تعد البروفيسورة سمر عون، الأسترالية من أصل لبناني، واحدة من أبرز الشخصيات في مجال الرعاية التلطيفية على مستوى أستراليا والعالم. ترأس منذ سنوات مركز أبحاث الرعاية التلطيفية في معهد Perron بجامعة أستراليا الغربية، حيث تميزت بتقديم رؤى مبتكرة في مجال الرعاية الصحية. تُعتبر اليوم واحدة من القادة المُلهمين في هذا المجال، وهو ما يجعل إسهاماتها تتجاوز حدود البحث العلمي لتشمل العمل المجتمعي والدعوة إلى التغيير الاجتماعي.
تجمع البروفيسورة عون بين العلم والعمل الإنساني، فقد وضعت جهودها في تطوير نماذج رعاية تلطيفية تواكب احتياجات المرضى وأسرهم في المراحل الأخيرة من حياتهم. في هذا السياق، تُبرز مبادرتها الأكثر شهرة "المجتمعات المتعاطفة"، التي تهدف إلى دمج الرعاية الصحية مع الدعم المجتمعي، مما يعزز من القدرة على مواجهة التحديات النفسية والجسدية المرتبطة بالفقد.
حول التكريم الذي نالته، تعبر سمر عون عن مشاعرها قائلة: "هذا التكريم فخر عظيم لي، وأشكر كل من ساهم فيه. العمل في مجال الرعاية التلطيفية يؤثر فينا جميعاً، فكلنا سنموت في النهاية، وهذه الجائزة هي بمثابة تسليط الضوء على مبادرة المجتمعات المتعاطفة التي أؤمن بها."
كما تؤكد البروفيسورة عون على أهمية الدور الإنساني الذي تلعبه المجتمعات في دعم الأفراد في أوقات الأزمات، مستذكرة إرث جدها، الدكتور جورج عون، الطبيب الذي كان له تأثير عميق في شمال لبنان. تقول: "أستذكر جدي، الدكتور جورج عون، الذي كان يتمتع بشعبية واسعة في شمال لبنان بفضل حرصه على التعامل الإنساني مع مرضاه وعائلاتهم. كان يقضي وقتاً طويلاً معهم، مرافِقاً إياهم في رحلة الألم، وهو ما ترك في نفسي أثراً عميقاً."
مسيرة جدي علمنتي أنه لا يمكننا تحقيق أي تقدم دون الدعم المجتمعي. لقد أدركت أنه في هذه المجالات، لا يمكننا النجاح بمفردناالبروفيسورة اللبنانية الأسترالية سمر عون
وتجسد مبادرات سمر عون النجاح المجتمعي في أبهى صوره، حيث تشير إلى أن المجتمعات التي تبنت نموذج "المجتمعات المتعاطفة" أصبحت أكثر تلاحماً وتعاطفاً، وهو ما أسهم في تقليص حالات الإدخال إلى المستشفى. وتتابع: "المجتمعات التي شاركت في هذا البرنامج أصبحت أكثر تعاطفاً ودعماً لبعضها البعض، مما أدى إلى تقليل الحاجة للإدخال إلى المستشفى، وحتى أولئك الذين اضطروا لذلك، أصبحوا يقضون وقتاً أقل في المستشفى."
وفيما يتعلق بتطوير مفهوم التخطيط المسبق للرعاية في أستراليا، تشير إلى التقدم المحرز، قائلة: "اليوم، هناك جهود كبيرة في كل ولاية أسترالية لدعم التخطيط المسبق للرعاية. كما ظهرت مبادرة جديدة تُعرف باسم "death cafes"، حيث يجتمع المشاركون لمشاركة تجاربهم والحديث عن الدعم الذي تلقوه في هذه الأوقات الصعبة."
بذلك، لا تقتصر إسهامات سمر عون على مجال الأكاديميا أو الرعاية الصحية فقط، بل تشكل جسرًا حيويًا بين البحث العلمي والمجتمع، محققةً تأثيرًا عميقًا على مستوى الأفراد والمجتمعات.
استمعوا إلى اللقاء كاملاً في الملف الصوتي المرفق بالصورة أعلاه.
استمعوا لبرنامج "Good Morning Australia" من الاثنين إلى الجمعة من الساعة السادسة إلى التاسعة صباحا بتوقيت الساحل الشرقي لأستراليا عبر الراديو الرقمي وتطبيق SBS Audio المتاح مجاناً على