قطاع غزة أرض تشغل مساحة 363 كيلومتر مربعا على طول البحر الأبيض المتوسط شمال شرق شبه جزيرة سيناء. وهو منطقة مكتظة بالسكان وغير معترف بها كجزء قانوني من أي دولة قائمة فعلياًً، قيما تعتبر الأمم المتحدة معظم سكان القطاع لاجئين.
الظروف المعيشية في قطاع غزة الذي يسكنه حوالي مليوني نسمة، سيئة في الغالب لعدة أسباب منها الكثافة السكانية العالية والمتنامية بسرعة في المنطقة (معدل النمو السكاني من أعلى المعدلات في العالم)، فضلاً عن عدم كفاية خدمات المياه والصرف الصحي والكهرباء وارتفاع معدلات البطالة، إلى جانب العقوبات التي فرضتها إسرائيل على القطاع منذ سبتمبر/أيلول 2007.
هناك معبران حدوديان – أحدهما إلى مصر في الجنوب والآخر إلى إسرائيل في الشمال. في الأوقات المستقرة سياسياً، يعبر ما يصل إلى عُشر السكان الفلسطينيين يومياً إلى إسرائيل (حيث لا يُسمح لهم بالمبيت) للعمل في وظائف متواضعة. وكثيراً ما يؤدي التوتر السياسي واندلاع أعمال العنف بالسلطات الإسرائيلية إلى إغلاق الحدود لفترات طويلة، مما أدى إلى توقف العديد من الفلسطينيين عن العمل. ويعيش حوالي 80 في المائة من سكان القطاع على المساعدات الخارجية.
جغرافيا القطاع
تُعدّ مدينة غزة أكبر مدينة في قطاع غزة وتقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 1,300,000 نسمة. تضم مدينة غزة مجموعة من الأحياء منها: حي الشجاعية وحي التفاح وغيرها من الأحياء، إضافة إلى عدد كبير من المخيمات.
يوجد في القطاع أيضاً مدن أخرى مثل رفح وبيت حانون وخان يونس.
An infographic titled "Gaza, one of the world's most densely populated cities, forced into population concentration" created in Ankara, Turkiye on October 10, 2023. Source: Anadolu / Anadolu Agency/Anadolu Agency via Getty Images
وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر 1947 على خطة التقسيم العربي اليهودي لفلسطين، والتي بموجبها تم تخصيص مدينة غزة ومنطقة من الأراضي المحيطة بها للعرب. بعد حرب عام 1948، استولت إسرائيل على أراض إضافية لتتحول المنطقة إلى شريط من الأرض يبلغ طوله 40 كم وعرضه 6-8 كم وأصبحت هذه المنطقة تعرف باسم قطاع غزة.
ظل قطاع غزة تحت الحكم المصري حتى عام 1967. ولكن الحكومة المصرية لم تعتبر المنطقة جزءًا من مصر ولم تسمح للاجئين بأن يصبحوا مواطنين مصريين. ولم تسمح لهم إسرائيل بالعودة إلى منازلهم السابقة أو الحصول على تعويض عن خسارتهم للممتلكات.
استولت إسرائيل مرة أخرى على قطاع غزة بعد حرب 1967 واحتلت المنطقة. ولكن في عام 1994، بدأت إسرائيل عملية نقل تدريجي للحكم في قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية بموجب شروط اتفاقيات أوسلو التي وقعتها إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
بغد انتفاضتين شعبيتين في عامي 1987 و2000 وفي سبتمبر/أيلول 2005 انسحبت إسرائيل من القطاع، وانتقلت السيطرة على قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية، على الرغم من استمرار إسرائيل في تسيير دوريات على حدودها ومجالها الجوي.
"غلاف غزة"
بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، تم إنشاء منطقة عازلة بين القطاع والأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل، وذلك بعد إخلاء 25 مستوطنة إسرائيلية كانت داخل القطاع.
لكن على حدود المنطقة العازلة، أبقت إسرائيل على عدد من التجمعات السكنية وتتكون من حوالي 50 بلدة معروفة منذ ذلك الحين باسم "غلاف غزة."
وفي الانتخابات البرلمانية التي نظمتها السلطة الفلسطينية عام 2006، تكبدت حركة فتح - التي هيمنت على السياسة الفلسطينية منذ تأسيسها في الخمسينيات - خسارة فادحة. وفي خريف عام 2007، أعلنت إسرائيل قطاع غزة الواقع تحت حكم حماس كيانًا معاديًا وطبقت سلسلة من العقوبات شملت قطع التيار الكهربائي، وتقييد الواردات بشدة، وإغلاق الحدود.
An infographic titled "Hamas initiates "Operation Al-Aqsa Flood" against Israel" created in Ankara, Turkiye on October 07, 2023. Armed Palestinian groups from the Gaza Strip infiltrated Israeli settlements along the border. Source: Anadolu / Anadolu Agency/Anadolu Agency via Getty Images
في المقابل، استمرت إسرائيل في شن غارات جوية على القطاع مخلفة دماراً واسعاً وعدداً كبيراً من القتلى والجرحى.
ونتيجة للصراع دُمر جزء كبير من البنية التحتية في قطاع غزة نتيجة لسنوات من القتال ونقص التمويل. على سبيل المثال، تزود المنطقة بأكملها بالطاقة محطة واحدة تعمل بالديزل.
في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنت حماس هجومًا بريًا وبحريًا وجويًا منسقًا فاجأ إسرائيل. وفي اليوم التالي، أعلنت إسرائيل الحرب للمرة الأولى منذ حرب يوم الغفران عام 1973.
وفي إسرائيل، قُتل ما لا يقل عن 1300 شخص وأصيب أكثر من 3227 آخرين. وأعلنت السلطات الفلسطينية إن ما لا يقل عن 2,329 شخصًا قتلوا وأصيب 9,714 آخرون في غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية.