وفقًا للتقرير السنوي الصادر عن مجلس الجاليات اليهودية الأسترالية (ECAJ)، فإن الحوادث المعادية لليهود في أستراليا قد تضاعفت أكثر من ثلاث مرات خلال العام الماضي. ويُشير هذا التقرير إلى تزايد أوجه العنف والكراهية والتمييز التي يتعرض لها المجتمع اليهودي، وهو ما يراه البعض مرتبطًا بشكل مباشر بهويتهم اليهودية.
وأوضح أليكس رايشفين، الرئيس التنفيذي للمجلس، أن المجتمع اليهودي في أستراليا يواجه "المزيد من الإهانات، والكراهية، والتهميش، والتشويه، وكل هذه الحوادث مرتبطة بهويتهم اليهودية". هذا التصعيد في الحوادث المعادية لليهود يأتي في وقت يشهد فيه العالم موجة من الخطاب المعادي لإسرائيل، والذي تحول في بعض الأحيان إلى معاداة لليهود بشكل عام.
مما لا شك فيه أنه أصبح ذلك أمراً اعتيادياً، وقد وصل إلى مستويات لم نشهدها من قبل في هذا البلد
سارة بنديتسكي، وهي روسية المولد، نشأت في بيئة شهدت معاداة السامية، لكنها تقول إنها لم تكن تواجه مثل هذه الأشكال من العداء في أستراليا حتى الآونة الأخيرة. في حديثها مع برنامج SBS Examines، أشارت سارة إلى أن الخطاب المعادي لإسرائيل بعد السابع من أكتوبر 2023 قد تطور ليصبح خطابًا معاديًا لليهود، "وأصبحنا نشعر به بشكل مباشر".
سارة، التي تدير جمعية "سوبر كيتشن" التي تقدم وجبات حلال للفقراء في مدينة ملبورن، أكدت أنها شهدت تهديدات مباشرة، حيث تعرضت ابنتها المراهقة للهجوم من قبل شخص غريب أثناء ذهابها إلى المدرسة، والذي صرخ في وجهها قائلاً "هايل هتلر"، مع رفع التحية النازية.
وأضافت سارة أن العنف لم يتوقف عند هذا الحد، حيث تم تخريب عجلات شاحنة الطعام التابعة لجمعيتها في الليل، كما تعرضت على الإنترنت لخطاب كراهية عنيف. وقالت: "ماذا يمكن أن يكون للمقهى الصغير في ملبورن الذي يوزع الوجبات للفقراء، علاقة بالحرب في إسرائيل؟" وأضافت: "إنها معاداة للسامية. إنها مجرد ذريعة".
هذه الحلقة من SBS Examines تناولت تساؤلات عدة حول معاداة السامية وأسباب تصاعدها في أستراليا.
فهل هذه الظاهرة تتغير بالفعل؟ وهل تأثير النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني يزيد من تصاعد هذا العداء؟ الأسئلة كثيرة والإجابات تحتاج إلى مزيد من التأمل والنقاش، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها المجتمع اليهودي في أستراليا اليوم