قصة ليست كباقي قصص اللجوء هي قصة الشاب محمد العنزي. قد تتشابه في بعض التفاصيل مع تجارب أخرى لكن ما يميز هذه القصة هو إصرار صاحبها على الاحتفاظ بالأمل رغم كل الصعوبات والضغوط النفسية .
وصل محمد عن طريق البحر يحمل أحلامه إلى أرض الأحلام لكنه اننظر أكثر من عشر سنوات من اللا يقين حتى حصل على الإقامة الدائمة في أستراليا.
بقي محمد العنزي بعد وصوله إلى أستراليا في عام 2013 أكثر من شهرين في مركز الاحتجاز في كريسمس آيلاند لكنه كما يقول "من المحظوظين" حيث تم نقله الى مركز احتجاز داخل الاراضي الاسترالية حصل من بعدها على تأشيرة مؤقتة (بريدجنغ فيزا).
يقول محمد إن هذه التأشيرة لا تمنح حاملها حق العمل والدراسة لكن الإعانات الحكومية كانت تسهل أمر بقائه.
يضيف، "المبلغ كان بسيطاً وكان عليّ تدبر الإنفاق على السكن والأكل والملبس وكافة الاحتياجات".
رغم أن الحياة كانت مؤمنة لمحمد بالحد الأدنى لكن ما كان يؤلمه أكثر هو عدم قدرته على العمل والدراسة بسبب قيود الفيزا المؤقتة.
محمد يقول أن المشكلة الأكبر كانت تتمثل بنظرة بعض الناس السلبية للقادمين عبر البحر والتي قال إنه عمل على تغييرها من خلال لوحات واعمال فنية شارك فيها في معارض لنشر رسالة مفادها إن هذه النظرة ليست صحيحة.
وفعلاً أستطاع من خلال هذه المشاركات المساهمة في تغيير جزء من الصورة النمطية تجاه طالبي اللجوء القادمين عن طريق البحر.
حقق الفنان والمخرج محمد العنزي الكثير من الانجازات من خلال مشاركاته في المعارض الفنية في سيدني وربما يعد فوزه بجائزة فيشرز غوست آرت أوارد لعام 2016 إحدى أهم المحطات في حياته في أستراليا.
Source: Supplied
يقول محمد لأس بي أس عربي24 إنه بالاضافة الى أن هذه الجائزة أضافت له على المستوى الشخصي فإنها أيضاً "ساهمت في تغيير النظرة السلبية للاجئين القادمين عبر البحر ولو بمقدار 1%."
محمد العنزي يحمل بكالوريوس في المسرح لكنه كان يسعى لاستكمال الماجستير في الفنون السينمائية في أستراليا وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن واضطر لوضعه على الرف لمدة عشر سنوات لإنه كان على تأشيرة مؤقتة.
لم تكن الدراسة المشروع الوحيد الذي وضعه محمد على الرف خلال السنوات العشرة الماضية بل اضطر لتأجيل مشاريع أخرى كإنتاج فيلم سينمائي طويل وافتتاح استوديو للتصوير وغيرها من المشاريع الشخصية.
لكنه رغم الصعوبات وجد لنفسه مشاركة إلى جانب زملاء له من الجالية العراقية في فيلم "زفاف علي" الذي حصد العديد من الجوائز.
Source: Supplied
الحياة بالنسبة لمحمد العنزي خلال العشر سنوات الماضية كانت مليئة بالنكسات والصعوبات.
لم يستطع محمد، كما يقول "أن يشتري سيارة أو حتى خطة هاتف متحرك أو استئجار مكان لتحويله إلى استوديو للتصوير بسبب تأشيرته المؤقتة".
Source: Supplied
أضطر محمد إلى ترك جميع أحلامه ومشاريعه حتى على المستوى الشخصي ومنها الزواج بسبب عدم اليقين في مستقبله.
لكنه في كل اللوحات والافلام القصيرة التي أنتجها والتي عكست معاناة طالبي اللجوء لم ينس أبداً "الأمل" في نهاية النفق.
يقول محمد إن هذا الامل تجدد في إحدى ليالي شباط/فبراير هذا العام عندما قررت الحكومة الفيدرالية منح الإقامة الدائمة لجميع طالبي اللجوء القادمين عن طريق البحر والحاصلين على الإقامة المؤقتة.
يصف محمد تلك الليلة التي سمع بها هذا الخبر بأنها كانت ليلة عظيمة لم يستطع فيها النوم حتى الصباح حيث اتصل بمحاميه الذي ابلغه أن الأمر حقيقة.
انتهت معاناة محمد التي أستمرت لاكثر من عشر سنوات في آيار/مايو 2023 عندما استلم رسمياً الإقامة الدائمة في أستراليا.
يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على