مهاجرة فلسطينية: من الصيدلة إلى فن الحلويات والطبخ

Huda Bardaweel

هدى بردويل في أحد صفوف تعليم الطبخ في ملبورن Source: Supplied

هدى البردويل: لاشك أن تركيب الأدوية أفادني في تركيب وصفات إبداعية في المطبخ. مساري المهني الجديد الذي وجدت نفسي فيه هو" مطبخي الصغير ".


خلف كل قرار هجرة تكمن حكاية  ممزوجة بالعاطفة والشغف وخوض المجهول. يبدأ المهاجر رحلة ذهنية  مع خطط متصارعة مابين ماهو مأمول وماهو واقع .وبمجرد وضع الرحال في الوطن الجديد، يخوض المهاجرون الجدد من الشباب رحلة البحث عن الإستقرار والعمل في أستراليا  ومن ثم عن الذات وتنشأة الأولاد كما يحلمون.وكما قال المتنبي في إحدى قصائده : على قلق كأن الريح تحتي        أوجهها جنوباً أوشمالاً

بقيت عائلة هدى البردويل المتخصصة في الصيدلة وزوجها محمود صيام المتخصص في المعلومات التقنية  على قلق بمجرد وصولهم إلى ملبورن  يتلمسون فيها الاستقرار متسلحين بالخبرة المهنية والتفاؤل، يحركون دفة حياتهما مع عائلتهما الصغيرة نحو طريق مهني وعائلي جديد . تقول هدى "وصلنا مع زوجي وأطفالي إلى أستراليا عام2016، بحثا – في الأساس – عن مستقبل أفضل لأطفالنا واخترنا مدينة ملبورن  كمدينة تعليم في الدرجة الأولى تلبي تطلعاتنا ".

وأضافت، في البداية، كان همنا منصب على تعليم أولادنا بشكل جيد، فأصل القرار بالهجرة كان من أجلهم، فبحثنا عن مكان سكن يكون بالقرب من مدارسهم التي اخترناها، وتوفقنا في ذلك!

هدى تخرجت من جامعة North Atlantic  الكندية في تخصص الصيدلة وتمتلك خبرة جيدة في هذا المجال، وتقول: " هذا ساعدني بشكل كبير على سهولة إيجاد فرصة عمل في تخصصي ".


 النقاط الرئيسية:

وصلنا إلى أستراليا عام2016 بحثا عن مستقبل أفضل لأطفالنا واخترنا مدينة ملبورن

عملت كصيدلانية وكنت سعيدة  جدا عند بدء العمل

وصلت إلى لحظة المفاضلة بين البقاء في العمل في المنزل لرعاية الأطفال


 وعملت كصيدلانية في صيدلية وكانت سعيدة جدا عند بدء العمل، رغم المجهود االجسدي  الكبير في العمل بالاضافة لتحقيق التوازن بينه وبين أعمال المنزل الأخرى مع رعاية الأطفال ومتابعتهم . مرت سنتان على هجرة هدى وبذلها كل سبل الاستقرار والتوفيق الذهني والجسدي  المادي خاصة وأن موقع الصيدلية التي تعمل بها كان بعيدا جدا عن مكان إقامتها مما سبب لها الإرهاق .هذه العوامل جعلتها تصل إلى لحظة فارقة ، للمفاضلة بين البقاء في العمل أوالبقاء في المنزل لرعاية الأطفال الذين هم سبب هجرتها وخوض غمار هذه التجربة . وقالت: كنت أمام خيارين إما العمل أوالأولاد! " وأضافت أنها للحظة شعرت بعدم الأمان ! 

إستغرق القرار أياما وطبعا كان الخيار البقاء في المنزل والحفاظ على العناية و تربية الأولاد . موضحة، بعد قرار الإستقالة والبقاء في المنزل شعرت بالهدوء، لكن أنا امرأة منتجة وعاملة، تعودت على العمل والإنجاز".



بدأت تفكر في خيارات متعددة، وكانت الشرارة الأولى هي البحث عن عمل من المنزل يحقق الذات والدخل المادي المناسب والتوازن النفسي للعائلة.

تقول : كان عندي شغف للطبخ وابتداع أطباق مختلفة لثقافات متعددة و أطباق متنوعة  فتقدمت لدورة Commercial cookery  وبدأت رحلة دراسة جديدة في هذا المجال. وبعد انتهاء الدراسة المتخصصة في إعداد الأطباق  صممت على أن تحول الدراسة إلى تطبيق عملي .

وأضافت، فكرت كثيرا كيف أبدأ الخطوة، إلى أن أنشأت (مطبخي المنزلي الصغير ) للعمل من المنزل وتطبيق الوصفات التي تعلمتها و أعرفها من خلال طلبيات صغيرة إلى الأصدقاء والمعارف وبدأت أحقق نجاحا جيدا .
Huda Bardaweel
حلويات عربية من مطبخ هدى البردويل Source: Supplied
وفي معرض مقارنة بين الصيدلة والأدوية تضحك هدى قائلة: لاشك أن أن تركيب الأدوية أفادتني في تركيب الوصفات وتضيف، كثير من زبائني يدهشون عندما يعلمون أنني صيدلانية ويمازحونني بعد تجربة وصفاتي بالقول " أكيد كنت مبدعة في الصيدلة لذلك أبدعتِ في تركيب وصفات الولائم  ".

 

وحين تقارن الفرق بين المهنتين توضح ، الفرق بين الصيدلة وتركيب الأدوية وبين الطبخ هو الإبداع .فرغم دقة عمل تركيب الأدوية والحذر، إلا أن ميزة الطبخ - رغم وجود المقادير – هو الإبداع المفتوح بطرق متعددة .

وحول ما إذا أصبحت مهنة الصيدلة " في خبر كان " قالت : أبداً، الصيدلة مازالت موجودة، فهي مهنتي ودراستي سأجدها في الوقت الذي أحتاجها فيه، لكن مساري المهني الجديد الذي وجدت نفسي فيه هو" مطبخي الصغير ". 


شارك