تحت عنوان "الوحدة"، انطلق أسبوع اللاجئين في أستراليا في العشرين من حزيران يونيو بهدف الإضاءة على معاناة اللاجئين والتحديات التي تقف عقبة في طريق استقرارهم، ولإرسال رسالة بضرورة فتح صفحة جديدة وبناء مجتمع أكثر تماسكاً قادر على تذليل الصعاب التي فرضتها جائحة كوفيد-19 على العالم بأسره.
النقاط الرئيسية
- يهدف أسبوع اللاجئين إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجههم وإسهاماتهم في المجتمع.
- لجأ أبو حسين من العراق في 2012 وتنقل مع عائلته بين 5 مراكز احتجاز في مناطق مختلفة.
- أبناء أبو حسين غير قادرين اليوم على دخول الجامعات.
حيدر (أبو حسين) هو طالب لجوء وصل إلى أستراليا مع زوجته وولديه في 2012 على متن أحد القوارب المتهالكة والتي كثيراً ما يُطلق عليها اسم "قوارب الموت" نظراً للخطر الذي يتربص بأرواح من قرروا ركوب أمواج المجهول هرباً من الحروب الطاحنة التي قضت على آمالهم بالبقاء في وطنهم العراق.
حلم الاستقرار في الوطن الجديد ظل بعيد المنال، وزاد من معاناة العائلة إصابة ابنته رقية - لم يكن عمرها يتجاوز السبعة أعوام - بثقب في الأذن جراء حادثة تعرضت لها في الطريق.
روى حيدر تفاصيل ذاك الفصل المؤلم قائلاً: "وصلنا إلى كريسماس آيلاند وكانت ابنتي تعاني من الإصابة. أخبرنا الطبيبة والممرضين في مركز الاحتجاز وفحصوها وقدموا علاجاً مؤقتاً وعادوا وتجاهلوا الأمر."
"شعرنا بأننا منفيون. مركز الاعتقال أشبه بغوانتانامو" بهذه الكلمات وصف حيدر أول مركز احتجاز مكثت فيه العائلة والذي كان أول محطة من مراكز الاحتجاز الخمسة التي لم تذق فيها العائلة طعم الاستقرار.
هربنا من الظلم.. خرجنا من بلادنا مضطرين وهرباً من القتل والتهجير والظلم.
ومن كريسماس آيلاند إلى جزيرة مانوس حيث كانت العائلة المكونة من حيدر وزوجته وابنه (16 عاماً) وابنته الصغرى على موعد مع فصل جديد في رحلة لجوئهم المتعثرة.
عن تلك الفترة شرح قائلاً: "مقومات الحياة ليست موجودة في مانوس. غرفنا كانت دون أبواب أو نوافذ. كنا معرضين لخطر الإصابة بالملاريا وكان يعطوننا حبوب كل يوم. الجو حار جداً ورطب ولم يكن هناك تكييف."
Source: Morguefile
وصلنا منهارين نفسياً وفي الاحتجاز تدهور حالنا أكثر.
تدهورت حالة الطفلة على نحو استدعى نقلها إلى إحدى مستشفيات مدينة أديلايد: "سمحوا لزوجتي بمرافقتها ومكثنا أنا وابني لوحدنا في مركز الاحتجاز لمدة 21 يوماً. ذقنا فيها مرارة المعاناة."
وبعد أخذ ورَد، وبضعة أشهر في أحد مراكز الاحتجاز في داروين في المقاطعة الشمالية، نُقلت العائلة إلى ملبورن حيث تعيش حالياً ولسال حال حيدر يقول: "عامين ونحن نعاني ونتنقل ونتعرض للظلم."
لسنا هنا لنخرب. نحن هنا لنبني ونعيش حياة افضل من ناحية تعليم وعمل وصحة.
تجدر الإشارة إلى ان 30 ألف طالب لجوء وصلوا إلى أستراليا قبل 2013 ما زالوا يعيشون بموجب تأشيرات مؤقتة وليس أمامهم مسار للحصول على الإقامة الدائمة.
وتدخلت الحكومة لمنح أغلب هؤلاء الأشخاص حق العمل في أستراليا، لكنها خفّضت من الدعم المادي الحكومي. الموقف الرسمي للحكومة يقول ان تصويب أوضاع هؤلاء سيسهم في استئناف مهربي البشر لنشاطهم قرابة السواحل الأسترالية ما يشكل خطراً على حياة طالبي اللجوء.
واعتبر حيدر الموقف الحكومة "حجة واهية" وناشدها بضرورة التدخل وعدم السماح لدائرة الهجرة "بتعذيب اللاجئين" على حد وصفه.
وتدرس ابنة حيدر في الصف الثاني عشر ولكن فرص دخولها للجامعة منخفضة، أما ابنه فيعاني من مشكلة أخرى: "ابني أنهى الدراسة في معهد TAFE ولكنه غير قادر على العثور على فرصة تدريب عملي لـ 120 ساعة بسبب جائحة كوفيد. لم يتمكن من تأمين منحة لدخول الجامعة."
استمعوا إلى المقابلة مع حيدر في الملف الصوتي المُرفق بالصورة أعلاه.