تولى هنية منصب رئيس الوزراء الفلسطيني بعد فوز حماس في الانتخابات البرلمانية عام 2006، وقبل أن تسيطر الحركة على غزة في عام 2007 كان هنية القائد السياسي لحماس في غزة قبل أن يُنتخب رئيسًا للمكتب السياسي للحركة في عام 2017.
بعدها غادر غزة واستقر بين تركيا والعاصمة القطرية الدوحة، هربًا من القيود المفروضة على قطاع غزة.
منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، عمل هنية كمفاوض في محادثات وقف إطلاق النار وظل على اتصال مع إيران، الحليف الرئيسي لحماس.
وأشار أديب زيادة، المختص بالشؤون الفلسطينية في جامعة قطر، إلى أن هنية كان يقود الجهود السياسية لحماس مع الحكومات العربية، وكان له علاقات وثيقة مع الشخصيات الأكثر تشددًا في الحركة وجناحها العسكري. وأضاف: "إنه الوجه السياسي والدبلوماسي لحماس".
LISTEN TO
ما هي الرسالة التي تلقتها إيران بعد مقتل هنية؟ الصحفي جوني عبو يشرح
SBS Arabic
31/07/202409:59
تعتبر إسرائيل قيادة حماس، بما في ذلك هنية، "إرهابية" واتهمت هنية بتحريك خيوط الحركة. ومع ذلك، ليس من الواضح مدى علمه المسبق بتفاصيل الهجوم على إسرائيل في 7 أكتوبر.
كانت خطة الهجوم، التي وضعتها القيادة العسكرية لحماس، سرية للغاية لدرجة أن بعض مسؤولي الحركة فوجئوا بتوقيتها وحجمها. ومع ذلك، كان لهنية دور كبير في تعزيز القدرة العسكرية لحماس، بفضل العلاقات القوية مع إيران. على مدى عقد من الزمن، اتُهم فريق هنية بتحويل المساعدات الإنسانية إلى الجناح العسكري للحركة، وهو ما نفته حماس.
على الرغم من تصريحاته القوية، كان يُنظر إلى هنية من قبل العديد من الدبلوماسيين على أنه معتدل نسبيًا بالمقارنة مع الأعضاء الأكثر تشددًا في حماس المدعومة من إيران.
في شبابه، كان هنية ناشطاً طلابياً في الجامعة الإسلامية في غزة. انضم إلى حماس عند تأسيسها خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وبعد فترة من الاعتقال والنفي، أصبح مقرباً من الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حماس. كان هنية من الأوائل الذين دافعوا عن دخول حماس في العمل السياسي، على الرغم من المعارضة الأولية داخل الحركة. في عام 1994، قال إن تأسيس حزب سياسي سيُمكن حماس من التعامل مع المستجدات.
في مقابلة عام 2012، وعندما سئل عما إذا كانت حماس قد تخلت عن الكفاح المسلح، أجاب هنية: "بالطبع لا"، وأكد أن المقاومة ستستمر "بكل أشكالها: الشعبية، والسياسية، والدبلوماسية، والعسكرية".
قتل ثلاثة من أبناء هنية في 10 أبريل/نيسان عندما استهدفت غارة جوية إسرائيلية السيارة التي كانوا يقودونها. كما فقد هنية أربعة من أحفاده في الهجوم. نفى هنية الاتهامات الإسرائيلية بأن أبناؤه كانوا مقاتلين، وقال إن "مصالح الشعب الفلسطيني تأتي قبل كل شيء"، عندما سئل عن تأثير مقتلهم على محادثات التهدئة.