تدرس بيرث ايضًا فكرة إعادة تدوير مياه الصرف الصحي، ولكن على عكس سيدني، لا تتمتع عاصمة غرب أستراليا بالقدرة على الوصول إلى السدود الكبيرة، بل تعتمد بدلاً من ذلك على المياه الجوفية.
مع تزايد التحديات التي تواجه أمن المياه على مستوى العالم، تدرس نحو 60 مدينة خيار اعادة تدوير مياه الصرف الصحي. وينظر العالم الى سنغافورة كنموذج لاستغلال مياه الصرف الصحي لحل ازمة شح المياه. بدأت المدن في جميع أنحاء العالم ومنذ أكثر من خمسين عامًا، شرب مياه الصرف الصحي المعاد تدويرها بأمان، من لوس أنجلوس إلى برشلونة وكيب تاون، ومع ذلك، لم تتخذ سوى مدن أسترالية قليلة هذه الخطوة. ولكن مع تغير المناخ والطفرة السكانية التي تضع إمدادات المياه تحت الضغط، يقول الخبراء إن هذا قد يكون حلاً مستقبليًا للمدن الأسترالية.
استهل الأخصائي في الكيمياء الفيزيائية والهندسة البيئية مداخلته عبر برنامج "صباح الخير استراليا" بالإضاءة حول ناقوس خطر التغيرات المناخية اذ يقول:
"التغيرات المناخية تسبب الجفاف، وانخفاض مستوى المياه، ما يحث العالم للبحث عن بدائل منها تحلية مياه البحر التي تتطلب كلفة عالية لإعادة تدوير لمياه الصرف الصحي، وتخزين مياه الأمطار.
وحول النتائج الأولية محليًا وعالميًا حيال إعادة تدوير المياه والتقنيات المعتمدة، أوضح د. ريما قائلًا:
"التقنيات المعتمدة تتراوح بين الفلترة والفصل، التفاعلات الكيميائية لإزالة الملوثات والمعالجة البيولوجية".
وفيما تنطلق سيدني بتجربة مثيرة لحل ازمة المياه، يرى د. ريما أن المسيرة معقدة، طويلة ومكلفة ,ان الاختبارات تجرى حيال مدى جودة استهلاك مياه الصرف الصحي بعد اعادة تدويرها وتنقيتها اذ يقول:
" حاليًا تتم تهوئة المياه في سيدني بعد عزل الأوحال. وهناك محاولات جدية لإعادة تدوير مياه الصرف الصحي، ولكن المعالجة البيئية والكيميائية معقدة كثيرا، تتطلب أوقاتا كثيرة ومكلفة جدا وقد لا تكون آمن للشرب الا بعد جهود حثيثة وطويلة".
المخترع اللبناني الذي يحوّل النفايات إلى فحم ويعالج مياه الصرف الصحي ليجعلها صالحة للشرب في أستراليا، توقف بإسهاب عند براءة اختراع يملكها منشورة تحت عنوان Generation of free radicals والتي من خلالها تتم عملية إعادة تدوير المياه عبر تقنية توليد الجزيئيّات الحرّة التي تعمل على إزالة الملوثات من المياه بالإضافة الى الطرق التحليلية والتطهير البكتيري والتدمير التأكسدي للمواد الكيميائية العضوية، اذ يقول:
هذه التقنية السريعة، وخلال 30 دقيقة، تصبح المياه جاهزة للشرب، وعلى العالم أن يستفيد من هذا الاختراع
على صعيد آخر، تصرّ السلطات الصحية على أن مياه الشرب في نيو ساوث ويلز آمنة على الرغم من اكتشاف مواد كيميائية قد تسبب السرطان في إمدادات المياه في عدد من المواقع فيما وتصاعدت دعوات تطالب أستراليا بخفض كمية المواد الكيميائية المسموح بها في مياه الحنفية بشكل كبير بعد أن تم اعتبارها مسرطنة. وعمّا اذا كان تخوف الناس محق ام مبالغ فيه، أجاب د. ريما:
" أجريت عدة تحاليل على المياه التي تصل إلى المنازل لقياس مستوى مادة THM التي تنتج عن معالجة المياه، وأتت النتائج مقلقة إذ إن هذه المادة المسرطنة متوفرة أعلى من المستوى المقبول بعشر مرات"،
يجب ألا تشرب مياه الشفة مباشرة في المنازل دون التخلص من هذه المادة
وتابع موضحًا:
" هناك حاجة لتحديث للبنى التحتية وصيانة شبكة الأنابيب والخزانات الجوفية بشكل دوري، ويجب أن يعاد النظر في كيفية استهلاك المياه في المنازل والتركيز على الترشيد استهلاك المياه".
هذا ومن المتوقع أن تشهد سيدني ارتفاعًا كبيرًا في فواتير المياه بنسبة 50% بحلول عام 2029، حيث ستبدأ الزيادة بمعدل 18% في يوليو 2025. تأتي هذه الزيادة لتغطية تكاليف إصلاح البنى التحتية القديمة ودعم مشاريع الإسكان الجديدة في المناطق النامية. كيف هو واقع البنى التحتية لمصلحة مياه سيدني؟
الإجابة مع د. جميل ريما في الملف الصوتي أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على وعلى القناة 304 التلفزيونية.
