أوضح البيت الأبيض أن "الاتفاق بين لبنان وإسرائيل الذي تشرف عليه الولايات المتحدة، سيبقى ساري المفعول حتى 18 شباط/فبراير 2025"، وذلك في بيان مقتضب لم يتحدث صراحةً عن وقف إطلاق النار ولم يأتِ على ذكر فرنسا التي شاركت عن كثب في المفاوضات برعاية الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.
وقال ميقاتي في بيان «تشاورت مع رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، في شأن المستجدات الحاصلة في الجنوب، وفي نتيجة الاتصالات التي جرت مع الجانب الأميركي. وبعد الاطلاع على تقرير لجنة مراقبة التفاهم والتي تعمل على تطبيق قرار مجلس الامن الرقم 1701، فان الحكومة اللبنانية تؤكد الحفاظ على سيادة لبنان وأمنه واستمرار العمل بموجب تفاهم وقف اطلاق النار حتى 18 شباط 2025».
وفي وقت سابق من اليوم، نفت الرئاسة اللبنانية أن تكون إسرائيل أبلغتها ببقاء قوات الجيش الإسرائيلي في خمس نقاط حدودية لمدة 15 يوما. وقال مكتب الإعلام التابع للرئاسة إن الرئيس جوزيف عون يواصل اتصالاته الداخلية والخارجية لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي من القرى المحتلة.
22 قتيلا مع محاولة لبنانيين دخول قرى في الجنوب
قتل 22 شخصا على الأقل بنيران قوات إسرائيلية، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية الأحد، مع اندفاع مئات اللبنانيين منذ الصباح الباكر ومحاولتهم دخول بلدات وقرى حدودية لم ينسحب منها الجيش الإسرائيلي.
وهذه الحصيلة اليومية هي الأكبر منذ بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله فجر 27 تشرين الثاني/نوفمبر، والذي وضع حدا لنزاع بين الطرفين بدأ قبل أكثر من عام.
وبموجب الاتفاق، كان أمام القوات الإسرائيلية حتى الأحد لتنسحب من مناطق حدودية توغلت فيها خلال الحرب. لكن الدولة العبرية أكدت هذا الأسبوع أن قواتها ستبقى لما بعد المهلة، بينما اتهمها الجيش اللبناني بـ"المماطلة".
ومنذ صباح الأحد، تقدمت مواكب من مئات السيارات والدراجات النارية نحو بلدات لا يزال الجيش الإسرائيلي فيها، مثل كفركلا وميس الجبل وحولا، بحسب ما شاهد مراسلون لوكالة فرانس برس.
epa11854884 People walk on a road leading to their village, in Meiss al-Jabal, Marjayoun District, southern Lebanon, 26 January 2025. According to the Lebanese Ministry of Health more than a dozen people were killed when the Israeli army reportedly fired at Lebanese attempting to return to their villages in southern Lebanon. EPA/STR Source: EPA / STR/EPA
ترامب يقترح خطة "لتطهير" غزة عبر نقل فلسطينيين إلى مصر والأردن
طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت خطة لـ"تطهير" غزة، قائلا إنه يريد من مصر والأردن استقبال الفلسطينيين من القطاع من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط.
وأفاد ترامب الذي وصف غزة بأنها "مكان مدمر" بعد الحرب بين إسرائيل وحماس بأنه ناقش مع ملك الأردن عبد الله الثاني المسألة ومن المقرر بأن يبحثها أيضا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأحد.
وقال للصحافيين على متن طائرة "إير فورس وان" الرئاسية "أود بأن تستقبل مصر أشخاصا. أود بأن يستقبل الأردن أشخاصا".
وتابع "نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها. كما تعلمون، على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة. لا أعرف ولكن يجب أن يحصل أمر ما".
Republican presidential candidate Donald Trump speaks during a campaign rally at the James L. Knight Center, Friday, Sept. 16, 2016, in Miami. Source: AAP
وأفاد ترامب بأن نقل سكان غزة يمكن أن يكون "موقتا أو طويل الأجل".
وأضاف "إنه مكان مدمر حرفيا الآن، كل شيء مدمر والناس يموتون هناك".
وتابع "لذا، أفضّل التواصل مع عدد من البلدان العربية وبناء مساكن في مكان مختلف حيث قد يكون بإمكانهم العيش بسلام".
ودخل تطبيق هدنة هشة تنص على تسليم حماس رهائن احتجزتهم في هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر إلى إسرائيل مقابل إفراج السلطات الإسرائيلية عن معتقلين فلسطينيين أسبوعه الثاني، علما بأنه تم توقيع الاتفاق في اليوم الأخير لإدارة جو بايدن، سلف ترامب، رغم تشديد الرئيس الأميركي الحالي على الدور الذي لعبه للتوصل إليه.
وتعهّدت إدارة ترامب الجديدة تقديم "دعم ثابت" لإسرائيل من دون عرض تفاصيل سياستها في الشرق الأوسط.
وأكد ترامب السبت بأنه أمر البنتاغون بالإفراج عن شحنة قنابل زنة ألفي رطل لصالح إسرائيل سبق أن جمدها بايدن.
وقال ترامب "أفرجنا عنها اليوم (الشحنة)". وأضاف "دفعوا ثمنها وهم ينتظرونها منذ مدة طويلة".
خلفت العملية الإسرائيلية التي جاءت ردا على هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر دمارا واسعا في القطاع فيما تقدر الأمم المتحدة بأن إعادة الإعمار ستستغرق سنوات.
وأثناء حملته الانتخابية في تشرين الأول/أكتوبر، قال ترامب إن غزة قادرة على أن تكون "أفضل من موناكو" لو "بُنيت بالطريقة الصحيحة".
واقترح صهر ترامب الذي كان موظفا في البيت الأبيض جاريد كوشنر في شباط/فبراير بأن تخرج إسرائيل المدنيين من غزة لإطلاق العنان لإقامة مشاريع عقارية على الواجهة البحرية.
لكن بالنسبة للفلسطينيين، فإن أي محاولة لإخراجهم من غزة ستمثّل تكرارا "للنكبة".
ونفت إسرائيل بأن تكون لديها أي خطط لإجبار أهالي غزة على الانتقال.
لكن عددا من أعضاء الحكومة الإسرائيلية اليمينيين المتشددين عبروا علنا عن تأييدهم فكرة مغادرة أهالي غزة القطاع بشكل جماعي.
مصر تعرب عن رفضها لـ"اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم"
رفضت مصر الأحد أي تهجير قسري لفلسطينيين، وذلك بعد اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب "تطهير" قطاع غزة ونقل سكانه إلى مصر والأردن.
وشدّد بيان لوزارة الخارجية المصرية على "استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسّكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه".
كما أكد البيان أن القاهرة "ترفض أي مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل".
President Donald Trump shakes hands with Egyptian President Abdel Fattah el-Sisi in the Oval Office of the White House in Washington Source: AP / AP/Evan Vucci
كذلك سبق أن حذّر مرارا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي قال ترامب إنه سيجري محادثة معه الأحد، من أن التهجير سيكون هدفه "تصفية القضية الفلسطينية".
ويعتبر السيسي هذا الأمر "خطا أحمر" من شأنه أن يهدّد الأمن القومي المصري.
والأحد دعت الخارجية المصرية في بيانها المجتمع الدولي إلى "العمل على بدء التنفيذ الفعلي لحل الدولتين"، وهو ما حذّرت القاهرة من أنه سيصبح مستحيلا في حال اقتُلع الفلسطينيون من أراضيهم.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الأحد رفض بلاده لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب نقل سكان غزة إلى المملكة، مشددا على تمسك بلاده بحل الدولتين "سبيلا وحيدا لتحقيق الأمن والأستقرار والسلام في المنطقة".
وقال الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك مع سيغريد كاغ كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وشؤون إعادة الإعمار في غزة إن "حل القضية الفلسطينية هو في فلسطين وأن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين (...) ثوابتنا في المملكة واضحة ولن تتغير وهو تثبيت الفلسطينيين على أرضهم ورفض التهجير".
Jordan's Foreign Minister Ayman Safadi briefs the media with German Foreign Minister Annalena Baerbock after a meeting at the Foreign Ministry Auswaertiges Amt in Berlin, Tuesday, April 16, 2024. (AP Photo/Markus Schreiber) Credit: Markus Schreiber/AP
وتابع الصفدي "نحن كلنا نريد تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة وإن طريق هذا الأمن والاستقرار يأتي من خلال تلبية حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بدولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة لتعيش بأمن وأمان إلى جانب إسرائيل وفق مبدأ حل الدولتين واستنادا للقانون الدولي".
من جانب آخر، أكد الصفدي إنه ركز في محادثاته مع المسؤولة الأممية على "الجهود المشتركة لوقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الكافية للقطاع وبشكل دائم لمواجهة الكارثة الإنسانية في غزة".
واضاف "نحن مستمرون في العمل مع شركائنا بمن فيهم الأمم المتحدة وأولويتنا هي تثبيت وقف إطلاق النار وادخال المساعدات وتخفيف معاناة أهل غزة ومن ثم الانطلاق بجهد مشترك لتحقيق السلام الذي يضمن حقوق الدولة الفلسطينية المستقلة حتى تنعم المنطقة كلها بالأمن والأمان".