بين عامي 2020 و2021، أظهرت بيانات المكتب الأسترالي للإحصاءات أن متوسط استهلاك الأستراليين من بدائل الحليب مثل حليب الصويا وحليب اللوز بلغ 17 جرامًا يوميًا. وأظهرت الدراسات أن استهلاك حليب اللوز ارتفع بنسبة 31% مقارنة بالفترة السابقة، بينما شهد حليب الصويا زيادة بنسبة 16%.
وفي الوقت الذي تستحوذ فيه الألبان النباتية على اهتمام المستهلكين، بدأ حليب الإبل يبرز كبديل. يتم إنتاج حليب الإبل بواسطة الإبل الأنثوية بطريقة مشابهة لإنتاج الحليب من الأبقار، وقد كان جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي للعديد من المجتمعات في الشرق الأوسط وأفريقيا لآلاف السنين.
LISTEN TO
حصاد الأسبوع 31/01/2025
SBS Arabic
01/02/202511:58
هل يعتبر حليب الإبل بديلاً جيدًا للألبان التقليدية؟
أظهر تقرير صدر عن جامعة إديث كوان الأسترالية مؤخرًا أن حليب الإبل يمكن أن يكون بديلاً جيدًا للألبان التقليدية. وأشار البحث إلى أن حليب الإبل يحتوي على نسبة أعلى من الببتيدات الحيوية الطبيعية مقارنة بحليب الأبقار. وهذه الببتيدات هي قطع بروتينية تفيد في تعزيز صحة الجسم بشكل عام، ويمكن أن تلعب دورًا في تقوية جهاز المناعة وتحسين الصحة القلبية.
وقال مانوجايا جايامانا موهيتيجي، طالب الدكتوراه في جامعة إديث كوان، إن "حليب الإبل يمكن أن يكون أقل احتمالًا للتسبب في ردود فعل تحسسية مقارنة بحليب الأبقار، كما أنه يحتوي على ببتيدات حيوية يمكن أن تساهم في محاربة الميكروبات وتحسين صحة الأمعاء، ما قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب في المستقبل."
على الرغم من هذه الفوائد المحتملة، أكد موهيتيجي أن فعالية هذه الببتيدات بحاجة إلى مزيد من البحث والتجارب.
الفوائد الصحية لحليب الإبل
من جانبها، أكدت ميغان ويليامز، إحدى مزارعي حليب الإبل في مدينة كيابرام بولاية فيكتوريا، أن حليب الإبل يعد بديلاً ممتازًا لأولئك الذين يعانون من حساسية تجاه حليب الأبقار. وقالت: "حليب الإبل منخفض بشكل طبيعي في الدهون، ويحتوي على نسبة أقل من اللاكتوز، كما أنه غني بالكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والحديد، ويحتوي حتى على فيتامين C."
دراسة أخرى من جامعة ملبورن عام 2022 أظهرت أن حليب الإبل يمكن أن يكون جزءًا من علاج مرضى السكري من النوع الثاني، حيث يحتوي على الإنسولين وببتيدات مشابهة للإنسولين التي قد تساعد في تنظيم مستويات الجلوكوز.
حليب الإبل في أستراليا: إنتاج واستهلاك
تتمتع أستراليا بظروف مناخية شبه قاحلة تجعلها مكانًا مثاليًا لإنتاج حليب الإبل، بفضل وجود أعداد كبيرة من الإبل في البلاد. حيث تم إدخال حوالي 10,000 إلى 20,000 إبل إلى أستراليا في أربعينيات القرن التاسع عشر لاستكشاف المناطق الداخلية. اليوم، هناك أكثر من مليون إبل برية في البلاد، وفقًا للحكومة الإقليمية في نورثرن تيريتوري.
ورغم أن إنتاج حليب الإبل لا يزال محدودًا، حيث تنتج الإبل نحو خمسة لترات من الحليب يوميًا مقارنة بالأبقار التي تنتج حتى 28 لترًا يوميًا، فقد تم افتتاح سبع مزارع حليب إبل معتمدة في أستراليا بحلول عام 2020.
تنتشر منتجات حليب الإبل في المتاجر الكبرى مثل "هاريس فارم ماركت" ومتاجر الأطعمة الصحية المحلية، حيث يمكن العثور على الحليب ومنتجاته مثل الجبن والشوكولاتة والآيس كريم.
هل يستحق حليب الإبل ثمنه؟
رغم الاهتمام المتزايد بحليب الإبل، يشير بعض الخبراء مثل الدكتور إيفانجالين مانتزيوريس، مديرة برنامج التغذية وعلوم الطعام في جامعة جنوب أستراليا، إلى أن الحليب البديل الآخر يقدم فوائد مشابهة. وقالت مانتزيوريس: "إذا كنت تحب طعمه وتستطيع تحمله من الناحية المالية، فلا يوجد مشكلة في تناوله. لكن الحليب البديل الآخر يقدم فوائد مشابهة."
وأضافت أنه من المهم التأكد من أن حليب الإبل يتم بسترة بشكل صحيح، لأنه قد يحتوي على بكتيريا إذا لم يتم معالجته بشكل مناسب.
ورغم أن حليب الإبل له فوائد صحية محتملة، إلا أن مانتزيوريس تشكك في انتشاره الواسع في أستراليا بسبب ارتفاع ثمنه وطعمه المالح والمميز، الذي قد يصعب على البعض تقبله.