في عام 2014 شهد العراق أحداثاً دامية متتالية عمّقت من جروح البلد الذي ظل غارقاً في دوامة من العنف والحروب لسنوات طوال. هذه الأوضاع غير المستقرة دفعت بعائلة رنين شمعون إلى مغادرة وطنهم أملاً في تأمين مستقبل يتذوقون فيه طعم الأمان والسلام.
عادت رنين بالذاكرة إلى تلك الفترة قائلة: "في سنة 2014 اضطررنا أنا وعائلتي لمغادة العراق بسبب تنظيم داعش، وصلنا إلى العاصمة الأردنية عمّان وعشنا هناك ثلاث سنوات."
أثناء وجودهم في الأردن، تقدمت العائلة بطلب لجوء إلى أستراليا وحصلوا على التأشيرات في عام 2017 وهو العام الذي وطأت فيه أقدام رنين – ابنة السبعة عشر عاماً وقتها – أرض أستراليا لأول مرة.
حملت ريشتي وألواني في حقيبتي وأنا أهم بمغادرة وطني.
حب الرسم والفنون بدأ يستحوذ على مخيلة رنين منذ نعومة أظفارها، وبمجرد وصولها إلى سيدني، لم تتمكن من الالتحاق بالمدرسة وظلّت في البيت لمدة عام كامل، استطاعت خلالها إعادة إحياء شغفها الفني وبدأت ريشتها تخط ملامح معاناتها وآلامها التي طبعت رحلة نزوح متعددة المحطات وهي لا تزال في مقتبل العمر.
أكملت رنين دراستها الثانوية في المدينة التي ساعدتها الفنون على ركوب موجتها الاجتماعية من باب المنظمات التي تُعني بالفنانين الجدد ولا سيما أولئك اللاجئون الجدد المحمّلين بشقاء اللجوء ولكن جذوة ابداعهم حية ومدرارة.
حصلت رنين على منحة لدراسة الفنون في جامعة سيدني وهي اليوم تتابع دراساتها في السنة الثانية.
أعبّر عن نفسي ونزوحي ومعاناة اللاجئين من خلال الفنون. أرغب بإيصال رسالتي من خلال لوحاتي.
تشارك رنين بخمس لوحات في معرض فني في بلاكتاون برفقة فنانين آخرين: "المعرض مستمر حتى الثامن من أيار مايو. اللوحات الخمسة تعبر عن نزوجي وأيضاً انفجار بيروت."
أما اللوحة المعنونة "كوابيسكم واقعنا" فهي عبارة عن لوحة كبيرة مرسومة بالفحم تصور طفلين متمسكين ببعضهما البعض ليحتميا من أربعة ضبع تتربص بهما في إشارة إلى الخوف الذي يتملك أطفال العراق.
ولم يغب موضوع المرأة وتمكينها من لوحات لنين: "رسمت لوحتين تصوران المرأة بشكل أنثوي. رسمت اللوحتين بألوان هادئة وعلى ورق خفيف. الرسالة من وراء هاتين اللوحتين هو أن المرأة قادرة على الحفاظ على أنوثتها وخوض غمار الحياة بكل قوة دون أن تتشبه بالرجل."
استمعوا إلى المقابلة مع الفنانة البصرية رنين شمعون في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
