قُتل ستة أشخاص على الأقل الأحد وفق وزارة الصحة اللبنانية في غارتين إسرائيليتين في قلب العاصمة بيروت أودت إحداهما بمسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف.
وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس إن غارة أولى أدت إلى مقتل عفيف في رأس النبع في قلب العاصمة الأحد، قبل أن يعلن حزب الله لاحقا مقتله في "غارة صهيونية إجرامية عدوانية".
وقالت وزارة الصحة إن هذه الغارة "أسفرت عن أربعة قتلى بينهم امرأة، و14 جريحا بينهم طفلان".
وأسفرت غارة ثانية مساء الأحد في منطقة مار الياس التجارية عن قتيلين و13 جريحا وفق وزارة الصحة.
كان عفيف عضوا في حزب الله منذ أوائل الثمانينيات وعنصرا من الدائرة المقربة من الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله.
يشغل عفيف منصب مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله منذ سنوات، وكان على تواصل مع صحافيين من مختلف وسائل الإعلام في لبنان، وغالبا ما كان يزوّد الصحافيين معلومات بصفته مصدرا، من دون الكشف عن هويته.
منذ اغتيال نصر الله، عقد عفيف مؤتمرات صحافية عدة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقطع على عجل أحد مؤتمراته الأخيرة بعد إنذار إسرائيلي باستهداف مبنى قريب.
برز اسمه خلال حرب تموز 2006 حين كان مديرا للأخبار في قناة المنار التابعة لحزب الله.
في مؤتمره الصحافي ما قبل الأخير، أعلن عفيف مسؤولية حزب الله عن استهداف منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في قيساريا في وسط إسرائيل.
في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، فتح حزب الله جبهة "إسناد" لغزة غداة شن حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل شكل شرارة الحرب بين الدولة العبرية والحركة في القطاع.
"حي سكني"
في مار الياس، أصابت غارة إسرائيلية متجرا للإلكترونيات وسيارة، حسبما قال مصدر أمني طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس.
وسمع صحافيو فرانس برس دوي انفجارين عنيفين.
واستخدم الإطفائيون خراطيم المياه لإخماد نيران الحريق في المتجر المكون من طبقتين، بحسب مراسلي فرانس برس.
ولجأ إلى هذا الحي أشخاص كثر فروا من القصف الإسرائيلي في جنوب البلاد في إطار الحرب المستمرة بين الدولة العبرية وحزب الله المدعوم من إيران.
ونفى النائب عن الجماعة الإسلامية في لبنان عماد الحوت استهداف أي مقر للجماعة المتحالفة مع حزب الله وحركة حماس الفلسطينية في الغارة المذكورة.
وقال الحوت لفرانس برس إن "المنطقة التي حصل فيها الاستهداف ليس فيها مركز للجماعة الإسلامية أو أي مؤسسة تابعة للجماعة الإسلامية، ولا أحد من الجماعة هو المستهدف".
وقال الجيش الاسرائيلي الأحد لفرانس برس إنه قصف منذ صباح السبت "أكثر من 200" هدف في لبنان.
Civil defense workers extinguish a fire at the site of an Israeli airstrike in Beirut, Sunday, Nov. 17, 2024. (AP Photo/Hassan Ammar) Source: AP / Hassan Ammar/AP
قُتل عشرات الفلسطينيين الأحد بضربات إسرائيلية على قطاع غزة وفق الدفاع المدني، فيما شنّ الجيش الإسرائيلي غارات دامية على لبنان استهدفت اثنتان منها قلب العاصمة بيروت.
وقضى ما لا يقل عن 60 شخصا بغارات إسرائيلية على القطاع الفلسطيني الأحد، حسبما أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل.
وقعت الغارة الأكثر دموية ليل السبت الأحد في بيت لاهيا بشمال القطاع، واستهدفت مبنى من خمس طبقات انتُشلت من تحت أنقاضه ما لا يقل عن 34 جثة يعود عدد منها لنساء وأطفال، فيما لا يزال العشرات في عداد المفقودين، وفق ما أكد بصل لوكالة فرانس برس.
وقال بصل إن الغارة "حدثت قرابة الثانية فجرا (بالتوقيت المحلي)، لكن القصف المدفعي منع المسعفين والمواطنين من الوصول إلى المكان لأكثر من ست ساعات".
اقرأ المزيد
قطاع غزة: التاريخ والجغرافيا والبشر
26 قتيلا بمناطق أخرى في غزة
بدأ الجيش الإسرائيلي في 6 تشرين الأول/أكتوبر هجوما بريا واسعا بشمال قطاع غزة لمنع مقاتلي حماس من إعادة تنظيم صفوفهم.
وقال الجيش "هناك أنشطة إرهابية مستمرة في منطقة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة. خلال الليل نُفّذت ضربات عدة على أهداف إرهابية في المنطقة".
كذلك، قُتل 26 آخرون بينهم نساء وأطفال في قصف برفح وخان يونس (جنوب) والنصيرات والبريج (وسط).
وقال الدفاع المدني إن "هجوما بمسيّرة إسرائيلية" في خان يونس "استهدف مجموعة أشخاص غير مسلحين كانوا يشرفون على تسليم مساعدات، ما أسفر عن ستة قتلى".
Palestinians flee with a few belongings they can carry after an Israeli army military operation in the northern part of Gaza. (Photo by Mahmoud Issa / SOPA Images/Sipa USA) Source: SIPA USA / Mahmoud Issa / SOPA Images/Mahmoud Issa / SOPA Images/Sipa USA
وأسفر الهجوم عن 1206 قتلى غالبيتهم مدنيون وفق تعداد لفرانس برس يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية. وتشمل هذه الحصيلة مَن لقوا حتفهم أو قُتلوا في الأسر.
وخلال الهجوم، خطف المسلحون 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.
وأسفرت الحملة العنيفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي في غزة ردا على هجوم حماس عن 43846 قتيلا على الأقل، غالبيتهم مدنيون، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس.
