هي أسئلة تخطر ببال كل منا، فبين وطن أم قد تكون الظروف الاجتماعية، الاقتصادية أو الأمنية قادتنا لمغادرته، ووطن جديد فتح ذراعية مرحباً بنا ووفر لنا سبل العيش الكريم، يبقى الشعور بالانتماء مسألة معقدة ليس بها بالضرورة إجابة واحدة.
"شعور الانتماء بين الجماهير متعددة اللغات في أستراليا" كان عنوان تقرير أجرته SBS منذ عامين بعدة لغات من بينها اللغة العربية وقدم رؤى جديدة حول شعور الجاليات متعددة الثقافات بالانتماء واستعدادهم للمشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية في أستراليا.
سلط التقرير الضوء على ارتباط وثيق بين تمثيل الأخبار للمجتمعات متعددة اللغات في وسائل الإعلام، وبين تعزيز شعورهم بالانتماء في المجتمع.
الجماهير التي ترى نفسها ممثلة في الأخبار التي تقدمها وسائل الإعلام مثل SBSتشعر بإحساس أقوى بالانتماء مقارنةً بالجماهير التي لا تجد تمثيلاً كافياً لها في الأخبار بشكل عام.
وبحسب البحث، كان من المثير أن نجد أن الأشخاص الذين يشعرون بأنهم جزء من المجتمع الأسترالي، هم أكثر استعداداً للمشاركة في القضايا الاجتماعية والسياسية، فهم يميلون لأن يكونوا أكثر اطلاعاً على القضايا المهمة التي تواجه البلاد، كما أنهم يُبدون رغبة أكبر في الانخراط في النقاشات العامة.
وعلى النقيض، أولئك الذين لا يشعرون بالانتماء يبدون عزوفاً عن المشاركة في هذه النقاشات، ما يعكس أهمية وسائل الإعلام في تعزيز المشاركة المجتمعية من خلال توفير تمثيل مناسب للمجتمعات المتنوعة.
من جانب آخر، قدمت هذه الدراسة نتائج مهمة حول الوقت الذي يستغرقه المهاجرون ليشعروا بالانتماء الكامل إلى المجتمع الأسترالي، والمفاجأة التي كشفها التقرير هي أن هذا الشعور قد يستغرق ما يصل إلى عشر سنوات، وهي فترة طويلة تُظهر أن الانتماء ليس مجرد حالة عاطفية، بل عملية معقدة قد تحتاج إلى وقت طويل كي تتطور.
تحدثنا مع المهاجرة العراقية، شيرين السهيري، والتي وصلت إلى أستراليا في الثاني والعشرين من نيسان أبريل في عام 2011.
LISTEN TO
"أهديها لعائلتي وللجالية العربية": المصري الأسترالي باسيليوس مرقس يحظى بميدالية أستراليا OAM
SBS Arabic
03/02/202510:21
عن البدايات قالت لنا: "قبل أن نحصل على تأشيرتنا لاستراليا، كنا قد حصّلنا حق اللجوء إلى ألمانيا والولايات المتحدة ولكنني كنت قد قرأت عن أستراليا وتعدديتها الثقافية فجئنا إلى هنا. أختي أيضاً كانت سبقتني إلى سيدني."
خرجت شيرين وعائلتها من بغداد في عام 2005 متوجهة إلى سوريا: "الناس هناك طيبين واستقبلونا أفضل استقبال. عندما حان وقت الذهاب إلى أستراليا، انتباني شعور غريب فأنا مسافرة إلى المجهول ولا أعلم ما ينتظرني هناك بالضبط."
"لمست من الأستراليين تعاملاً لبقاً وطيبا" بهذه الكلمات وصفت انطباعها الأول عن أستراليا، مؤكدة أنها لم تشعر "بغربة عميقة."
ولكن في ذات الوقت أقرّت شيرين بالصعوبات التي تمكنت من تجاوز معظمها بتعلم اللغة: "انخرطت في دروس اللغة الانجليزية في معهد نافيتاس وهناك تعرفت على ناس من ثقافات مختلفة وشجعني الأساتذة على استخدام اللغة الإنجليزية حتى إن أخطأت وأكدوا لي أن الناس سيبذلون جهداً لمحاولة فهم ما أريد أن أقول."
النقطة الفاصلة في مسيرة شيرين في الوطن الجديد كانت بحصولها على الجنسية الأسترالية والتي ثبتت "شعورها بالانتماء إلى الوطن الجديد في بلد متعدد الثقافات."
استمعوا إلى قصة المهاجرة شيرين السهيري في الملف الصوتي أعلى الصفحة.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على