بعد مرور أكثر من 30 عاماً على قصة مغادرتها لوطنها العراق، لا تزال التفاصيل حاضرة في ذاكرة نبراس التي لم يكن يتجاوز عمرها 13 عاماً. ولعل أكثر ما يؤلمها هو تعطل مسيرتها الدراسية مع الترحال من بلد لآخر دون أن يكون لها حق التسجيل في مدرسة.
ولم تنته مأساة العائلة الهاربة من ويلات الحروب في تركيا، حيث أصبح وجود أفرادها هناك غير قانوني بعد انتهاء صلاحية التأشيرة السياحية التي وصلوا بموجبها. واستذكرت نبراس تلك المرحلة الصعبة والتي كانت تتعرض عائلتها خلالها إلى ضغوط معيشية كونهم لا يملكون حق العمل أو التعليم.
كان وجودنا غير شرعي في تركيا. مالك المنزل كان يهددنا بإبلاغ السلطات لترحيلنا إذا تأخرنا في دفع الايجار.
وفي عام 1991، أي بعد مرور حوالي العام على إقامة العائلة في تركيا، شدت العائلة الرحال إلى اليونان حيث كان الوضع أكثر استقراراً حسبما قالت نبراس:" تمكننا من التسجيل أسمائنا لدى مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وقدمنا طلب تأشيرة لجوء إلى أستراليا ونحن في اليونان."
وبعد نحو عام من الانتظار، ابتسم القدر لعائلة نبراس وأطفالها ووصلت إلى "الوطن الجديد" في عام 1992. وبعد الشقاء لسنوات، تذوقت العائلة طعم الأمان "في بلد منحنا حقوقنا وعاملنا كأستراليين، شعرنا انه لدين مستقبل وعمل وتعليم دون خوف."
ولم تسمح نبراس لظروفها العائلية بالوقوف في وجه طموحها، واستطاعت إكمال دراستها الجامعية والحصول على عمل مع منظمة خدمات الاستقرار SSI وبشكل متزامن، اعتنت بأطفالها الثلاثة الذين كان عمر أصغرهم لا يتجاوز العام ونصف العام عندما قررت متابعة دراستها.
"طبعا كأم عزباء لديها 3 أطفال كان الوضع صعباً" تعترف نبراس ولكن الدعم من العائلة والدولة ساعدها على المضي قدماً دون النظر إلى الوراء: "حصلت على دعم من أهلي والنظام الاسترالي دعمني كأم عزباء. أصغر أبنائي كان سنة ونص. خدمات رعاية الأطفال كانت مفيدة للغاية."
استمعوا إلى المقابلة مع الموظفة في SSI واللاجئة العراقية نبراس رابي في التدوين الصوتي.