مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات ومصدر أمني لبناني يؤكد استهداف قيادي كبير في حزب الله

أعلنت الإمارات الأحد أنها أوقفت ثلاثة مشتبه بهم بعد مقتل حاخام إسرائيلي-مولدافي في واقعة وصفتها إسرائيل بأنها "هجوم إرهابي معاد للسامية".

Lebanon Israel

Flames and smoke rise form an Israeli airstrike on Dahiyeh, in the southern suburb of Beirut, Lebanon, Sunday, Oct. 20, 2024. (AP Photo/Hussein Malla) Source: AP / Hussein Malla/AP

عثرت السلطات الإماراتية الأحد على جثة زفي كوغان (28 عاما) بعدما فقد أثره منذ الخميس في الإمارات حيث كان يقيم، ما أثار سخطا في إسرائيل.

وأعلنت وزارة الداخلية الإماراتية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية أن "السلطات الإماراتية المختصة تمكنت في وقت قياسي من إلقاء القبض على الجناة في حادثة مقتل" كوغان.

ولم تقدم الداخلية الإماراتية تفاصيل عن الموقوفين، لكنها قالت إنه "سيتم الإعلان عن كافة ملابسات الحادثة بعد الانتهاء من التحقيقات".

وحتى قبل إعلان توقيف المشتبه بهم، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان مشترك أن مقتل كوغان "عمل شنيع من أعمال الإرهاب المعادية للسامية"، مشيرين إلى أن إسرائيل ستبذل قصارى جهدها "حتى تتحقق العدالة ويُحاسب المسؤولون عن مقتله".

وقال نتانياهو في مستهل اجتماع الحكومة الأسبوعي الأحد "تم تنفيذ هذه الجريمة في الإمارات العربية المتحدة. إن قتل مواطن إسرائيلي ومبعوث حاباد هو هجوم إرهابي بشع معاد للسامية".

وأضاف "ستستخدم دولة إسرائيل كل الوسائل، وستتعامل مع هؤلاء القتلة ومن أرسلوهم إلى أقصى حد يسمح به القانون، لن يفلت منهم أحد".

أعلن مكتب نتانياهو السبت أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، يحقق في اختفاء كوغان في الإمارات، مشيرا إلى شبهة "إرهابية"، دون أن يقدم أدلة.

والإمارات هي إحدى الدول العربية التي طبّعت العلاقات مع إسرائيل بموجب "اتفاقات أبراهام" التي رعاها دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى.

من جهته، قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ عبر حسابه على منصة إكس إن حادثة مقتل كوغان "تذكرنا بوحشية أعداء الشعب اليهودي" شاكرا للإمارات "تحركها السريع".
من جانبه، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مقتل كوغان بأنه "جريمة معادية للسامية جبانة".

وشدد كاتس على أن إسرائيل "لن تصمت حتى يدفع المسؤولون عن هذا العمل ثمن أفعالهم".

وأكد نتانياهو التعاون مع الإمارات وقال "سنعزز العلاقات بيننا في مواجهة محاولات محور الشر للإضرار بعلاقة السلام بيننا".

وأضاف "ندعمهم وسنعمل على تعزيز الاستقرار الإقليمي".

وجددت إسرائيل تحذيرها للإسرائيليين بتجنب السفر غير الضروري إلى الإمارات ونصحت مواطنيها الموجودين في هذا البلد باتخاذ احتياطات إضافية.

ونددت الولايات المتحدة الأحد بمقتل كوغان، واعتبر البيت الأبيض أن مقتله "جريمة مروعة".

وكتب المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض شون سافيت في بيان "هذه جريمة مروعة ضد كل من يدافعون عن السلام والتسامح والتعايش. كما أنها هجوم على الإمارات العربية المتحدة ونبذها للتطرف العنيف".

كان كوغان مبعوثا لحركة حاباد لوبافيتش الحسيدية، وهي حركة متشددة ومتزمتة تهدف إلى تعزيز الهوية اليهودية وتقريب اليهود من عقيدتهم، ولا سيما من خلال مراكزها المجتمعية.

وأكدت حركة حاباد الإسرائيلية عبر حسابها على منصة إكس مقتل كوغان وقالت "عثِر على جثته في وقت باكر صباح الأحد وتم إخطار عائلته".

وأعربت الحركة عن "بالغ الألم" لمقتل مبعوثها بعد "اختطافه الخميس".

على صعيد آخر، اندلعت اشتباكات بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان الأحد، في وقت كان الجيش الإسرائيلي ينفذ سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب اللبناني الذي أطلق من جهته نحو 250 مقذوفا باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وحض مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد من بيروت على "وقف فوري للنار" بين حزب الله وإسرائيل.

وغداة غارات إسرائيلية جديدة دامية في لبنان ولا سيما في قلب العاصمة بيروت، أعلن حزب الله الأحد أنه أطلق مسيّرات وصواريخ ضد أهداف عسكرية في تل أبيب وأسدود بجنوب إسرائيل.

في إسرائيل، أكد الجيش أن حزب الله أطلق حوالى 250 مقذوفا من لبنان نحو شمال إسرائيل ووسطها، مشيرا إلى إطلاق صفارات الإنذار من الصواريخ خصوصاً في ضواحي تل أبيب الكبرى، وإلى اعتراض عدد من الصواريخ، متحدثا عن أضرار في بيتح تكفا.

في الأثناء، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية إضافية على ضاحية بيروت الجنوبية الأحد بعد إصداره إنذارا بإخلاء بعض مناطقها، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية.
وفي وقت سابق، ذكرت الوكالة أن "الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارتين عنيفتين على الضاحية الجنوبية لبيروت - منطقة الكفاءات".

وقرّرت الحكومة اللبنانية مساء الأحد تعليق التدريس الحضوري في كلّ المدارس والمعاهد والجامعات، الرسمية والخاصة، في العاصمة بيروت والمناطق القريبة منها، يوم الاثنين والاستعاضة عنه بالتعليم عن بُعد، كما قررت إتاحة خيار التعليم عن بُعد حتى نهاية العام الحالي، بسبب "الأوضاع الخطرة الراهنة" الناجمة من الغارات الإسرائيلية.

كما تحدثت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية عن قتال عنيف في الكثير من المناطق الجنوبية، مع إعلان حزب الله تدمير ست دبابات ميركافا إسرائيلية الأحد، خمس منها في بلدة البياضة الساحلية الاستراتيجية.

من جانبه، أعلن الجيش اللبناني مقتل أحد جنوده وإصابة 18 آخرين، جروح بعضهم خطرة، بهجوم إسرائيلي على موقعهم بجنوب لبنان.

وقال بوريل بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري "نرى سبيلا واحدا للمضي قدما: وقف فوري للنار، وتطبيق كامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701" الذي أرسى وقفا لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل عام 2006.

ينصّ القرار الدولي 1701 على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.

ويعني القرار ضمنا انسحاب حزب الله من المنطقة الحدودية، لكن أيضا انسحاب الجنود الإسرائيليين الذين يشنون هجوما بريا في جنوب لبنان منذ 30 أيلول/سبتمبر.

تقول إسرائيل إنها تريد تحييد خطر حركة حماس الفلسطينية وإضعاف حزب الله اللبناني، حليفَي عدوتها اللدودة إيران، وقد تعهدت تدمير حماس بعد هجومها غير المسبوق على أراضيها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي أشعل فتيل الحرب في غزة وقاد حزب الله لفتح جبهة "إسناد" للقطاع غداة بدء الحرب.

بعد عام من القصف المتبادل عبر الحدود وبعد إضعاف حماس في غزة، نقلت إسرائيل مركز ثقل عملياتها إلى لبنان عبر شن حملة قصف مكثفة اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر على معاقل حزب الله.

وتقدر وزارة الصحة اللبنانية أن ما لا يقل عن 3754 شخصا قتلوا في البلاد منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، معظمهم منذ أيلول/سبتمبر هذا العام.
وقالت الأحد إن 84 شخصا قتلوا بغارات إسرائيلية في أجزاء مختلفة من البلاد في اليوم السابق، بينهم 29 بغارة استهدفت منطقة البسطة وسط بيروت.

على الجانب الإسرائيلي، قُتل 82 عسكريا و47 مدنيا خلال 13 شهرا.

وحذّر بوريل الأحد من أن لبنان بات "على شفير الانهيار" بعد شهرين من المواجهة المفتوحة بين حزب الله وإسرائيل، مشددا على أنه "ينبغي زيادة الضغط على الحكومة الإسرائيلية ومواصلة الضغط على حزب الله للقبول بالمقترح الأميركي لوقف النار".

كان المبعوث الأميركي آموس هوكستين ناقش الاقتراح المكون من 13 نقطة والذي يدعو إلى هدنة لمدة 60 يوما ونشر الجيش اللبناني في جنوب البلاد، خلال جولته المكوكية في وقت سابق الأسبوع الماضي بين لبنان وإسرائيل.

لكن لم تُعلَن أي نتائج بعد جولته، بل تسارعت وتيرة الضربات الإسرائيلية، خصوصا ضد معاقل حزب الله بلبنان.

وقال بوريل خلال مؤتمر صحافي "في أيلول/سبتمبر، كنت هنا وكان لدي أمل بإمكان تفادي حرب مفتوحة تشنّها إسرائيل على لبنان".

من جهته، ندّد ميقاتي بالاستهداف الإسرائيلي للجيش اللبناني، معتبرا أنه "يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتعزيز حضور الجيش في الجنوب وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701".

في قطاع غزة المحاصر والمدمر، قُتل 11 فلسطينيا بينهم أطفال في غارتين إسرائيليين استهدفتا منزلين بمخيمي البريج والمغازي في وسط قطاع غزة وقصف مدفعي في شمال القطاع، وفق الدفاع المدني. 

وأصيب مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية بشظايا بظهره وفخذه الأيسر في هجوم ليلي بمسيّرة على المنشأة الطبية الواقعة بشمال القطاع الفلسطيني، حسب المصدر نفسه.

وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أن مسيّرات إسرائيلية ألقت "قنابل متفجرة سقطت في ساحة وعلى مبنيي الاستقبال والجراحة في مستشفى كمال عدوان".

مستشفى كمال عدوان من آخر المستشفيات التي لا تزال تعمل جزئيا في القطاع الفلسطيني الذي يشهد كارثة إنسانية.

ردا على هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنت إسرائيل هجوما عسكريا مدمرا على غزة خلف ما لا يقل عن 44211 قتيلا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

أدى هجوم حماس إلى مقتل 1206 أشخاص، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية، بينهم رهائن قتِلوا أو ماتوا في الأسر. كما خطِف في الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم رهائن في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش موتهم.

وفي مؤتمر صحافي نظمه رهائن سابقون كانوا في غزة، قالت راز بن عامي التي لا يزال زوجها محتجزا "حان وقت إعادتهم سريعا، لأن لا أحد يعرف من سينجو من الشتاء في الأنفاق".

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على  و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك
نشر في: 25/11/2024 4:09pm
المصدر: SBS