مكتبة في فيرفيلد تعلم الأطفال العرب الفخر بلغتهم من خلال فنون الحكي

اللبنانية ياسمين بكر ترغب في تعليم الأطفال الثقة بالنفس والفخر بجنسيتهم ولغتهم

ياسمين بكر تعشق فن حكي القصص، لكنها لم تكن دائما على هذا النحو. ياسمين البالغة من العمر 29 عاما تنحدر من أسرة لبنانية، والداها هاجرا إلى أستراليا عام 1970. ولدت ياسمين في جنوب غرب سيدني ودخلت المدرسة هناك، والآن تدرس التعليم المبكر وتحكي قصص للأطفال باللغتين العربية والإنجليزية بدوام جزئي.

قالت ياسمين "أتحدث الإنجليزية والعربية. أنحدر من خلفية ثقافية حيث تتحدث أسرتي خمس لغات."
Jasmine Baker feels empowered as a multi-lingual storyteller.
Jasmine Baker feels empowered as a multi-lingual storyteller. Source: SBS


واجهت ياسمين صعوبات في التأقلم بسبب تلك الخلفية "واجهت صعوبات أثناء نشأتي حيث كان يُنظر إلى جنسيتي باعتبارها وصمة، وتم تشجيعنا للانصهار في المجتمع ثقافيا." وأضافت "لذا لم أكن دوما فخورة للغاية بجنسيتي."

لكن حكي القصص كان طريق ياسمين للتصالح مع جذورها. وقالت "مع تقدمي في العمر، وارتباطي بفن الحكي، جعلني هذا فخورة بنفسي وبالمكان الذي أتيت منه."

"حكي القصص مكني من قبول لغتي ومشاركتها مع الأطفال من كل الخلفيات الثقافية."

ياسمين هي جزء من مجموعة من فناني الحكي متعددي اللغات تعمل في المكتبة الاجتماعية "Lost in Books" في حي فايرفيلد في سيدني. هذا الحي هو أحد أكثر أحياء سيدني تنوعا، حيث يتحدث 70 في المائة من سكانه لغة غير الإنجليزية في المنزل.
وحضرت SBS  أحد جلسات الحكي التي تقوم بها ياسمين مع الأطفال من كتاب "ماما، بابا وينكم" باللهجة اللبنانية. وتقدم المكتبة كتب بأكثر من 40 لغة مختلفة من الأطفال وحتى المراهقين، كما توفر مساحة للعائلات للعب والقراءة معا.

الحكائين التسعة كلهم من نساء الحي ويتحدثن العربية والأسبانية والآشورية والماندرين والفيتنامية والإندونيسية والكورية. يبدأن كلهن متطوعات، لكن ياسمين الآن تعمل بأجر في المكتبة.

واستقبل حي فايرفيلد خلال الأعوام الأخيرة 12 ألف لاجئ، كثير منهم من العراق وسوريا ضمن برنامج التوطين الإضافي الذي قامت به الحكومة عام 2016.
Jane Stratton started Lost in Books in Sydney's Fairfield to keep languages alive in one of Australia's most diverse communities.
Jane Stratton started Lost in Books in Sydney's Fairfield to keep languages alive in one of Australia's most diverse communities. Source: SBS
مؤسسة Lost in Books جاين ستراتون تسعى لمساعدة الواصلين الجدد على الاستقرار في أستراليا ومساعدة العائلات على الحفاظ على اتصالهم بثقافتهم من خلال الكتب.

وقالت ستراتون "عندما يأتي الأطفال ويسمعون لغتهم التي يتحدثون بها في المنزل في مكان عام، فهذا يرفع من ثقتهم بالنفس." وتعقد المكتبة جلسات الحكي باللغات المختلفة صباح كل يوم ثلاثاء.

جلسات الحكي أيضا تكون فرصة مناسبة للعائلات الواصلة حديثا لتكوين صداقات في الحي، حيث لا تتقن الكثير من العائلات اللغة الإنجليزية ما يجعلهم أكثر عرضة للانعزال.
Local pre-schoolers and their families enjoy multi-lingual story time at Lost in Books.
Local pre-schoolers and their families enjoy multi-lingual story time at Lost in Books. Source: SBS
أكثر الكتب مبيعا في المكتبة هي الكتب المصورة وكتب الحكايات باللغة العربية، خاصة كتاب "اليرقة الجائعة".

بالنسبة لفنانة الحكي ياسمين بكر غير حكي القصص بالعربية والإنجليزية حياتها. وقالت "الحكي أعطاني اليد العليا. هناك ميزة هائلة في القدرة على التحدث بلغة ثانية ومشاركة ثقافتك من خلال القصص."

"كوني فنانة حكي متعددة اللغات، أحمل هذا اللقب بفخر." وأكدت "أنا سعيدة وفخورة بمشاركة ثقافتي مع الأطفال الصغار وتعليمهم أن يفخروا بأنفسهم بغض النظر عن جنسيتهم." 


شارك
نشر في: 24/09/2019 11:01am
آخر تحديث: 12/08/2022 3:22pm
By Sandra Fulloon, Abdallah Kamal