إيجابيات وسلبيات العمل من المنزل: هل نعود إلى مقار العمل بعد إنتهاء الإغلاق؟

Working from home mother

Source: Unsplash/Helena Lopes

رغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الكثيرين يرغبون في الاستمرار في العمل عن بعد إلا أن آخرين يتسائلون ما إذا كانت كافة التغييرات التي طرأت على ثقافة العمل إيجابية.


"أشعر أني أفتقد التواجد في المكتب. التفاعل الإنساني مهم وأساسي."


النقاط الرئيسية

  • من المميزات التي وجدها الكثيرون في العمل عن بعد هي عدم وجود تنقلات وتوفير المال وخلق توازن أفضل بين العمل والمنزل
  • أشار موقع Bloomberg إلى أن الشركة الأم لموقع جوجل Alphabet Inc. وفرت أكثر من مليار دولار في عام 2020 من نفقات الدعاية والسفر والترفيه
  • يواجه البعض مشكلات في العمل عن بعد مثل عدم القدرة على الفصل بين وقت العمل ووقت الأسرة وقلة الإنتاجية والمشكلات التقنية والإحساس بالعزلة

يقول حاتم وليد المقيم في سيدني والذي يعمل في مجال استشارات تقنية المعلومات أنه يرى أن سلبيات العمل من المنزل أكثر من الإيجابيات.

"طبيعة عملي تتطلب التعاون المستمر بين فريق العمل والعملاء وهذا يصعب تحقيقه في ظروف العمل عن بعد."

يرى حاتم أن اتمام العمل من المنزل يؤثر على الكفاءة كما يؤثر على القدرة على إنهاء العمل وفق المواعيد المطلوبة.

"احتاج أن أعمل لفترات أطول لكي أتم نفس نوع العمل الذي كنت أقوم به في المكتب في وقت أقصر. بدلا من انهاء عملي في الخامسة أصبحت أعمل ساعات أطول."

 تسببت الإغلاقات في تحول العمل من المنزل إلى واقع ملايين الموظفين في أرجاء أستراليا. ورغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن الكثيرين يرغبون في الاستمرار في العمل عن بعد إلا أن آخرين يتسائلون ما إذا كانت كافة التغييرات التي طرأت على ثقافة العمل إيجابية.

يواجه البعض مشكلات في العمل عن بعد مثل عدم القدرة على الفصل بين وقت العمل ووقت الأسرة والمشكلات التقنية.

هناك انطباع سائد أن النساء – وخاصة الأمهات – يفضلن العمل من المنزل أكثر ولكن شيماء عطية وهي أم عاملة مقيمة في سيدني تقول أن العمل عن بعد له إيجابياته وسلبياته.

تقول شيماء: "الفصل بين البيت والعمل أمر صعب. بدون أن أشعر أجد نفسي أرغب في جعل البيت مرتبا والطعام جاهزا."

تشرح شيماء كيف أنها تجد نفسها تنهي المهام المنزلية في وقت العمل وتنهي العمل في الوقت الذي من المفترض أن تقضيه مع أسرتها.
يتحدث أيضا البعض عن الإحساس بالعزلة وعدم القدرة على التواصل مع الزملاء والمدراء بشكل فعال.

يقول أحمد نجيب: "قمت بتغيير مساري المهني من صيدلي إلى باحث إكلينيكي في صناعة الأدوية وأحتاج إلى تعلم الكثير عن عملي الجديد ولكني أواجه مشاكل عديدة في التواصل مع بقية فريق العمل وحتى مع مديرتي."

يشكو أحمد من أنه يعمل في وظيفته الحالية منذ بداية العام تقريبا إلا أنه لم يتعلم الكثير بعد حيث أن معظم أسئلته التي يرسلها عن طريق البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الإلكتروني الأخري يتم تجاهلها أو الرد عليها بشكل متأخر.

يقول أحمد أن حالته النفسية في تدهور.

"أشعر أني بدأت أصاب بالإكتئاب بسبب قلة التواصل الإجتماعي خاصة أني أعيش هنا بدون عائلتي."

يوضح حاتم كيف أنه كمدير لفريق عمل يتكون من خمسة أفراد يضع حالة الموظفين النفسية على رأس أولوياته ويقوم بالتواصل معهم حول ذلك بشكل مستمر.

"في بداية الإغلاق لم تكن المصاعب النفسية التي يواجهها العاملون عن بعد واضحة لكن مع طول المدة وتمديد الإغلاق أصبحت المشكلة أكثر وضوحا."

زادت القرارات الحكومية بغلق المدارس ورياض الأطفال من تحديات العمل من المنزل لدى كثير من العائلات في العديد من المدن الأسترالية وخاصة مدينة سيدني التي تعيش حالة من أسوأ حالات التفشي التي شهدتها أستراليا  ومدينة ملبورن التي تشهد إغلاقها السادس منذ بداية الجائحة.

تقول شيماء أنها تعاني من الضغط الذي يضعه عليها العمل من المنزل بالإضافة إلى التعليم المنزلي التي تحتاج أن تتابعه مع أولادها.

"الضغط شديد للغاية ومطلوب مني أن أقوم بكل شيء في نفس الوقت."

بحسب الأرقام فإنه تم إغلاق ما يقرب من 150 روضة أطفال في أنحاء البلاد بسبب الإجراءات الإضطرارية الطارئة الخاصة بتفشي المتحور دلتا.

"في الصباح الوقت يمضي في غاية السرعة. لا أعرف هل أعمل أم أنظف أم أطهو الطعام أم أساعد أطفالي في المذاكرة أم أخرج للمشي والتريض."
Work from home
Source: Unsplash/DocuSign
ولكن يبدو أن تجربة العمل من المنزل ليست سلبية لدى الجميع.

في استطلاع للرأي أجراه FlexJobs أحد مواقع البحث عن الوظائف المرنة ووظائف العمل عن بعد في مطلع العام على 2100 شخص عملوا من المنزل خلال العام الماضي قال غالبية المشاركين (65%) أنهم يريدون البقاء كعاملين عن بعد بدوام كامل بعد الجائحة وقال 33% أنهم يفضلون نظام عمل مختلط بينما قال 2% فقط أنهم يريدون العودة إلى المكتب بدوام كامل.

كما قال 58% من المستطلعة آراؤهم أنهم بالطبع سيبحثون عن وظيفة جديدة إذا لم يتمكنوا من مواصلة العمل عن بُعد في وظيفتهم الحالية.

يبدو أن القاسم المشترك بين استطلاعات رأي مماثلة وكثير من النقاشات الشخصية هو شعور عام بأن العمل من المنزل ليس سيئا كما كان يبدو في البداية.

من المميزات التي وجدها الكثيرون في العمل عن بعد هي عدم وجود تنقلات من وإلى العمل وتوفير المال وخلق توازن أفضل بين العمل والمنزل.

تقول شيماء أنها تقضي وقتا أكثر مع أبنائها بسبب توفير الوقت الذي كانت تقضيه في الطريق من وإلى العمل.

"أسكن على بعد ساعة بالسيارة تقريبا من منزلي وهذا كان يضع علي عبئا في الوقت حيث كنت دائما أحاول أن أغادر العمل مبكرا حتى لا أتأخر بسبب الإزدحام المروري."

تقول شيماء أيضا أنها تشعر بالأريحية لأنها تتمكن من حضور الإجتماعات بدون الملابس الرسمية.

لم يساعد العمل عن بعد الأفراد فقط في توفير المال ولكن أيضا استطاعت الشركات تخفيض مصروفاتها.

أشار موقع Bloomberg إلى أن الشركة الأم لموقع جوجل Alphabet Inc. وفرت أكثر من مليار دولار في عام 2020 من نفقات الدعاية والسفر والترفيه.

يبدو أن للعمل عن بعد إيجابيات وسلبيات ولهذا يفضل الكثيرون عدم العودة إلى الوضع السابق بشكل كامل. لهذا يطرح البعض العمل بشكل مختلط من المنزل والمكتب كحل وسط.

"بشكل شخصي أفضل أن أعمل جزئيا من المنزل. أود أن أذهب إلى المكتب مرتين أو ثلاثة في الأسبوع وأن أعمل بقية الأيام من المنزل."
 


شارك