نصف مستشفيات غزة الـ 36 فقط ما زالت تعمل جزئيًا، فيما تعرضت معظم المستشفيات للتلف أو التدمير الجزئي، ولا يعمل سوى 38% من مراكز الرعاية الصحية الأولية.
ووفق تقرير لمنظمة الصحة العالمية فإن حوالي 25% من المصابين – أي نحو 30,000 شخص – يعانون من إصابات ستغير حياتهم وسيحتاجون إلى تأهيل مستمر.
وفي الوقت الذي باتت فبه الرعاية الصحية المتخصصة نادرة جدًا، والإخلاء الطبي إلى الخارج بطيء للغاية، باتت وتيرة انتقال الأمراض المعدية زاد سريعة وسوء التغذية في ارتفاع، ولا يزال خطر المجاعة قائمًا.
في ضوء هذا الواقع المظلم، قرر طبيب التخدير الأسترالي محمد خان، إضاءة شمعة والتوجه إلى القطاع ضمن وفد طبي أشرفت على تنسيقه الجمعية الطبية الفلسطينية في أستراليا ونيوزيلندا.
حدّثنا عن أصعب التحديات وأقساها هناك فقال: "طبيعة الصعوبات تباينت من منطقة لأخرى. في جنوب غزة كان هناك أطباء ولكن لا مرافق صحية ومواد طبية. في مستشفى شهداء الأقصى مثلاً، غرف العمليات لم تكن مهيأة لأنه كان بالأساس مخصصاً للتوليد."
أما في شمال غزة، فالوضع بدا أكثر مأساوية: "عدد المصابين هناك أكثر بكثير وعدد الأطباء أقل. كان من الصعب جداً العثور على طواقم طبية مدربة للتعام مع الكم الهائل من الإصابات جراء القصف المتواصل."
كان علينا العمل على مدار الساعة للتعامل مع الكم الهائل من الإصابات. اضطررنا لإجراء عمليات في الظلام وعلى نور الهواتفطبيب التخدير الأسترالي د. محمد خان
"بالطبع كنت قلقاً على سلامتي وسلامة المرضى والطاقم الطبي" بهذه الكلمات وصف لنا د. خان مشهداً يقف فيه الطبيب عاجزاً أحياناً عن تقديم المساعدة ولكنه يأبى إلا أن يبذل قصارى جهده لإنقاذ الحياة.
مع كل قصف طال المناطق التي عمل فيها خان، كانت "تهتز غرفة العمليات" وكما يقول فإن "الضغط النفسي لا يمكن تصوره" مشيداً بثبات أطباء غزة ومواصلتهم العمل في ظروف قاسية لأكثر من 15 شهراً.
LISTEN TO
"مبتور اليدين والقدمين": شهادة طبيب أسترالي عراقي عن واقع المستشفيات في غزة
SBS Arabic
12/06/202411:49
وتقول منظمة الصحة العالمية إنها تحتاح إلى ظروف على الأرض تسمح بالوصول إلى السكان في جميع أنحاء غزة، وتمكين تدفق المساعدات عبر جميع الحدود والمسارات الممكنة، ورفع القيود على دخول المواد الأساسية.
ووفق الأرقام الرسمية، فإن أكثر من 12 ألف مريض ينتظرون على قوائم العلاج في الخارج، حيث يحتاجون لرعاية متخصصة عاجلة غير متوفرة في القطاع.
وأوضح د. خان أن رحلة معاناة المصاب في غزة لا تنتهي بخضوعه للعملية الجراحية، إذ أن الرعاية في المرحلة اللاحقة تتطلب الحد الأدنى من الطعام الجيد ومستلزمات النظافة وهي غير متوفرة في الخيام التي يضطر الجرحى للعودة إليها بعد انقضاء فترة إقامة قصيرة في المستشفى بسبب الضغط الهائل على المرافق الصحية شبه المنهارة.
عاد الطبيب والأب لأربعة أطفال إلى أستراليا والذاكرة مثخنة بجراح لم تفارقه. ماذا يقول لزملائه الفلسطينيين في القطاع وماذا تعلم من هذه التجربة؟ المزيد في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على