الأهل والأبناء والأحفاد تحت سقف واحد: هل هذا هو الواقع الجديد في أستراليا مع غلاء الأسعار؟

مع ارتفاع أسعار الإيجارات وضغوط تكاليف المعيشة، قررت عائلة أسترالية العيش في منزل واحد لتقاسم التكاليف. فهل هذه ظاهرة جديدة في المجتمع الأسترالي؟

Four family members sit and stand in front of their house.

Lisa Dodson with her mother Julie and sons Mitchell and Daniel. Source: Supplied

النقاط الرئيسية
  • تعيش ليزا دودسون مع والدتها وابنيها البالغين في منزل بالإيجار لتقاسم التكاليف
  • يقول الخبراء إن هذه الظاهرة تتنامى في أستراليا
  • يأتي ذلك في الوقت الذي أشارت دراسة بريطانية إلى وجود فوائد إيجابية للصحة العقلية للشباب الذين يغادرون منزل أهلهم
تمكنت عائلة ليزا دودسون من التغلب على ضغوط المعيشة وزيادة الإيجارات من خلال العيش تحت سقف واحد.

وتعيش ليزا (49 عاماً) مع والدتها وابنيها البالغين وشريكتيهما في منزل واحد بضاحية داوسفيل، على بعد حوالي 80 كيلومتراً جنوب بيرث.

تقول ليزا، "أنا أعمل بدوام كامل. أتقاضى أجراً جيداً إلى حد ما. ولكن إذا كان إيجاري 500 دولار في الأسبوع بمفردي، لا يسمح لي ذلك بالقيام بأشياء أخرى."

وتدفع الأسرة 400 دولار في الأسبوع لإيجار المنزل. وحوّلت ليزا صالة الجلوس إلى غرفة لها، بينما تستخدم أمها غرفة النوم الرئيسية التي لها حمام منفصل، ولكل من أبنيها غرفهما الخاصة.
عائلة دودسون ليست وحدها التي تعيش تحت سقف واحد. بعض الخبراء يقولو إن عيش الآباء والأبناء والأحفاد في منزل واحد اتجاه يبدو أنه في ازدياد في أستراليا.

بالنسبة للبعض، يعود ذلك إلى الإيجار وتكلفة المعيشة، ولكن بالنسبة للآخرين، يعد الأمر جزءاً من حياتهم وطريقة نشأتهم.

حلول أخرى لمواجهة الغلاء

مع انخفاض معدلات الشغور للمنازل والشقق في المدن الرئيسية مما أدى لارتفاع كبير في الإيجارات، قال مايكل فورينغهام، المدير الإداري لمعهد الإسكان والبحوث الحضرية الأسترالي، إن بعض الناس يتجهون إلى خيارات السكن الأخرى المتاحة.

"إحدى نتائج عدم وجود مساكن كافية للإيجار هو التنافس على الأماكن المتاحة".

"يمكن أن تؤدي هذه المنافسة إلى أشياء مثل مزايدة على الإيجار وزيادة في قيمته. وهذا يجعل سوق الإيجار ليس فقط غير متاح، بل غير قابل للتحمل من الناحية المادية أيضاً، وبالتالي يبحث الناس عن حلول أخرى لسكنهم".
Two women and two men standing in a row outside a house.
Lisa Dodson lives with her mother and two sons (pictured). Source: Supplied
هل ظاهرة سكن الآباء مع الأبناء بتزايد في أستراليا؟

يقول الدكتور فوثرنغهام إن عدد الأستراليين الذين يعيشون ضمن أسر متعددة الأجيال - وهو ما يُعرّف عموماً بأنه يشمل جيلين من البالغين أو أكثر - يبدو أنه يتزايد.

أضاف، "يبدو بالتأكيد أنه قرار يتعلق بتكلفة المعيشة".

من جهتها قالت ليكسيا كيو، زميلة الأبحاث في المعهد الأسترالي للدراسات الأسرية التابع للحكومة الفيدرالية، إن ظاهرة الأسر المتعددة الأجيال والشباب الذين يعيشون مع وأهلهم قد شهدت ارتفاعاً خلال العقود الأخيرة.

وأشارت إلى بيانات من التعداد السكاني لعام 2021، والتي وجدت أن 47% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و24 سنة يعيشون مع آهلهم، بزيادة عن الـ 43% المسجلة في عام 2016 و42% في عام 2001.
وقال إدغار ليو، الباحث في مركز أبحاث المدينة المستقبلية بجامعة نيو ساوث ويلز، إن خلفيات ثقافية معينة من المرجح أن تعيش في أسر متعددة الأجيال، سواء لأسباب ثقافية أو عملية، مثل المهاجرين الذين قد لا يملكون الموارد للحصول على منازل مستقلة.

في هذا السياق، وجدت دراسة جديدة نُشرت في المملكة المتحدة أن "الراشدين" الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و35 عاماً والذين عادوا للعيش مع أهلهم يتمتعون بصحة عقلية أفضل.

ووجد أول بحث بريطاني حول تأثير العودة إلى منزل الأهل على الصحة العقلية، أن 15% من الشباب فعلوا ذلك في وقت ما خلال الفترة ما بين 2009-2020. وأحد أسباب ذلك هو عدم القدرة على تحمل الإيجار.

وفاجأت النتائج الباحثين الذين توقعوا تراجع الصحة العقلية البالغين بسبب فقدان الاستقلالية.

أكملوا الحوار عبر حساباتنا على و و


توجهوا الآن إلى للاطلاع على آخر الأخبار الأسترالية والمواضيع التي تهمكم.



يمكنكم أيضاً الاستماع لبرامجنا عبر أو عبر تطبيق SBS Radio المتاح مجاناً على 



يمكنكم أيضًا مشاهدة أخبار في أي وقت على SBS On Demand.

شارك
نشر في: 10/03/2023 11:29am
By Emma Brancatisano
تقديم: Nassif Khoury
المصدر: SBS