بيّنت آخر الأرقام الصادرة عن وزارة الهجرة وحماية الحدود أن عدد الأشخاص الذين حصلوا على تأشيرة الحماية خلال العام المالي 2018/2019 لم يتخطّ 1650 شخصاً. ويشكّل هذا الرقم 11% فقط من إجمالي عدد طلبات الحماية التي تمّ التقدم بها خلال هذه الفترة.
وتختلف تأشيرة الحماية عن غيرها من التأشيرات الإنسانية أنه يتم التقدم بها من داخل أستراليا، وعادة ما يكون المتقدّم قد دخل البلاد على تأشيرة مؤقتة فيتقدّم بطلب البقاء في أستراليا بسبب عدم قدرته على العودة إلى بلاده، لأسباب تتعلق بانتمائه إلى اقلية مضطهدة أو معرضة للخطر.
وأتت الجنسية الايرانية في المرتبة الأولى من حيث الأشخاص الذين حصلوا على تأشيرات الحماية (285) تليها الجنسية العراقية بحيث تمّ قبول طلب 271 عراقياً للحصول على الحماية في أستراليا. وحلّت سوريا في المرتبة الثامنة مع إعطاء الحماية ل54 سوريا فقط.
وبالرغم من أن الجنسية الليبية أتت في المرتبة الخامسة من حيث عدد الحاصلين على تأشيرة الحماية إلا أن نسبة قبول طلبات الليبيين كانت الأولى على اللائحة بحيث تم اعطاء تأشيرة الحماية لـ93% من الذين تقدموا من حاملي الجنسية الليبية. اما في المرتبة الثانية من حيث نسبة القبول فأتت أفغانستان (83%) تليها ايران (79%). وأتى العراق في المرتبة الرابعة إذ تم قبول طلب 71% من العراقيين الذين تقدموا على تأشيرة حماية العام الماضي.
وكان لافتاً التراجع الكبير في نسبة قبول طلبات الصينيين للحماية والتي لم تتخطّ 4%.
A man arrives at the Department of Immigration and Border Protection offices in Sydney, Thursday, April 20, 2017. Source: AP
خبيرة الهجرة واللجوء المحامية ايفا عبد المسيح أشارت أنه "لطالما كان هناك محاولات للغش في المستندات والمعلومات المقدمة لمحاولة القدوم إلى استراليا غير أن قوات حماية الحدود قامت مؤخراً، وبعد قطع الطريق على القوارب غير الشرعية، بتكثيف عملياتها في المطارات الدولية لضبط الأشخاص الذين يحملون وثائق مزوّرة أو الذين أعطوا معلومات كاذبة أثناء تقديم الطلب".
وأضافت ايفا: "حتى بعد حصول الشخص على التأشيرة والموافقة الرسمية للقدوم إلى أستراليا يمكن للسلطات أن تلغي هذه التأشيرة إذا شعرت أن هناك تناقض في المعلومات والوثائق المقدّمة".
وبحسب صحيفة الأستراليان، بلغ عدد الأشخاص الذين تم ضبطهم في المطارات الدولية وهم يحاولون القدوم إلى أستراليا من دون الوثائق القانونية 387 شخصاً خلال العام المالي 2018/2019 مقارنة بـ205 أشخاص عام 2017/2018 أي بزيادة تبلغ 89%.
أما الأشخاص الذين قامت شركات الطيران بإجبارهم على مغادرة الرحلة بناء على توصيات قوات حماية الحدود الأسترالية فبلغ عددهم 1343 شخصاً خلال العام الماضي مقابل 555 شخصاً في العام الذي سبقه أي بزيادة تبلغ 142%.
وهنا تشير ايفا أن "موظفي شركات الطيران عليهم مسؤولية التأكد من أن التأشيرات للدخول إلى أستراليا هي صحيحة ودقيقة وإلا قد يكلّف الأمر شركة الطيران غرامة كبيرة جداً".
حتى أن الحكومة ردّت على ادعاءات حزب العمال السابقة بأن عدد طالبي اللجوء الذين وصلوا عبر الجو تزايد في عهد الائتلاف. غير أن الحكومة أنكرت الأمر مشيرة إلى أن 0.25 % فقط من الاشخاص الذين وصلوا الى أستراليا جوًا طالبوا بالحصول على الحماية. وهنا تشير خبير الهجرة أن" 10% من هؤلاء فقط تم قبول طلباتهم للبقاء في أستراليا إذ رفضت الحكومة نحو 90% من هؤلاء".
وتسمح تأشيرة الحماية لأصحابها بالعيش والعمل والدراسة في استراليا لوقت غير محدود كما تسمح لهم بكفالة أفراد عائلاتهم للقدوم إلى أستراليا، ولكن لا يستطيع الفرد الحصول عليها إذا لم تتوفر فيه شروط تصنيفه كلاجئ.
استمعوا إلى اللقاء الكامل مع خبيرة الهجرة واللجوء المحامية ايفا عبد المسيح من خلال الضغط على التدوين الصوتي أعلاه