قد لا يكون الإعلامي اللبناني الشاب ايلي أحوش هو من اختار الإعلام، بل الإعلام هو من ناداه في عمر الإثني عشرة عامًا ليدخل عالم الشاشة الصغيرة "اللغز" دون أن يدري عبر برنامج "سفينة نوح" من خلال شاشتي تلفزيون لبنان والمستقبل.
هناك بدأ شغفًا لن ينطفئ كمقدم برنامج مخصص للأطفال حقق نجاحًا مبهرًا على مدى ست سنوات، لينتقل بعدها إلى عالم الصوت والأثير ليحط بعد ذلك ترحاله في كواليس المرئي المسموع.
غادر لبنان المثقل بجراح الحرب ليعود الى دفء ترابه في هدنة يتمناها الا تكون مرحلية وان تترسّخ في فسحات من السلام. عن جرح الوطن، يقول ايلي أحوش:
"أتمنى ان يكون هذا الجرح هو الأخير. المشاهد التي عايناها قاسية وحان الوقت لنعيش بسلام، علينا مسؤولية كبيرة ليكون لبنان هو الأولوية"،
من يحب لبنان يجب ألا يحب آخرًا قبله أو بعده
هو الذي يبحث عن وجه لبنان في انتشار وسّع آفاقه وغرسه بخورًا وإرثًا وثقافة في كل بقاع الأرض، أذهله وجه لبنان في هذه القارة البعيدة قائلًا:
ما عاينته في أستراليا لم أعاينه في أي مكان آخر في العالم كلّه. رأيت مخزون الحب وكأنني أعاين لبنان الذي عرفته في الأغنية وفي الوادي المقدس!
"رأيت حب اللبنانيين لشربل مخلوف وهو ذاك جسر الروحي بين كل لبناني وتلك الأرض".
تخرّج ايلي أحوش مع إجازة في الحقوق ودراسات عليا في الصحافة من الجامعة اللبنانية وجامعة باريس الثانية، ليجد سؤل قلبه هناك في الشاشة الصغيرة حيث أمضى مراهقة في محترف الكلمة والتواصل الإنساني، ومن صباحات المستقبل وشاشتها الصغيرة في البرنامج الصباحي جال في محطات عديدة داخل لبنان والعالم العربي، الى ان استقرّ في محطة "أم تي في اللبنانية" حيث يشرف على إعداد وتنفيذ البرنامج الصباحي بالإضافة إلى إعداد وتقديم وثائقيات عدّة تركت بصمة نوعية وباتت مرجعًا ومادة تثقيفية لطلاب لبنان.
في قلب الخبر وتسارع الأحداث، تبقى الأولوية في العمل الصحفي للقصة الإنسانية قبل الخبر فيه وبعده. في هذا الإطار يجيب أحوش مؤكدًا:
القصة الإنسانية هي الأولوية في كل وقت وزمن، وحين نهملها نكون قد سقطنا والإنسان شهادة حية عن الحقيقة!
لا يخاف ايلي أحوش ان يتمسّك بطفله وبريق عينيه بأربعينه، كي لا يفقد إنسانه اذ يقول:
"بقيت طفلًا لأننا حين نخسر طفولتنا نخسر كل شيء صادق".
لا يرى نفسه خارج لبنان رغم جراح ذاك الوطن الرسالة فيراه ذاك الحب الأول الأخير اذ يقول:
لبنان هو الملهم، الكلمة، الأغنية. انّه الحياة! هو اسمنا ورفعة جبيننا
" ما رأيته في أستراليا لم أره في العالم بأسره! سأحمل معي من أستراليا حبًّ لبنان، حبًّا حيًّا وحين وحين ينخفض منسوب هذا الحب سأعود إلى ذلك المخزون".
هو الذي يعترف بأن الوادي المقدس هو ثاني مكان يقصده حيث يلتقي بمن نحتوا الصخر ليبنوا "بيت قربان"، يلتقي هناك بصلابة إيمان من كانوا أكبر من رزنامة الأيام وكأنهم يكتبون رزنامة السماء اذ يقول:
" هم من صنعوا هذا الكيان اللبناني! ألتقي هناك ببخور صلاتهم التي تعود إلى الفي سنة وهذه الصلاة لم تنقطع حتى اللحظة!
هو الماروني الهوى، ما سر وعشقه لتاريخ ينبض ويعبق برائحة البخور في ذاك الوادي المقدس؟
الإجابة مع الإعلامي ايلي أحوش في الملف الصوتي أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على وعلى القناة 304 التلفزيونية.