بعد انهيار تنظيم داعش في سوريا والعراق وخسارة التنظيم لآخر جيب كان تحت سيطرته في الباغوز السورية بدأ السجال في الدول الغربية حول الطريق الأمثل للتعامل مع المقاتلين من حملة الجنسيات الأجنبية وأرامل الدواعش وأولادهم.
فعلى سبيل المثال سحبت بريطانيا جنسيتها من العروس الداعشية شيماء بيغام واتخذت الولايات المتحدة الأمريكية تدابير مشابهة مع مواطنتها هدى مثنى ماترك المراهقتين بلا جنسية stateless وهو الأمر الذي ترفضه استراليا تماماً ولا تجرد حملة الجنسية الواحدة من الجنسية الأسترالية.
وفي وقت تجدد فيه السجال حول عودة أطفال المقاتلين الدواعش إلى بلادهم أثارت قصة ابناء خالد شروف الذين سافرت جدتهم الاسترالية لانقاذهم من مخيم الهول واعادتهم إلى أستراليا حفيظة البعض الذي رأى في عودتهم خطراً على الأمن القومي.
واليوم اذا نظرنا إلى الأرقام الرسمية يتبين انّ أستراليا ليست من الدول التي انضم عدد كبير من مواطنيها إلى التنظيم الارهابي فبحسب الأرقام الأخيرة التي نشرها يشكل النساء والأطفال ثلث الدواعش الذين توجهوا إلى سوريا والعراق والذين وصل اجمال تعدادهم إلى 40 ألف شخص منهم خمسة آلاف إلى ستة آلاف مواطن اجنبي.
- روسيا والتي توجه 3417 مقاتل منها إلى سوريا والعراق عاد منهم حتى الآن 400.
- السعودية ومنها خرج 3244 داعشي عاد منهم 760.
- الأردن والتي انضم 3000 مواطن منها لداعش عاد منهم 250.
- تونس والتي انضم منها 2926 مواطنن لداعش عاد منهم 800.
- فرنسا حيث انضم 1910 نت مواطنيها لداعش وعاد منهم 302.
- المغرب ومنها 1660 داعشي عاد منهم 236.
- تركيا والتي انضم 1500 مواطن فيها لداعش ولم يعد منهم أحد ابداً.
- أوزباكستان والتي انضم 1500 مقاتل منها لداعش ولم يعد منهم أحداً أيضاً.
- طاجكستان وانضم منها 1300 مقاتل لداعش عاد منهم 147.
- المانيا والتي انضم منها 915 مقاتل لداعش عاد منهم 300.
Source: (New York: The Soufan Center, 2017)
يقول الخبراء بحسب دراسة مركز معلومات الهجرة انّ تجريد مقاتلي داعش من الجنسيات الاجنبية قد يكون رادعاً في المستقبل لمن يقرر الالتحقاق بمنظمات او جهات ارهابية. كما قد تظمئن اجراءات تجريد الجنسية للدواعش مواطني هذا البلد من انعدام خطر عودة هؤلاء وتنفيذهم لعمليات ارهابية داخل أراضي بلادهم. ولكن هذا الاجراء له مساوؤه أيضاً اذ يرى الخبراء أنّ تجريد الجنسية يخلق ما يعرف بمواطني الجرحة الثانية خاصةً في الدول التي لا تطبق هذه الاجراءات إلّا على حملة الجنسيتين كأستراليا.
أمّا الخيار الثاني أمام هذه الدول فهو اعادة مقاتليها من سوريا والعراق و اخضاعهم للمحاكمة وبرامج اعادة التأهيل وهو الخيار الذي يثير حفيظة الكثيرين ومنهم الأستراليين .