قالت الروائية دينا سليم حنحن في حديث لها مع إذاعة اس بي أس عربي 24 إنها انتقلت إلى استراليا بحثاً عن علاج لابنها بعد إصابته بمرض سرطان الدم" اللوكيميا".
تصف دينا نفسها بأنها "وُلدت بين النكبة والنكسة"، فقد ولدت في مدينة اللد لأجدادٍ رفضوا ترك منازلهم ووطنهم بعد النكبة، واستمروا بالعيش بين ذكريات الألم والأمل.
"التجربة بكل تفاصيلها إذا كرسناها لفعل إيجابي فسنستمتع بالبناء من جديد".
لذلك تربَت دينا في عائلة خسرت كل شيء، وبدأت حياتها من جديد مع الدولة اليهودية الناشئة، وترعرعت في مدن مختلطة متعددة الأعراق، بين اللد، والرملة، ويافا، وتل أبيب مع تشكل الدولة الجديدة التي حمَلت اسم "إسرائيل".
تصوّر دينا حنحن هذه النشأة في كتاب لها حمل عنوان" ما دونه الغُبار" وهي قصص حياتية حقيقية، لما حصل لأهلها وعائلتها من طرف الوالد والأم عبر شهادات واقعية لما قبل وبعد حرب 48.
Novelist and Journalist Dina Saleem Hanhan Credit: Dina Saleem Hanhan
كانت دينا تُخفي وريقاتها الأدبية لحين موعد صدورها، لأن ظروفها العائلية لم تكن مناسبة لأن تنخرط في الفعل الأدبي.
اضطرتها ظروف مرض ابنها بسرطان الدم للانتقال إلى أستراليا بعمر49 عامًا لاستكمال علاجه، وبدأت من جديد رحلة علاج وإثبات ذات ودراسة في مدينة بريزبن.
لكن رحلة علاج ابنها لم تكتمل بحكم أن قدوم ابنها جاء متأخرًا، فتوفي بعمر27 عامًا.
بدأت رحلة جديدة مع بناتها ليعشن ويتفوقن في أستراليا، ولتبدأ هي بالانخراط في المجتمع الأسترالي والعربي، وتصدر 12 رواية، وتنشط في المجال الأدبي منها مشاركات متميزة في صحف ومجلات عديدة، فضلاً عن مشاركتها في إذاعة مجتمعية لخدمة الجالية العربية والسريانية.
عن تجربتها كفلسطينية من عرب الداخل وهل سبّب لها هذا التناقض الثقافي والتاريخ المليء بالصراع، تقول السيدة حنحن: "بعد كثير من الصراعات المتتالية والهجرة، بقينا في بلدنا الأصلي، وعشنا مع شعب جديد من اليهود القادمين الجدد"
وتضيف: "عشت في مدن مركزية مثل يافا وتل أبيب واللد والرملة المتعددة الأعراق في دولة اسمها إسرائيل، مَنحَت جنسياتها لمواطنيها من اليهود والعرب والدروز وفَتَحَت لهم مجالات التعليم والعمل، ليثبتوا وجودهم في بنائها و"الشاطر بشطارته" كما تقول.
وتضيف، "بحكم الواقع أتقنا اللغة العِبرية، ونعيش في هذا المجتمع المختلط بكل المجالات مع بعضنا بديانات وأعراق مختلفة، لكن يحكمنا القانون".
الروائية دينا سليم حنحن
وتؤكد : "لذلك ارتضى فلسطينيو الداخل بالواقع، فما فقدوه سابقًا يكفي".
وتستدرك دينا قائلة، "لا ننكر أن إسرائيل مارست الاضطهاد خاصة في السنوات الأخيرة، ومن الصعب على كثير من الفلسطينيين ممن فقدوا منزلاً أو ابنًا أن ينسوا المعاناة، أو أن يتقبلوا أي وضع جديد، لكني أدعو دائما ألا ننسى أننا بَشر ويجب أن تسود المحبة لأن العنف يولد عنفًا".
وتنهي اللقاء بقولها: "علينا أن نتفهم ونَفَهم المجتمعات الأخرى ونحاور الآخر وهذا سيُهوّن علينا الكثير".
استمعوا لتجربة دينا حنحن في بين فلسطين وأستراليا، ورأيها في الجالية العربية بعد هجرتها، في التدوين الصوتي أعلى الصفحة.