تجدد أستراليا، التي انضمت بدورها إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا السويد وألمانيا وحتى الأردن، مناشدة رعاياها الـ 15 الفًا في لبنان بوجوب مغادرة الأراضي اللبنانية.
وتواصل وزيرة الخارجية بيني وونغ مناشدتها الاستراليين بالعودة فورًا، كما أكد رئيس الوزراء أنتوني البانيزي أن حركة الملاحة الجوّية ما زالت قائمة وإن اوقفت الرحلات الجوية بنسبة احدى عشرة بالمئة مع تأجيل لنصف الرحلات.
وقال ألبانيزي إن الآلاف من المواطنين الأستراليين ما زالوا في لبنان وسط تحذيرات مستمرة لهم بالعودة مع استمرار التوتر الإقليمي.
وتابع رئيس الوزراء: "لدينا بيان واضح للغاية صدر من خلال وزارة الشؤون الخارجية والتجارة، وبالنسبة للأستراليين الموجودين في الخارج، عليهم اغتنام الفرصة للعودة إلى وطنهم أستراليا، هناك خطر من أن مطار بيروت قد لا يكون مفتوحاً أمام الرحلات الجوية التجارية، وبالنظر إلى أعداد الأشخاص الموجودين هناك، ليس هناك ما يضمن أن الناس سيتمكنون من العودة إلى ديارهم عبر وسائل أخرى إذا تم إغلاق هذا المطار".
أضاف، "نقول للناس، استمعوا إلى التحذيرات ، خلال الأشهر الأخيرة رأينا الناس يواصلون الذهاب والسفر إلى المنطقة وقد حذرنا من ذلك بشكل واضح للغاية".
هذا وشهد مطار بيروت ازدحاما غير مسبوق وسط اندفاع المسافرين إلى مغادرة البلاد مع تزايد التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله.
ووصلت الزميلة آسيا الموسوي مطلع الاسبوع إلى استراليا مغادرة العاصمة بيروت، وتحدثت لمديرة البرنامج العربي سيلفا مزهر عن مشاعر القلق والريبة التي عاشتها خلال الأسبوع المنصرم في بيروت.
الموسوي التي لم تجرٍ أي تغيير على موعد رحلتها، كانت تتابع الوضع بترقّب: "غادرت في موعدي المحدد، ولكن اضطررت للانتظار ثماني ساعات في مطار بيروت وسط اكتظاظ في المطار مربك".
تابعت: "أسعار البطاقات مضاعفة، لا إمكانية لإعادة جدولة الرحلات ولا إجابة من شركات الطيران".
الموسوي التي كانت من بين آلاف الاستراليين الذين يزورون لبنان هذا الصيف، اختارت العودة فيما بقي هناك كثيرون اختاروا ان يعيشوا تفاصيل الواقع كأقربائهم.
وصفت المشهد المعقد قائلة: "انعكست حالة الحرب حذرًا على الشارع اللبناني، كنا نتجنب مناطق قد تكون مستهدفة".
"تغيرت ملامح لبنان هذا الأسبوع فالشوارع باتت فارغة وانعكست الحالة السلبية على حركة المطار مع توافد المسافرين قبل موعد السفر بسبع ساعات تخوفًا من الغاء الرحلات".
الموسوي التي تعتبر نفسها محظوظة بإمكانية التوجه الى موطن الأمان استراليا، ودّعت بيروت بحسرة كبيرة وسألت نفسها قائلة:
هل سأرى الوجوه التي اودعها؟ هل ستكون هذه الشوارع موجودة في زيارتي المقبلة؟
"نحن نعيش 11 شهرًا هنا على أمل قضاء شهر في ربوع الوطن".
بدورها شاركت زينة عيسى الموجودة حاليا في الامارات لحظات الخوف المترقّب التي عاشتها ما دفعها الى تقديم موعد سفرها قائلة: "كنا نتابع مناشدة السلطات بشكل يومي ونتواصل مع استراليين آخرين موجودين في بيروت ما خلق حالة توتر كبير".
عشنا مشاعر ثقيلة مع توجيهات العودة الفورية وكانت تذاكر السفر تختفي بسرعة ما زاد المشهد تعقيدًا
كان التخوف الأكبر الذي عاشته عيسى هو التنقل الى مطار بيروت مرورًا بالضاحية الجنوبية التي هي منطقة استهداف ما دفعها للتريث قبل تحديد موعد سفرها.
تصف زينة نبض الشارع اللبناني الذي يعيش تناقضات بين طبول الحرب وأجراس التطويب وموسيقى المهرجانات قائلة:
ينهض اللبناني كل يوم، يتّكل على الله، يتعايش مع الواقع ويكمل حياته
هذا وحذر موقع Smartraveller التابع لوزارة الشؤون الخارجية والتجارة من إمكانية إغلاق المطار وعدم تمكن الحكومة الأسترالية من تقديم المساعدة لرعاياها.
كيف كان الوضع في مطار بيروت لوجستيًا عند مغادرة زينة عيسى؟
الإجابة في الملف الصوتي أعلاه.