الحكومة تسعى لترحيل 50,000 طالب لجوء بعد رفض طلباتهم

حذر خبراء قانون الهجرة من التعجل في ترحيل طالبي اللجوء الذين وصلوا عبر الجو بعد أن كشفت الأرقام الجديدة عن وجود ما يقرب من 50,000 شخص ممن رُفضت طلباتهم داخل أستراليا

The number of people who have had their claims rejected after arriving by air increased to nearly 50,000.

The number of people who have had their claims rejected after arriving by air increased to nearly 50,000. Source: AAP

حذر المحامون الحكومة من تسريع إجراءات ترحيل طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى أستراليا جوا، ورُرفضت طلباتهم. وقال خبراء الهجرة إن العدد الكبير من طالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم قد يتحول إلى "كارثة خارجة عن السيطرة".

وكانت الحكومة قد كشفت في نهاية شهر يناير كانون الثاني الماضي أن عدد طالبي اللجوء الذين وصلوا جوا وتم رفض طلباتهم وصل إلى 50,000 شخص ما زالوا موجودين في أستراليا.

بينما ينتظر 37,913 شخصا آخرين وصلوا جوا وقدموا طلبات لجوء أيضا، البت في طلباتهم. ورغم قيام أستراليا بالقضاء على ظاهرة قوارب اللاجئين، إلا أن طالبي اللجوء ما زالوا يتدفقون عبر المطارات.


 النقاط الرئيسية: 

  • تزايد كبير في أعداد طلبات اللجوء من المسافرين إلى أستراليا جوا
  • العمال يتهم الحكومة بضعف إجراءات حماية الحدود 
  • الحكومة ترفض ادعاءات المعارضة وتقول إنها تواجه الأزمة
ومع زيادة أعداد القضايا المنظورة أمام المحاكم ووزارة الهجرة والأمن الداخلي، حذر خبراء من التسرع في اتخاذ أي خطوات دون دراسة متأنية.

وقال الدكتور دانيال غزيلباش من جامعة ماكواري إن تسريع عملية ترحيل من رُفضت طلباتهم لتصفية القضايا المتراكمة قد يقوض نزاهة النظام: "ما زال قطاع كبير من هؤلاء الناس يواجه الملاحقة."

وأضاف "لو اعتبرنا أننا بحاجة إلى رد عاجل، سيؤدي ذلك إلى رد متسرع قد يعني جعل الأمور أكثر سوء من ناحية الكفاءة والعدالة."
Macquarie University's Dr Daniel Ghezelbash.
Macquarie University's Dr Daniel Ghezelbash. Source: Macquarie University
وعادة ما يأتي طالبي اللجوء من دول يملك مواطنوها القدرة على الحصول على تأشيرات سياحية إلى أستراليا، حيث أن أغلب الطلبات مقدمة من الهند والصين وماليزيا.

وهناك الآن نحو 64,391 في انتظار الترحيل بالمقارنة بنحو 46,142 شخص في نوفمبر كانون الثاني الماضي، حيث رحلت الحكومة أقل من درزينتين خلال الشهر الماضي. وارتفع عدد الأشخاص الذين ينتظرون البت في طلبات اللجوء الخاصة بمقدار 2,468 منذ نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي، وبمقدار 1,136 منذ ديسمبر كانون الأول الماضي.

وانتقد حزب العمال مدى فاعلية إجراءات حماية الحدود التي تطبقها الحكومة، مع ارتفاع أعداد طالبي اللجوء الذين يصلون عبر الجو. وقالت المعارضة إن البيانات تظهر أن مهربي البشر يستغلون النظام الحالي لاستغلال العمال ونقلهم بالطائرات إلى أستراليا بسبب ضعف الحكومة الحالية.
لكن القائم بأعمال وزير الهجرة آلان تادج رفض تلك الاتهامات وأصر على أن الحكومة تواجه أعداد طلبات اللجوء المتزايدة التي تصلها من دول بعينها مثل ماليزيا.

وقال تادج "أستراليا لديها واحد من أكثر البرامج الإنسانية سخاء في العالم ونقوم بتوطين آلاف الناس الذين يعانون من ظروف مأساوية سنويا." وأضاف "للاسف فإن البعض يحاول استغلال التزاماتنا الدولية بتقديم طلبات لجوء من داخل أستراليا، دون أساس من الصحة."

مؤكدا "هذا الأمر ليس جديدا، ولا يقتصر حدوثه على أستراليا فقط."
Acting Immigration Minister Alan Tudge.
Acting Immigration Minister Alan Tudge. Source: AAP
ويمكن لمقدمي طلبات اللجوء أن يخوضوا معارك قضائية تستمر لسنوات في أستراليا قبل ترحيلهم من البلاد. وقالت حكومة موريسون إن هؤلاء الناس يتعمدون خوض المعارك القضائية حتى نهايتها لإطالة فترة إقامتهم في أستراليا قدر الإمكان.

وعلى عكس لاجئي القوارب، فإن القادمين عبر الجو، يحصلون على فيزا انتقالية بمجرد مغادرتهم المطار والتي تسمح لهم بالعمل لحين انتهاء النظر في طلباتهم في جميع درجات التقاضي. أما من يتم توقيفهم قبل مغادرة المطار فإنهم عادة ما يتم وضعهم في حجز الهجرة قبل حصولهم على تأشيرة حماية مؤقتة والتي تضمن حق العمل أيضا.
وقالت المتحدثة باسم شؤون الهجرة في حزب العمال كريستينا كينيلي إن العدد المتزايد من الواصلين بالطائرات لطلب اللجوء يعكس عمليات استغلال العمال المعقدة التي ينظمها مهربو البشر.

وقالت إير كي وانغ من جامعة أستراليا الوطنية إن معنى وجود 50,000 شخص في انتظار الترحيل، أنهم قد استنفذوا كل فرصهم أمام القضاء والمحاكم الإدارية ودائرة الهجرة. وقالت "السبب الرئيسي لهذا الوضع هو العدد الكبير من القضايا، فلا يمكنك تطوير النظام أكثر من حد معين." وأضافت "القانون يسمح لهم بالسفر إلى أستراليا ثم العمل ثم طلب اللجوء."

وأكدت أن هذا لا يمكن تغييره: "يمكن أن تحسن مدى الفاعلية ولكن هذه حقوق رئيسية يضمنها الدستور ولا يمكن إلغاؤها."
Opposition Home Affairs spokeswoman Kristina Keneally.
Opposition Home Affairs spokeswoman Kristina Keneally. Source: AAP
وسجلت أستراليا انخفاض عدد تأشيرات الحماية التي قدمها مواطنين من ماليزيا بمقدار 19 في المائة وبمقدار 16 في المائة للصينيين خلال أو ستة أشهر من 2019/2020.

وقال الدكتور غزيلباش إن الحكومة الفيدرالية قررت أن فوائد وجود تأشيرات "مجانية وسهلة" لمواطني تلك الدول تتجاوز بكثير الحاجة إلى حملة صارمة ضد تلك الممارسات. وأضاف أنه بالفعل طلبات اللجوء تستغرق وقت ولكن هذا يعود لسبب مهم وهو ضمان أن لا يتم إرسال طالبي اللجوء إلى أماكن يواجهون فيها إيذاء أو ملاحقة.

وقال الدكتور غزيلباش "يمكننا أن نتحسن؟ بالطبع يمكننا أن نجد طرقا لتسريع الأمور، ولكن يجب أن تكون معتمدة على المبدأ الأساسي وهو عدالة النظام."


شارك
نشر في: 18/02/2020 12:13pm
آخر تحديث: 12/08/2022 3:18pm
By Tom Stayner, Abdallah Kamal