محلل سياسي: "مقتل زعيم داعش لن يكون الضربة القاضية للتنظيم ويجب تجفيف منابع الفكر الإرهابي"

IS leader died in Syria

IS leader died in Syria Source: AP

الأنباء الأولى أشارت إلى أن القوات الامريكية قتلت زعيم داعش في سوريا إلا أن التفاصيل سرعان ما كشفت أنه فجر نفسه قبل الضربات الأميركية.


بعد ساعات من تنفيذ وحدة كوماندوس أمريكية عملية لمكافحة الإرهاب في منطقة أطمة بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، مقتل زعيم تنظيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القريشي وقال إن هذه العملية جاءت لحماية الشعب الأميركي وحلفاء الولايات المتحدة، وجعل العالم مكانا أكثر أمانا، مشيدا بما أسماه  مهارة وشجاعة القوات الامريكية المسلحة. 

وبالرغم من الأنباء الأولى التي أشارت إلى أن القوات الامريكية قتلت زعيم داعش، إلا أن التفاصيل سرعان ما كشفت أنه فجر نفسه قبل الضربات الأميركية.

وقال الجنرال الأميركي كينيث ماكنزي إنّ القوات الأميركية منحت القريشي فرصة لتسليم نفسه، لكنه اختار أن يفجر المكان على من فيه.

ووصف بايدن هذا العمل بأنه عمل جبان يائس أخير قام به القريشي من دون أيّ مراعاة لأرواح أسرته أو الآخرين في المبنى،  عوضاً عن مواجهة العدالة على الجرائم التي ارتكبها".  واعتبر الرئيس الأميركي أنّ مقتل القرشي يوجه رسالة قوية إلى قادة التنظيمات المتطرفة   مفادها "بأنه سوف تتم ملاحقتهم والقبض عليهم.

وشدّد بايدن على أنّ قرار إرسال وحدة كوماندوس لتنفيذ العملية ضدّ القريشي عوضاً عن تصفيته بواسطة غارة جوية مردّه إلى أنّ واشنطن أرادت تجنّب سقوط ضحايا مدنيين.

وبعد تقارير استخبارية كشفت اسمه الحقيقي، وهو أمير محمّد عبد الرحمن المولى الصلبي، تبيّن أن الولايات المتحدة كانت قد رصدت في آب/أغسطس 2019 مكافأة مالية تصل قيمتها إلى خمسة ملايين دولار مقابل أي معلومة تقودها إلى المولى، وضاعفت المكافأة في حزيران/يونيو 2020 الى عشرة ملايين دولار، بعد أسابيع من وضعه على لائحتها السوداء "للإرهابيين الدوليين".

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان من ناحيته مقتل 13 شخصاً على الأقلّ، بينهم أربعة أطفال وثلاث نساء،      وكان تنظيم داعش أعلن عن تعيين أبي إبراهيم الهاشمي القريشي  في أكتوبر 2019 عبر الوكالة التابعة له "أعماق"، "خليفة" أبي بكر البغدادي الذي قتل في غارة جوية.

وشنت الهجوم طائرات الهليكوبتر، بقيادة نحو عشرين عنصرا من قوات الكوماندوز الأميركية، مدعومين بطائرات حربية، تشبه الغارة التي شنت في أكتوبر 2019 والتي قتل فيها أبو بكر البغدادي، الزعيم السابق لداعش. 

ويقول رئيس تحرير موقع الناس نيوز الأستاذ جوني عبو في حديث مع SBS Arabic24 إن توقيت هذه العملية له علاقة بحسابات داخلية تخص الإدارة الامريكية.

"إدارة بايدن وبعد مرور أكثر من سنة في سدة الحكم تشعر بكثير من الإحباط أو المنغصات أو أنها لم تفعل الشيء الكثير في الشأن الخارجي. وقامت بكثير من الأخطاء في الشرق الأوسط، وواحدة من أخطائه كيفية تعامل الولايات المتحدة مع المنطقة."

 "الولايات المتحدة كانت أعلنت أنها قضت على داعش لكن هذه العملية الآن هي مؤشر على تأخر أو فشل إدارة بايدن في القضاء التام على تنظيم داعش."

 "لكن تبقى هذه العملية عملية مهمة جدا وهي مؤشر في سياق ما يحدث في المنطقة من خلافات وسياسات، على الوضع السوري بين كل الأطراف الإقليمية والدولية".

 وعبر الأستاذ جوني عبو عن اعتقاده بأن هذه العملية ومقتل زعيم داعش أبو إبراهيم القرشي لن تكون قاضية على التنظيم.

"القاعدة لم تعد مجرد تنظيم مرتبط بأشخاص وإنما هو فكر، والقضاء عليه يحصل بتجفيف منابع هذا الفكر. فقتل قيادته قد يخلخله لبعض الوقت ريثما يعيدون تنظيم صفوفهم واختيار قيادات جديدة".

استمعوا إلى اللقاء كاملا في المدونة الصوتية في أعلى الصفحة.


شارك