلية أو نشأوا في بلدان مثل إيران حيث تملك الولايات المتحدة قواعد ومحظورات خاصة بها."
وأضاف "هناك أعداد كبيرة من اللاجئين لا تعتبرهم الولايات المتحدة مؤهلين لإعادة التوطين لأسباب لن تراها كندا أو أستراليا أسبابا أمنية تمنع توطينهم."