تشير أحدث البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الأسترالي (ABS) إلى أن عدد الوافدين من السياح الدوليين بين عامي 2023 و2024 لم يتجاوز 85% من المستويات التي كانت موجودة في الفترة 2018-2019. وقد شهدت أعداد الوافدين من الصين والولايات المتحدة وسنغافورة أكبر تراجع، مما يشير إلى تحديات مستمرة تواجه السوق السياحية الأسترالية.
LISTEN TO
السوق العقارية في ملبورن تشهد اقبالاً على الطلب.. فما السر في ذلك؟
SBS Arabic
14/08/202410:03
Tمعوقات تعافي السياحة الدولية
يرجع الخبراء هذا التباطؤ إلى عدة عوامل، أبرزها التأخر في استعادة شركات الطيران قدرتها التشغيلية الكاملة بعد الجائحة. فقد استغرق الأمر وقتًا طويلاً لإعادة الطائرات إلى الخدمة واستعادة طاقم العمل المطلوب لتلبية الطلب المتزايد. كما تم تحويل جزء كبير من السعة الجوية إلى مسارات أقصر، مما قلل من قدرة بعض الوجهات البعيدة على استقبال المزيد من السياح.
ورغم تحقيق بعض النمو في أعداد الوافدين من دول مثل الهند وكوريا الجنوبية والفلبين، إلا أن هذه الزيادة لم تكن كافية لتعويض الفاقد في السياح من الأسواق الكبرى التي كانت تعتمد عليها أستراليا بشكل كبير.
الانتعاش المحلي: الأستراليون يعودون إلى السفر
على النقيض من ذلك، شهد عدد الأستراليين العائدين من رحلات خارجية زيادة بنسبة 32% بين عامي 2023 و2024 مقارنة بالعام السابق. ووفقًا لبيانات (ABS)، فقد عاد عدد الرحلات الخارجية للأستراليين في يناير 2024 إلى مستويات ما قبل الجائحة لأول مرة منذ رفع قيود السفر الدولي، واستمرت هذه الأعداد في الارتفاع خلال الأشهر اللاحقة.
كانت إندونيسيا الوجهة الأكثر شعبية بين الأستراليين، حيث سجلت 1.5 مليون رحلة، ما يعكس توجهًا متزايدًا نحو الوجهات الاقتصادية القريبة. كما يُظهر هذا الاتجاه تأثير ضغوط تكلفة المعيشة على اختيارات المسافرين الأستراليين، مما دفعهم إلى تفضيل الوجهات التي توفر قيمة أفضل مقابل المال.
تحديات السياحة الوافدة: من أين يأتي الزوار؟
رغم زيادة عدد الزوار الدوليين إلى أستراليا بنسبة 8.4% في يونيو 2024 مقارنة بالعام السابق، إلا أن هذه الأعداد لا تزال أقل بكثير من مستويات ما قبل الجائحة. وتستمر نيوزيلندا في تصدر قائمة الزوار القصيري المدة، حيث شكل النيوزيلنديون 18% من إجمالي الوافدين. كما بدأت أعداد السياح الصينيين في العودة بشكل ملحوظ، مما جعلهم ثاني أكبر مصدر للزوار إلى أستراليا.
تراجع أعداد الطلاب الدوليين وتأثيره على الاقتصاد
إضافة إلى التحديات التي تواجه قطاع السياحة، تشير البيانات إلى انخفاض أعداد الطلاب الدوليين الوافدين في يونيو 2024 بنسبة 14.8% مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة. ويرتبط هذا التراجع بتغييرات في سياسات الحكومة الفيدرالية المتعلقة بجذب الطلاب الدوليين وإصدار تأشيرات الدراسة، وهي تغييرات قد تؤثر سلبًا على الإيرادات التي توفرها هذه الفئة لأستراليا.
The number of overseas tourists arriving in Australia has not yet rebounded to pre-pandemic levels, data shows.
في ظل التحديات الراهنة، يبرز سؤال ملح حول كيفية الحفاظ على مكانة أستراليا كوجهة سياحية عالمية. فقد أكد الخبراء أن التنافس في السوق السياحية أصبح أكثر حدة، حيث تسعى كل دولة إلى جذب أكبر عدد ممكن من الزوار لتحقيق الفوائد الاقتصادية.
لذلك، من الضروري أن تحافظ أستراليا على سمعتها كوجهة سياحية مستدامة وأصيلة. ويتطلب ذلك تقديم رؤية موحدة ومتسقة للسياح الدوليين، بعيدًا عن الرسائل المتضاربة التي قد تؤدي إلى ارتباك المستهلكين. ينبغي على أستراليا أن تتبنى استراتيجية تسويقية شاملة ومتناسقة لتعزيز جاذبيتها في السوق العالمية.
Source: SBS