كنت أعتقد أن الأبوة الجيدة ترتبط بتوفير الأمان المالي... لكنني كنت مخطئاً

لطالما كان ستيفن يعتقد أن تكون أبًا جيدًا يعني توفير الأمان المالي لعائلتك. هذه الفكرة كانت محورية في حياته، حتى دفعته إلى الغرق في ساعات العمل الطويلة والقلق المستمر. لكن ما لم يكن يدركه حينها هو أن الأبوة لا تقتصر فقط على توفير المال، بل على تقديم الدعم العاطفي والوجود الكامل في حياة أبنائه.

A man wearing a black shirt stares off into the distance. Trees are behind him.

Stephen used guilt as a catalyst to prioritise his relationship with his children. Source: Supplied

يقول ستيفن: منذ اللحظة التي أصبحت فيها أبًا لطفلين جميلين، بدأ الشعور بالذنب يرافقني بشكل يومي. المجتمع يرى الأب كمعيل وحامٍ للأسرة، وهو ما رسخ في ذهني فكرة أن العمل الشاق والمستمر هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل جيد لعائلتي. كنت مهووساً بالخوف من المستقبل: ماذا لو فقدت وظيفتي؟ كيف سأوفر لأولادي ما يحتاجون إليه؟


رغم أن نواياي كانت صافية، إلا أن هذا التركيز على العمل كان له عواقب غير متوقعة. مع مرور الوقت، أدركت أنني ضحيت بالكثير من لحظات الحياة الأسرية من أجل تحقيق الاستقرار المالي.

تضحيات جسيمة في حياتي العائلية

كنت أعتقد أنني أؤمن لعائلتي الأمان، ولكنني في الحقيقة كنت أفتقر إلى تقديم الأمان العاطفي. كانت ساعات العمل الطويلة تحتل كل وقتي، ولم يكن لدي وقت كافٍ للجلوس مع أولادي أو التفاعل معهم بشكل هادئ. حتى في أوقات اللعب، كان عقلي مشغولاً بالقلق حول العمل، مما جعلني غائبًا عن الحضور العاطفي في حياتهم.



لم يقتصر تأثير ذلك على علاقتي مع أولادي فحسب، بل امتد أيضًا إلى زواجي. انشغالي المستمر بالكسب المالي والمستقبل المجهول دفعا بعلاقتي الزوجية إلى التدهور. في النهاية، تباعدنا بشكل تدريجي حتى انتهت العلاقة.

كيف دفعني الفشل إلى البحث عن التغيير

بعد الانفصال، أصبح الذنب هو رفيقي الدائم. كنت أشعر بالفشل لأنني لم أتمكن من الحفاظ على تماسك أسرتي. ولكن، بدلاً من السماح لهذا الذنب أن يستهلكني، قررت أن أستخدمه كحافز للتغيير. أردت أن أصبح أباً أفضل، وألا أكرر الأخطاء التي ارتكبتها.



في هذه الفترة العصيبة، أدركت أنني لم أكن وحيداً في هذه المعاناة. كان هناك العديد من الآباء الذين يواجهون نفس الضغوط ويشعرون بالعزلة. ولذلك، قررت أن أبحث عن الدعم وقررت الاستثمار في نفسي من أجل تحسين حياتي كأب.

إطلاق "مجتمع الآباء": إيجاد الدعم والمجتمع في أوقات الصراع

خلال رحلتي نحو التغيير، لاحظت فجوة كبيرة في المجتمع وهو غياب الدعم العاطفي للآباء، خاصة أولئك الذين يمرون بتجارب الانفصال وكان من الواضح أن هناك حاجة ماسة إلى مكان آمن حيث يمكن للآباء أن يتبادلوا تجاربهم دون خوف من الحكم.



ومع مرور الوقت، بدأ "مجتمع الآباء" في التبلور. كان الاستقبال حافلاً، مما دفعني إلى اتخاذ خطوة جريئة وترك عملي لتركز بالكامل على هذا المجتمع الحيوي. أصبح هذا المجتمع مكاناً لتقديم الدعم والراحة للآباء الذين يعانون من الشعور بالذنب والخجل، ويواجهون تحديات صحية ونفسية.

A dad with his two young children lying on the grass together. They are smiling.
Stephen says time with this children is precious. Source: Supplied

الذنب يتحول إلى قوة دافعة للتغيير

اليوم، أصبح الذنب الذي كان يلاحقني في الماضي هو القوة المحركة التي تدفعني للتطور والنمو الشخصي. من خلال عملي في "مجتمع الآباء"، أتمكن من أن أكون أبًا أفضل، وأبني علاقة أقوى مع أولادي، وأحدث تأثيراً إيجابياً في المجتمع.



في عالمنا المعاصر، تتعدد الأدوار التي يتعين على الرجل لعبها: الأب، الشريك العاطفي، القائد في العمل، الصديق المخلص، الموظف المتفاني، وغير ذلك من الأدوار. لكننا ننسى أحيانًا أن نكون حاضرين عاطفيًا في حياتنا الأسرية. وهنا يأتي دور المجتمع، الذي يوفر الدعم والمساندة من خلال تبادل الخبرات مع الآخرين.


لقد تحولت من شخص كان يعيش في الخوف من الفشل إلى شخص يستخدم تجربته الشخصية ليكون قدوة للآخرين
A dad with his two young children at the beach.
Stephen has analysed his parental guilt and tries to help others process theirs. Source: Supplied

أشعر بامتنان للتحديات التي مررت بها لقد علمتني أن الذنب ليس عقبة بل بوصلتي الأخلاقية التي توجه سلوكي وتساعدني في تحسين نفسي.

للاستماع إلى أحدث التقارير الصوتية والبودكاست، اضغطوا على 

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و

اشتركوا في لتشاهدوا أحدث القصص والأخبار الأسترالية.

شارك
نشر في: 6/11/2024 4:16pm
By Stephen Hirst
تقديم: George Gharam
المصدر: SBS